مقالات وكتابات


السبت - 20 يناير 2018 - الساعة 04:49 م

كُتب بواسطة : احمد السلامي - ارشيف الكاتب


لى مدى خمسين عام أضاع الجنوبيون مستقبلهم .. والان بصدد ضياع مستقبل أولادهم وأحفادهم .. خلافات حادة ومزايدات وتخوين وصدامات وهدم للقيم والسلوك الحضاري أدت إلى عرقلة حركة التنمية وجهود بناء الدولة التي تقوم بها حكومة الشرعية .. أضعنا خمسين سنة من أعمارنا ، ذهبت هدراً و هباءً منثورا ، بينما حققت الشعوب الأخرى تقدما كبيراً على كل المستويات وتحولت إلى بلدان صناعية وسياحية متطورة ، امّا نحنُ فخطوة إلى اليمين وخطوة إلى اليسار وخطوتين إلى الخلف ! بدأنا الثورة ضد الاستعمار بكذبة وانتهت بكارثة باسم الوطن .
خمسون عاماً سقط فيها مئات الآلاف من الضحايا .. مآسي وكوارث إنسانية بسبب بعدنا عن الحقائق ومجافاة الواقع ، أعطينا للعقل إجازة طويلة بعد أن خونّاه وأطلقنا العنان للألسن لترفض كل شيء وتهتف "ثورة ثورة حتى النصر" ولم يتحقق النصر البتة .
تزداد معاناتنا في كل منعطف ويتعّقد الحل وتصبح النتيجة صفر في ظل التعنت والتطرف المناطقي المتخلف .. لا نقبل التفاوض والقبول بالآخر، مثلنا مثل دعاة المذهب الشيعي الجعفري بالضبط .. نحن نبحث عن زعيم أو قائد أو رمز نحقق به أحلامنا ولا نسمع ولا نعي غير ذلك ! وهم ايضاً (دعاة المذهب الجعفري ) يمهدون الأرض لكي يأتي الفقيه ويعتلي الولاية ليحكم ، ويصل الخلاف بينهم وبين الآخرين حد الاقتتال والإبادة ، وكذالك نحن نخوّن ونعادي من يخالف توجهنا المتطرف بتهم زائفة نبتدعها في كل مرحلة من مراحل الصراع .
اليوم ، وبعد هذه المرحلة الطويلة من الضياع أمامكم فرصة لا تعوض حتى بعد مئة سنة ! فرصة للخروج من الوضع المؤلم الذي ساهمتم انتم في تأزمه وتدهوره .. فرصة قدمها لكم المجتمع الدولي ودول مجلس التعاون وفي مقدمتها السعودية والإمارات ، وهي عبارة عن خارطة طريق (المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني ) التي توقفت بسبب الحرب القذرة التي شنتها المليشيات الحوثية الانقلابية وحلفائها .. حربٌ للحؤول دون إقرار مشروع الدستور كأساس وحيد للدولة اليمنية الاتحادية الحديثة التي ننشدها جميعاً .
ستنتهي الحرب وسينتصر كل وطني غيور على بلده وشعبه ..
ستنتصر الشرعية ، وستضع الحكومة بكل اقتدار وحنكة مداميك الدولة الاتحادية الحديثة التي ستخرجنا من الويلات والمحن .. وليخسأ الخاسئون حَمَلة المشاريع الضيقة ، الذين لا يفكرون إلا بمصالحهم الأنانية الجشعة التي دمرت الوطن ومقدراته و أوصلته إلى هذا الوضع المشين .