مقالات وكتابات


الأربعاء - 26 سبتمبر 2018 - الساعة 07:52 م

كُتب بواسطة : الشيخ أحمد المريسي - ارشيف الكاتب


برده ياكوز بمبه طفي الفانوس لصي اللمبه،كلمات شعبية كان يأدوها ابناء عدن في رقصة شعبية تعبيرية لها دلالات وهي اصلاً جاءت مع البحارة والصيادين من افريقيا وكانت تحكي قصصهم وبطولاتهم وعشقهم وكل ما كانوا يصادفوه في حياتهم اثناء سفرهم ورحلتهم في الشواطئ والمحيطات وفي الموانى والمرافي.

كانت لكل واحد فيهم حكاية يحكيها عند عودته ومن هده الحكاوي تألفت وتكونت تلك الرقصة الشعبية والتي انتشرت في القرن الأفريقي ووصلت الى مدينة الحب والجمال والأمن والسلام والثقافة والتراث المتنوع التي كانت تحتضنه مدينة المدن وقبلة العالم حبيبتنا ومعشوقتنا وعروس البحر عدن.

عدن الثغر الباسم،عدن الجبل والسهل والبحر والرمله والعود والناي والرباب،عدن شمسان والطويلة وصيرة والكمسري وحديقة الحيوانات،عدن جامع العيدروس ومسجد النور،عدن كلية البيومي وكلية الهندسة،عدن لطفي امان، ومحمدسعيد جرادة، وإدريس حنبلة، واحمدشريف الرفاعي، واحمد الجابري، ومكاوي وجرجرة ،وباهرون،عدن البيحاني، عدن عبدالله حاتم،عدن باحميش،عدن العبادي هدا على سبيل الدكر وليس الحصر، وكانت رقصة الليوا التي يتجمع حولها ابناء عدن وهي رقصة تأدى جماعية،كانوا يأدوها في افراحهم ومناسباتهم وخاصة في الأعراس وحتى في الرحلات والمناسبات الأخرى رقصة شعبية فلكلورية.


كانت تعني البساطة والحب والأمن والأمان والسلام والوئام بين الجيران والزملاء والأصدقاء والنخوة والرجولة والكرم والشجاعة كانت تحفهم من كل الجوانب.

وكانت امهاتنا وجداتنا وابائنا واجدادنا بعد العصر يرشوا الماء كلاً امام باب وحرم بيته من اجل الجلسه حق بعد العصر ويفرشوا الحصير،السلقةالمصنوعة من الودم(العزف) والتي تتخلها الصلوات المغرب والعشاء ويعودوا للجلوس والسمر من جديد كان ابي يجلس على كرسي خشب ابو طربال وجارنا الأخر المقابل له معه مثله،كرسي خشب مريح وله ميزة عدنية خالصة وكل واحد ماسك الراديوا حقه يتابع نشرة الأخبارمن لندن والمنتوكارلوا، وامي وحريم الجيران معهم كراسي خشب على جلد شغل الصومال(صناعة).

والقعائد الحبال بجانب كل بيت منظر بديع وجميل وكله بساطة لازال ذلك المنظر عائش في وجداني ووجدان كل عدني..وكانت امي تجيد غزل وصناعة الكوافي العدنية واللحجية المميزة.


برده ياكوز بمبه طفي الفانوس لصي اللمبه
هو موضوعنا اليوم والذي اريد ان احكيه واوصله لكم بأن الكوز والزير والجحلة والتي هي مصنوعة من الفخار كانت حاضرة وموجودة في كل بيت وان كانت الكهرباء موجودة ولانعرف انها كانت تطفي إلا في نادر الأوقات وعاده عبر إعلان في الراديو والتلفزيون مع الاعتذار والأسف من قبل الهيئة او المؤسسة بسبب عطل طارئ حصل هنا او هناك.


واليوم رجعونا إلى ايام زمان مع الفارق المهول من التعذيب والتركيع والإدلال والإطهاد،إطهادنا في وطننا في ارضنا في عيشنا في حياتنا في امننا في استقرارنا في ثرواتنا وكل خيراتنا الذي حبانا الله بها.

استولوا عليها واستغلوها وياليتهم حافظوا عليها ورعوها حق رعايتها بل بحقدهم وخبثهم وظلمهم دمروها وحطموها ولازالوا في هدا التدمير مستمرين حتى يومنا هدا.

ونحن المحرومين من حقنا من ارضنا من ثرواتنا والسبب اننا ابناءها وهدا هو دنبنا الوحيد والذي ندفع ثمنه كما دفعه من قبل اباءنا واجدادنا ولازلنا في رحلة العذاب مستمرين و الذي سيرثه ابناءنا واحفادنا من بعدنا إذا مااستمرينا في هده الغفلة والخنوع والسكوت.


برده ياكوز بمبه تطفي الفانوس لصي اللمبه،كان الكوز بارد والزير بارد وماء الجحله بارد ولاتهمنا الكهرباء برغم انها لاتطفي وكانت شغاله كل الوقت وكنا لانهتم بها،كان صيدنا نشتريه باليومية وكان يباع بالسهم وليس بالوزن كانت امانة ورضى وقناعة ومعاملة واخلاق ورحمة وتعاون وسخاء..وحتى الخضرة نشتريها باليومية كان بنصف شلن يعطيك المخضري خضرة تسوى اليوم ثلاثة الف ريال،العملة ثابتة والأسعار ثابتة والمشهارة، المخارجة(الراتب) مضمون استلامه تاريخ 25 من كل شهر.


اليوم الكهرباء طافي وبالساعات الطويلة،والماء مقطوع وبلكاد يوصل لساعات معينة،والمجاري تطفح في كل شارع،والبترول والديزل معدوم والمستشفيات(الصحة) والمدارس والشوارع مهملة والكداديف(القمامة)في كل شارع وزغط رجعوا عدن رمه(اف) بعفنهم وقدارتهم ووساختهم وخبث قلوبهم ونياتهم السيئة.


الفارق مابين اليوم والأمس اننا فقدنا الأمن والأمان والراحة والسلام ماعاد نقد نجلس بجانب بيوتنا ولا بأركان حوافينا ولانقدر نتنفس بمتنفسادتنا وحدائقنا وشوارعنا التي كانت كلها نظيفة وامانه ومضيئة،بسطوا واستولوا عليها وخنقونا وخنقوها وضيقوا علينا وعليها وحولها الى قرية رعب.

نشتي عدن، رجعوا لنا عدن، اعيدوا لنا عدن.


عدن تدمر فهل من مغيث.؟

عدن تدمر فهل من صحوة.؟

برده ياكوز بمبه تطفي الفانوس لصي اللمبه.


#المريسي