مقالات وكتابات


السبت - 20 نوفمبر 2021 - الساعة 06:30 م

كُتب بواسطة : منصور بلعيدي - ارشيف الكاتب


توطئة:
*العدرسة* هي حالة من التضليل الديني والسياسي تسود مشهد الانحراف في شؤون حياة الناس العامة في زمن ما.*

ظهر العيدروس كولي الله الصالح في عدن ابان الحكم الاستعماري لها الذي كرس مثل هده المفاهيم لدي عوام الناس حتي يشغلهم عن الفهم الصحيح للدين بهز الرؤس في حفلات الموالد الملهية وما في حكمها من توافه الامور .

وتحول ضريحه الئ *مزار شركي* يعبد من دون الله وتلك اهم طريقة لتغييب العقل المسلم وصناعة الوهم والبعد عن دين الله الذي لايقبل ان يعبد من دونه احداً.

والله لايرضئ لعبادة ان يكونوا تنابلة كسالى يتمايلون بين جدران المساجد كالمسطولين ويتركون العمل الصالح والتأثير الإيجابي في الحياة فتلك الطقوس الصوفية ليست عبادة بل عادة.

واستمر تغييب الوعي لدى شريحة واسعة من ابناء عدن كما غيرها من المناطق ليعيشوا فصول مسلسل الوهم الديني والسياسي على السواء.

هذه العادات تقلصت كثيراً بعد تحقيق الوحدة اليمنية التي سمحت بدخول المكتبة الاسلامية الي الجنوب أوغيرت الوعي الخامل ونشطت عمليات تحرير العقل الاسلامي من الاوهام والخرافات التي ما انزل الله بها من سلطان...

ولكن حين تغشتنا هذه الحرب اللعينة وساقت المجتمع الى مهاوي الردى من الفقر والجوع والهوان .. عادت إلينا بعض مظاهر الماضي التعيس لتطل بقرونها مستغلة حالة الفلتان العام الذي جعل الوطن كوكالة بلا بواب وحياة لاضابط لها.

وثاني هده الظواهر المصادمة للواقع هو ظهور رجل اسمه عيدروس الزبيدي الذي شكل مجلس انتقالي متمرد على الشرعية واطلق ايادي مليشياته في المدينة لتعيث فيها فساداً مروعاً لم تشهده حتى في ايام الحكم الاشتراكي.

ومجاراة لهذه الحالة الشاذة (يياسياً ودينياً) فوجئنا هده الايام بعودة الاحتفالات عند ضريح ولي الله العيدروس التي تحولت الي مايشبه الافراح والليالي الملاح وكان الجامع تحول الى مسرح للرقص والطرب وباسمك ياعيدروس يا ابن عبدالله.

مع ان العيدروس نفسه لاتاريخ له اي انه مجهولاً وهؤلاء يمجدون المجهول ويتركون المعلوم ( الله جل جلاله).

وهكذا نري ان هده المدينة الحضارية الراقية بدات تنحدر بها الحياة الي هاوية الجهل والعودة الحثيثة الى الماضي العتيق لإبتلائها بحالة *العدرسة الدينية والسياسية* الخادشة لوجه المدينة الراقي.

وربما ان العدرسة الدينية تحصل كحالة هروب من واقع مؤلم فرض على عدن في هذه الايام العجاف .. لكن العدرسة السياسية تأتي كطفرة طفيلية في زمن الازمات والحروب.

فهل ابتليت عدن *بمرض العدرسة* ياترى.؟!