مقالات وكتابات


الأربعاء - 03 أكتوبر 2018 - الساعة 08:20 م

كُتب بواسطة : أ. محمد الدبعي - ارشيف الكاتب


قال: اللهم إني لست مع الحوثي ولا اؤيده، ولست مع هادي ولا أؤيده ، ولست من أتباع صالح ولم أؤيده ، ولا مع أحد اللهم. إني أشهدك وأشهد خلقك اني مع بلادي بس والله المستعان.
قلت: يعني أنك ضائع تائه بلا هوية!

قال: اليمن هويتي مش الأشخاص. فمن كان يحب اليمن فاليمن باقية أما الأشخاص فراحلون .. التمسك يكون بالمبدأ وليس بالشخص.
قلت: نعم بالمبدأ! لكن كلامك يقول أنك لا مبدأ لك. حتى جدتي العجوز تقول أنها تحب اليمن!

هنا تدخل مشارك آخر.
قال: معنى كلامك ان جدتك بلا مبدأ و لا هوية؟
قلت: جدتي أمية لا تقرأ ولا تكتب، وهذا لا يعيبها.
العيب في المثقف المتعلم وليس في الجاهل.
العيب فيمن يدعي الحياد وليس فيمن لا يعرف الفكر وصحة الاعتقاد.
العيب فيمن يعرف الحق وأهله ويتجاهله، ويعرف الباطل وأهله ولا ينكره.
العيب في الإمعة وصاحب الحياد في وقت تحتاج اليمن فيه الى تعاضد أهل الحق لدحر أهل الباطل.
من يقول أنه ليس مع أحد فهو مهمش في خانة اللا إنسان واللا وطن!

قال: يا أخ محمد الدبعي!
لو كان كل أمي لا يقرأ و لا يكتب جاهلا فلا أدري اي دين تتبعون؟ نور القلب والبصيرة لا يحتاج إلى كتب.
وهنا تدخل صاحبي الأول قائلا: الرسول عليه الصلاة والسلام كان أميا!
فقلت: هناك فرق بين أمية الكتابة والقراءة وأمية الفكر والثقافة!
رسول الله (ص) كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، ومع ذلك كان نبيا رسولا قائدا مصلحا مربيا مجاهدا معلما وزوجا وأبا وأخا وصديقا وجدا! كان (ص) أمة بأكملها!
وجدتي أمية لا تقرأ ولا تكتب ومؤمنة مسلمة بالفطرة.
و الأمية لا تعيبها، وإنما تعيب الأمية من درس وتعلم وتثقف وعاش بين المتعلمين والمثقفين والمفكرين ثم يدعي الحياد في قضية مهمة من قضايا الدين والوطن!
فليقارن نفسه بأمية رسول الله (ص)!
المبدأ يحتم عليك أن تعمل فكرك وعقلك في التمييز بين الأشخاص والجماعات والوطن، فتغلب مصلحة الوطن و تبسط يدك له، و تعطي وتبذل لأجله.
يحتم عليك أن لا تكون إنتهازيا ولا مصلحجيا، ولا ترهن نفسك لحفنة من العملات الأجنبية مقابل العمالة، بل وطنيا وفيا بارا به، صابرا مصابرا. يحتم عليك أن تكون قدوة لغيرك!
يحتم عليك أن تكون صاحب مبدأ سوي!
ليس في المبادئ أنصاف حلول كما قال نجيب الكيلاني!
باختصار يحتم عليك أن تكون مواطنا صالحا!

ياموطنا عبث الذئاب بأرضه.. عهدي بأنك مربض الآساد!

أ. محمد الدبعي