مقالات وكتابات


الأحد - 28 يناير 2018 - الساعة 05:09 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب


حينما يقود الوطن أطفال فالنتائج حربٌ..دمارٌ..
إقتتال..ولا مجال فيها للبناء، للتشيدد، للإعمار..

سنسمع فقط صوت الرصاص،ونشتم رائحة الدم،ونشاهد الحزن يخيم على الوجوه ويغنصب الملامح والدواخل..

لن يرتقي وطناً تقوده قطعان ضالة، ضلت الطريق وتتخبط هنا وهناك تبحث عن ذاتها في معمعة الضياع واللأوجود..

لن يرتقي وطناً يكون فيه صوت الرصاص،وهدير المدافع،ورائحة الدم،ولغة العنف هي السائدة،ويقتتل فيه الأخوة،تحت ذرائع وحجج وخزعبلات ما أنزل الله بها من سلطان..

وطنٌ تصبح فيه قطرة الماء أغلى من قطرة الدم لن تقوم له قائمة ولن يرفرف علمه خفاقاً، ولن يناطح شعبه سوى الفقر والجوع والحرمان والتيه القاتل..

لسنا بحاجة لأناس تجد غايتها في طلقات الرصاص،وينعدم فيها التحاور والتفاهم والعقل والمنطق،أناس ينفذون اجندة وخطط وأوامر شيطانهم الأكبر دون وعي أو ضمير أو مخافة من الله..

ما عدت أثق أننا نسير على طريق الدولة التي لأجلها سقطت فيروز، وعافيه،وعادل،والصمدي،وغيرهم كُثر،بل أيقنت أننا أمام ثلة من الأغبياء الساذجين والمغفلين الذين لايدركون حجم مايفعلون أو يقولون..


نحن اليوم لا نحتمل صب المزيد من الزيت على النار،فكيف يأتي أغبياء (ويذرّون) الرماد في العيون وعلى الجراح،ويساومون بأحلام البسطاء التي لاتتجاوز (كسرة) خبز يابسة،وشربة ماء لا قطرة دماء...


أي غباء هذا، وأي سذاجة تلك التي تملكت البعض، لم يسقط من سقط،ولم يُقتل من قُتل عبثاً،كان هناك حلماً يراودهم في أن ينعم أهلهم وذويهم بالأمن والأيام، فكيف أستحال. هذا الحلم إلى كابوساً يقض المضاجع وهماً يؤرق الجفون..


في الوقت الذي نرقص فيه على جثث بعضنا البعض،يقف العدو فرحاً مسروراً ينتشي لما وصل إليه حالنا،ولسان حاله يقول اللهم زد وبارك،وينتظر ويتحين الفرصة السانحة لينقض علينا ويُعمل خناجره في صدورنا وظهورنا..


هنيئاً لنا المشهد (الليبي)، والواقع السوري، وهنيئاً لتلك العقول القاصرة التي أوصلتنا لهذا الواقع الدموي، وهنيئاً للجيوش (المطبلة) وللأقزام (المفبسبكة) تلك الدماء التي سالت، والأرواح التي اُزهقت..