مقالات وكتابات


الأربعاء - 24 أكتوبر 2018 - الساعة 10:34 م

كُتب بواسطة : علي عسكر - ارشيف الكاتب


من قال أن السياسة (لعبة قذرة) ما كذب..لماذا..وما السبب تطلق تلك التسمية على السياسة؟!! .. أعتقد من وجهة نظري المتواضعة أن في السياسة لست مجبرآ على توقيع العهود ولا المواثيق بل كل ما يلزمك هو كيفية أدارتك للأزمات وكذلك في وقت السلم كيف تستغل الأحداث المحيطة بك لصالحك .. السياسة أصبحت علم يدرس وهي وجهان لعملة واحدة مع المصالح، وعندما نطلق على (س او ص) من البشر كلمة مصلحي فتلك ميزة سيئة ومشينة وسلوك غير محمود لذلك الشخص. كلمة ربما تبدو بسيطة مكونة من حروف قليلة لكنها تحمل في طياتها معاني ومدلولات كثيرة!! بينما في قاموس السياسة تعتبر المصالح حنكة ودهاء!!

سأسرد لكم تصريح يؤكد صحة كلامي، حدث ذلك أثناء تدشين الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب عندما سأله أحد الصحفيين عن طبيعة العلاقات بين أمريكا والدول العربية في حالة نجاحك في الترشح كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية؟ وكان رده عن السؤال مزلزﻵ حيث قال:
[ أنا اكره العرب ولكن مصالح أمريكا وسياستها الخارجية تجبرني وتحتم علي التعامل مع هؤلاء ]..
كم هو قاسي هذا الرد عند من يمتلكون مثقال ذرة حياء او شيئآ بسيطآ من الكرامة العربية المهدورة لدى من نطلق عليهم لقب الزعماء!!

أنا من أشد المعارضين لقرارات ترامب وسياسته القذرة!!
لكن تعجبني الطريقة التي يتعامل بها مع الحكام العرب واسلوبه المستفز والمغرور ونظرة الاستعلاء عند لقائه بهم وظهورهم أمامه بشيء من النقص وهذا النقص سبب لهم عقد نفسية سرعان ما يعكسها زعمائنا اﻷشاوس في تعاملهم مع أخوانهم العرب في الدول اﻷقل منهم ثراء!!
يتميز ترامب بصراحته المطلقة التي لم نعهدها من قبل في رئيس أمريكي سابق!!
رجل لا يمتلك الدبلوماسية وفن الاتيكيت وبصريح العبارة رجل دوغري والأهم من ذلك انه رجل أعمال يدير الأمور بمبدأ الربح والخسارة!!
يستمر الرئيس اﻷمريكي ترامب بجلد بعض الأنظمة العربية وقادة تلك الدول!! حيث أستمع العالم من أقصاه إلى أقصاه للتصريحات النارية اﻵخيرة للرئيس اﻷمريكي دونالد ترامب التي كانت كلماته تحمل الكثير من السخرية واﻹنتقاص للمملكة العربية السعودية حيث اعلنها وبكل صراحة كما هي عادته عندما قال: لولا حماية أمريكا للعائلة الحاكمة في المملكة ..لن تستطيع السعودية الصمود أسبوعين ..لذاك يجب عليهم دفع المال ﻷمريكا مقابل حمايتها لهم!!
من خلال ذلك التصريح {الفضيحة} استطاع ترامب مزج الكلمتين المتضادتين :
(الصراحة/ الوقاحة) لتعطي المعنى القوي والحقيقي مع الدليل الدامغ الذي لا يقبل التشكيك فيه!!
-الصراحة وهي أن أمريكا هي بالفعل من تحمي وتدافع عن بقاء العائلة الحاكمة والنظام السعودي!!
-الوقاحة وهي أن يدلي بذلك التصريح علنآ جهارآ نهارآ
وبدون تحفظ أو احترام وتقدير للنظام السعودي!!
اﻷمير السعودي الشاب وولي العهد محمد بن سلمان رد الصفعة للرئيس اﻷمريكي الوقح ترامب بقوله :
(نحن نشتري السلاح باموالنا)..!!
ولكن مهﻵ ياطويل العمر ..ترامب لم يقل أن أمريكا تمدكم بالسلاح مجانآ!! بل قال هي من تحميكم ولن تستطيعوا الصمود أسبوعين!!

لم يتوقف رد ولي العهد عند هذا الحد بل أعطى ترامب درسآ بليغآ في كتم الغيض وعلمه معنى الحلم عند الغضب عندما قال :
مثلما نتقبل الثناء والمديح من اﻷصدقاء علينا أيضآ أن نتقبل نقدهم!!
إذا كان ما قاله ترامب بحق السعودية يعتبر نقد عادي من صديق فلماذا لم تتقبلوا النقد من أخوانكم في اﻷسلام من علماء دين ومفكرين الذين تكتض بهم السجون في السعودية!!
من سخرية القدر أن أول زيارة خارجية قام بها ترامب بعد تقلده منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية كانت إلى أرض الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين المملكة العربية السعودية حيث تم إبرام صفقات تجاوزت قيمتها 450 مليار دولار..
رحلة سريعة وقصيرة مع ابنته الحسناء إيفونكا فتحت له مغارة على بابا والاربعين ....
أي اخلاق وأي كرم حاتمي لدى العرب!!! هذه المبالغ الضخمة كفيلة بسداد الديون الخارجية لجميع الدول العربية ليس ذلك وحسب بل وإنتشال العرب من العوز والفاقة !! ولكن مهلآ..مهلآ!!فنحن لسنا في زمن الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي استطاع خلال سنتين من حكمة أن يوصل المسلمين في عهده إلى مستوى من الاكتفاء من كافة الجوانب بل لم يكتفي بذلك فخزائن بيت مال المسلمين كانت ممتلئه عن أخرها بالأموال وكانت الأيدي المسؤوله عنها أيادي نظيفة وشريفة لأن ولي الأمر كان يحمل كل الصفات النبيلة فكانت تلك الحقبة من أروع وأزهى فترة عاشها المسلمين حيث لايوجد شحات أو فقير أو محتاج خلال حكمه!!
بالله عليكم أنظروا أين كنا وإلى أين أوصلونا سفهاء هذا الزمان!!
مشكلة ترامب أنه لم يسمع ويفهم المثل العربي الشهير :
[ أكل الفم تستحي العين ]..
وهكذا سوف يستمر ترامب على هذا الموال في إبتزاز السعودية فجريمة مقتل خاشقجي الساذجة قدمت ﻷمريكا فرصة على طبق من ذهب وهذه الحادثة سوف يتم إستغلالها بأبشع صورة وهي كفيلة ﻷن يجني منها ترامب فوائد وعائدات مجزية!!

وعليك أخي المسلم أن تتوقع كم سيجني ترامب من أموال طائلة وراء دفاعه وتستره لهذه الفضيحة المدوية والغبية!!
شكرآ ترامب لأنك عريتهم .. شكرآ ترامب لأنك أكدت لنا أن المتغطي بأمريكا يظل عريان .. شكرآ ترامب لأنك أثبت لنا أن بالمال لايمكن أن نشتري أو نستعيد بها الكرامة المهدورة.. شكرآ ترامب لأنك جعلت كل زعماء العرب يعرفون حجمهم الطبيعي وان المال وحده لا يصنع من الأقزام العرب قاده!!