مقالات وكتابات


الأحد - 05 ديسمبر 2021 - الساعة 06:52 م

كُتب بواسطة : عابر قاسم الفتى - ارشيف الكاتب


بينما كنت قاعداً، أتأمل البحر، وأرى أقبال الموج المتكرر على الشاطى ومنهمكاً في مايحدث أمامي من ظاهرة شدني ذلك إلى سرد ما أحسست به وأستشعرت فيه تحت عنوان
((علاقة البحر بالشاطئ))
فقد رأيت البحر يعانق الشاطئ بأمواجه ولا يمل
ورأيت الشاطئ مبتهج دائماً ولايضيق من البحر وما يرسله من أمواج مرارا وتكرارا، بل وجدته متقبل بكل حب لكل ما يبدر من البحر تجاهه ووجدت أن الشاطئ بمعانقه موج البحر له، يبرق ويلمع حباً ويصفئ ويجف شوقاً اذا أبتعد، وعلى ما أظن انه بذهاب الموج يعرف الشاطئ بأن لها عودة
عشان كذا وجدت ان العلاقة مابين البر والبحر مقدسة وعلاقة متينة جداً ومبنية على الحب، ومستقامة على الأنتماء، والتقدير، انتماء البحر للشاطئ ، وتقدير الشاطئ للبحر

فلا البحر يحس بمبادرته المتواصلة وبمجيئه المتكرر للشاطئ بأنه عبء ولا الشاطئ يحس بأن كر وفر موج البحر المتواصل تجاهه كدر او ضيق بل البحر يحس بأن الشاطئ يأمن بمجيئه ويبطل عزلته، ويؤنس وحدته
وكذلك الشاطئ يحس بأن البحر ينشر الحياة فيه وينجيه، ويزيده جمالاً وبريقاً ولمعاناً وحياة، وتراه يفرح بمجيئه، ويشتاق بذهابه

فهنا لايمكن أن يأتي الشاطئ للبحر
ولا يمكن للبحر ان ينتظر الشاطئ ليأتيه
فطبيعة البحر المجيئ وطبيعة الشاطئ الاستقبال
ووجدت ان البحر يبوح بشوقه للشاطئ عبر الصوت المنبعث من خرير الموج الضخم، ووجدت ان الشاطئ لايبوح للبحر بشوقه بل يظهر عليه الشوق من خلال سرعة جفافه بذهاب الامواج
فطبيعة البحر الحياة، وطبيعة الشاطئ الحياء

تأملت كل هذا حتى اني بنفس الوقت سمعت الحديث الذي يدور بين البحر والشاطئ
وما سمعته هو:
يقول البحر بمجيئه:لقد أتيت يا مأواي لقد عدت يا سكني ومحتواي
ويرد الشاطئ قائلاً :اهلاً بك يامن بك تعود روحي، وتلمع وتتألق أجزائي، وتدب الحياة في أرجائي، وتمسح بمجيئك جفافي وتصحري، أهلاً بك يامن بقربك مأمن وفي بعدك فناء

ويذهب الموج ويقول البحر :سأعود يا أنتمائي ووعائي، سأعود مالم يجف مائي، سأعود
ويرد الشاطئ قائلاً :سأنتظرك يانجاتي ودواء دائي، سأنتظرك وانت منيتي ورجائي، وأن ذهبت ولم تعد، سأبكيك حتى أُعيدك من دموعي ورثائي

اللهم ارزقنا علاقة كعلاقة البحر بالشاطئ🌹♥️😉

#أحاسيس_حيه

#الفتئ_السامري