الجمعة - 19 أكتوبر 2018 - الساعة 11:22 م
ما أن تقلد منصب ولي العهد في المملكة العربية السعودية حتى أنحرفت وتغيرت البوصلة السياسية بالسعودية 180 درجة!
اﻷمير والمراهق سياسيآ محمد بن سلمان استطاع خلال فترة زمنية قصيرة من أن ينقل المملكة من حالة التشدد والتزمت الديني التي كانت تتصف بها السعودية سابقآ إلى دولة منفتحة!!
هذا اﻹنفتاح الذي قادة اﻷمير الشاب (قليل الخبرة ) حصل بصورة سريعة لدرجة أوصلت السعودية إلى مرحلة اﻹنبطاح .. فاﻹنفتاح كان يستهدف المرأة السعودية بشكل خاص حيث سمح لهن بقيادة السيارة ودخول الملاعب وسمح للمرأة ايضآ دخول المسارح وحضور الحفلات الفنية كما أمر ببناء مئه دور عرض (السينما) كل تلك القرارات جعلته يتصدر المشهد السياسي في السعودية منفردآ ويصبح بذلك هو اﻵمر الناهي يقابله بوضوح تام إختفاءوآفول لوالده الملك سلمان!!
هذه التطورات الغير متوقع حصولها في السعودية افرزت أصوات معارضة لذلك التوجة مما حذا باﻷمير محمد بن سلمان إلى قمع الكثير من المعارضين من خلال زج المئات منهم السجون وللآسف الشديد كان الغالبية منهم علماء ورجال دين!!
تستمر السياسات الطائشة لتتدخل المملكة عسكريآ في حرب اليمن والتي دخلتها المملكة بدون دراسة متآنية للبيئة والوضع اليمني الخاص لتصبح فيما بعد تلك الحرب بمثابة المستنقع الضحل والموقع المناسب ﻹستنزاف السعودية ماليآ وبمرور الوقت وطول الحرب تأكد للجميع أن المملكة تورطت فعﻵ وأصبحت بموقف محرج للغاية وذلك بعد أن تمكن الحوثي خلال الحرب من إطلاق قرابة 200 صاروخ باليستي على أراضي المملكة!!
زيارة الرئيس اﻷمريكي ترامب للسعودية وعودته منها بنصف تريليون دولار والخسائر اليومية الباهظة في حرب اليمن جعلت اﻷمير محمد بن سلمان يلجئ إلى طريقة ماكرة من خلال إحتجاز الكثير من اﻷمراء ورجال اﻷعمال الأثرياء بتهمة مكافحة الفساد بينما الحقيقة هي إبتزازهم لغرض الحصول على جزء من ثرواتهم لتغطية نفقات الأتفاقيات الوهمية مع الرئيس الأمريكي ترامب!!
كيف بشخص يدعي مكافحة الفساد ويشتري قصر تاريخي في فرنسا ب300$ مليون ويشتري يخت من ملياردير روسي ب250 $ مليون!!
رؤية المملكة 2030 الذي يتبناها ويدعمها بشدة اﻷمير محمد تهدف بالدرجة الأساسية إلى طرد جميع المقيمين اﻷجانب في السعودية بصورة غير مباشرة وذلك من خلال إثقال كاهل المقيم بالكثير من الرسوم والاتاوات المجحفة!!
الكثيرين قد لا يعرفون السبب الحقيقي وراء اﻷزمة الخليجية المستعرة بين السعودية واﻹمارات من جهة وقطر من جهة اخرى !!
السبب هو أن السعودية وقطر متورطين في دعم اﻹرهاب والجماعات اﻹرهابية وكﻵ منهما يريد رمي وإلصاق تهمة اﻹرهاب على الدولة اﻵخرى والدليل على ذلك اﻹنفتاح الكبير التي شهدتها السعودية حتى تثبت لﻵخرين إنها دولة منفتحة وليست منغلقة ومنعزلة ولا تدعم اﻹرهارب!!
نلاحظ في اﻵونة اﻷخيرة التراجع الكبير لدور المملكة وثقلها السياسي إقليميآ وعربيآ وعالميآ منذ أن تولى اﻷمير محمد بن سلمان ولاية العهد فلقد تخلت السعودية عن دورها القيادي بالمنطقة لتصبح تابعة ومسيرة من اﻹمارات حيث نشاهد تأثير الشيخ محمد بن زايد على الكثير من قرارات اﻷمير محمد بن سلمان!!
هذه السياسات والقرارات الطائشة والغير عقلانية للأمير محمد والتي أتضحت جليآ في اﻷزمة الحالية لحادثة إختفاء الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في تركيا وبطريقة غريبة ومثيرة للشك والريبة!!
كل الدلائل والقرائن تؤكد أن خاشقجي قد تم إغتياله بالفعل داخل القنصلية السعودية وأصابع اﻹتهام جميعها موجهة لشخص واحد لاغيره هو اﻷمير محمد بن سلمان!! ..أنا لا أستبعد مطلقآ أن تكون هذه الحادثة أشتركت فيها دول كبرى سعت بصورة أو بآخرى لتوريط المملكة العربية السعودية بهدف الضغط عليها وإبتزازها ماليآ بالتحديد.. فالسعودية باتت البقرة الحلوب لدول الغرب حيث يسعى الكل من أجل إرتشاف حليبها (فلوسها) الكامل الدسم!!
لقد رأينا كيف تكالبت دول الغرب ضد المملكة ليس للدفاع عن حياة خاشقجي أو دفاعآ عن حرية الرأي والديمقراطية التي تتغنى بها تلك الدول!!
الأيام القادمة ستكون أكثر صعوبة بالنسبة لسعودية وكذلك للعائلة الحاكمة هناك .. حيث أصبح منصب اﻷمير محمد بن سليمان [الملك المنتظر] والقادم للمملكة العربية السعودية على المحك بفعل هذه الحادثة!!
هناك تحديات ستواجهها السعودية بسبب تهور وطيش اﻷمير الشاب التي حتمآ ستورط المملكة مالم يكن هناك تحرك سريع وعاجل للقيادة السعودية للخروج من هذا المآزق الحرج الذي قد يشوه المملكة وسمعتها على مستوى العالم .. كما يجب على السلطات العليا في السعودية العمل على تفادي المزيد من اﻷخطاء والنزوات القادمة للأمير محمد بن سلمان فكل ما نشاهدة أمامنا يؤكد أنه حتمآ سيورط السعودية!!
