مقالات وكتابات


الثلاثاء - 04 سبتمبر 2018 - الساعة 05:41 م

كُتب بواسطة : الخضر البرهمي - ارشيف الكاتب


في ظل الصراع الثقافي والتحديات الحضارية التي تشهدها صحافة اليوم ، تبرز فجوة العقل الإعلامي للمثقف والقارئ معا ، ضف إلى ذلك الثقافات الغربية الدخيلة وعلى الأخص منها الثقافة الأمريكية التي همشت قوميات وثقافات بلدان شتئ ووضعت الثقافة العربية وصحافتها تحت اقدامها كما جعلت ثقافاتها على مستوى الاتصال بالترويج لما يسمى ( بالقرية الالكترونية الاتصالية العالمية) متجاهلا عن عمد التفاوت الحاد بين معدلات التطور الإعلامي والمعلوماتي بين أجزاء العالم شمالا وجنوبا ، سواء تمثل ذلك في تكنولوجيا المعلومات والاتصال أو في الإشعاع الإعلامي والمعلوماتي !!

كل هذا من شأنه خلق اعلامي مقلد في واقعنا العربي واليمني على حد سواء ليس لديه ابجديات الكتابة ولا لديه ايضا الاسلوب الرصين في تشويق القارئ للهرولة بين سطور كتاباته ، والاصعب من هذا انه تقليد من مقلد لرسم طلاسم ومفردات بعيده عن الواقع اتخذها املاء فراغ في موضوعه ليس ٱلا .. هذا الذي اصاب صحافتنا بالركود والعزوف عن النشر والتوزيع وبالتالي اصبحت توزع في المحلات و المطاعم والمخابز والافران كلفافة ورق للانتفاع بها كطقوس اعتادوا عليها لحفظ حاجات المستهلك يالها من فائدة وثقافة من نوع آخر !!

ترزح صناعة الصحافة اليوم تحت ضغوط تنافسية هائلة من وسائل الإعلام الأخرى وخاصة من التلفزيون والإنترنت والمحطات المتخصصة في إذاعة الأخبار ،
هذا من ناحية ، ومن ناحية آخرى أدى الانصراف النسبي عن قراءة الصحف الورقية نتيجة إلى أن بعضها يصدر طبعات رقمية على الشبكات الدولية ( الإنترنت) لنشر محتوياتها من الاخبار والمعلومات على اوسع نطاق ممكن بقصد الانفتاح على جماهير جديدة من القراء الذين قد لاتكون لديهم معرفة كافية عن سياسية واتجاهاتها الفكرية ومن ناحية ثالثة ومهمة جدا هي عدم استقطابها كتاب مخضرمين لديهم ثقافات واسعة في تنوع وتشويق القارئ للبحث والمطالعة وانتظار الصحيفة على احر من الجمر .. فكل اعلامي مثقف وليس كل مثقف اعلامي ولكن الظاهر انه حاصل معنا العكس في صحافة اليوم .