مقالات وكتابات


الجمعة - 19 نوفمبر 2021 - الساعة 07:48 م

كُتب بواسطة : منصور عامر - ارشيف الكاتب




سيظل الحفل التكريمي للرعيل الأول لصندوق الرعاية الاجتماعية بعدن يوم2021/10/10 في الذاكرة التاريخية والانسانية لكل الكوادر والموظفين بصندوق الرعاية في عدن ، ولكوني عاصرت هذا الجيل وعملت معه منذو البدايات الأولى لتأسيس الصندوق وجدت انه من الواجب علي أن أسخر قلمي وأتناول هذه الشخصيات الجليلة والعظيمة والرفقة لرحلة طويلة تجاوزت العقدين من الزمن ... ومن بين هؤلاء تقف أمرأة عدنية ماجدة أسمها نجاة محمد عبدالله أول مديرة لادارة البحث الاجتماعي ( العمليات الميدانية اليوم) بصندوق الرعاية الاجتماعية في عدن.

ومن هنا أقول أننا أمام نموذج متميز في حقل الرعاية والعمل الاجتماعي ، ممن أستطاعوا الوصول الى الاهداف العظيمة والسامية لخدمة الانسان والمجتمع والدليل على ذلك التاريخ العملي الناصع بالبناء المؤسسي والنجاح والكفاح لمن نطلق عليهم بالرعيل الأول ونكرمهم على ماقدموه وأنجزوه قولا وارقاما ، افعالا واعمالا على مدى اربعة عقود من الزمن ،
الاستاذة الجليلة نجاة نموذج أمرأة عدنية المولد والنشأة والتعليم والعمل فهي من مواليد 1957/10/22 في عدن ، وتعلمت بمدارسها وتخرجت من الثانوية العامة من ثانوية 14 مايو للبنات بالبنجسار في التواهي ، وهي حكاية من الكد والتحدي والجد والعمل كسنبلة مثمرة بالخير والعطاء، متزوجة وأم لولدين سامح وسمير وأبنة أسمها سماح .، ولديها6 أحفاد4 أولاد وبنتين ربي يحفظهما جميعا ونتمنى لها حياة سعيدة وكريمة وأن يمنحها الله الصحة والعافية.هي وكل افراد عائلتها الكريمة

الاستاذة /الجليلة نجاة محمد عبدالله عبده التحقت بالعمل التربوي في سبعينيات القرن الماضي ، وعملت في مجال التربية والتعليم في محافظة عدن منذو (اكتوبر1978_ أكتوبر1980) وبعدها كانت الخطوة الاولى لها بالعمل الاجتماعي حيث عملت كباحثة أجتماعية في ادارة الشؤون الاجتماعية بمكتب محافظ محافظة عدن 1981 ومنذو البدايات الأولى لها أتصفت بالمثابرة والانضباط وحبها للعمل الاجتماعي والذي تفانت به وأخلصت له كبقية أبناء جيلها في ذلك الزمن المتميز بالعطاء والكفاح وتأهيل الذات وتطويرها، وتعاقبت مسيرتها الاجتماعية في عديد من مسميات أدارة محافظ عدن ثم وزارة الحكم المحلي وأدارة الشؤون الاجتماعية ثم مابعد الوحدة وزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية مابعد عام1990...

وهنا لابد لي أن أقول انه منذو اللحظات الاولى التي تعرفت فيها على الأستاذة نجاة محمد عبدالله في مطلع التسعينيات حينما كانت تعمل في أدارة المساعدات بمديرية صيرة بمكتب التامينات والشوؤن الاجتماعية بالدور الارضي والذي لازال ذلك المبنى التاريخي قائما حتى اليوم والذي أصبح اليوم معروفا بديوان وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ، حيث كانت تعمل كرئيسة قسم في مكتب ملئ بالملفات والطلبات الخاصة بالعجزة والأسر الفقيرة وذوي الاحتياجات الخاصة وقد تزاملت مع عدد من الهامات العملية بقطاع الرعاية واذكر منهم الاستاذ حميدقباطي رحمة الله عليه، والاستاذة الفاضلة أنيسة سيف شفاها الله واطال عمرها والذي يعدوا تقريبا مع الاستاذة نجاة ممن كان لهم دورا مميزا بالعمل بالبحوث الميدانية والمكتبية في ادارة المساعدات لمديريات عدن الثلاث( صيرة_ الميناء_ الشعب) قبل التقسيم الاداري الجديد لثمان مديريات....

أحمد الله وأشكره انني عملت سنوات معها بشكل مباشر بعد تأسيس صندوق الرعاية الاجتماعية 1997 حينما أصبحت أول مديرة لادارة البحث الاجتماعي بالصندوق والمؤسس لها (العمليات الميدانية اليوم) وكنت موظفا منتدبا ومختصا بمديرية البريقة ، ووجدت فيها الصبر والمثابرة على تنظيم الادارة وبدايات التأسيس والتعامل الجيد والطيب مع كافة الفئات المستفيدة من قانون الرعاية الاجتماعية ومع الموظفين بالصندوق جميعا وخصوصا نحن الذين كنا نعمل تحت أدارتها والتي لاتشعرك وانت تعمل معها بأي صعوبة رغم حجم ومسؤلية العمل الكبير والكثيف في تلك المرحلة وكنا تقريبا بعدد اصابع اليد في تلك الادارة المحورية والجوهرية لصندوق الرعاية الاجتماعية عدن ، والتي ظلت تديرها حتى قرار احالتها للتقاعد عام2016..حيث تعد مرجعية لكادر الصندوق حتى اليوم

ساهمت الاستاذة/نجاة محمد عبدالله في تأسيس صندوق الرعاية عدن حيث دربت عشرات الكوادر في عدد من المحافظات من خلال الدروات التدريبية ليس في عدن وحدها وحسب ، فقد اشرفت بشكل تام على المسح الميداني والتدريب في محافظة لحج عام2008.وبنجاح.
و ساهمت بتدريب عدد كبير من الباحثين في دورات لمحافظات عدن لحج أبين الضالع
كما تميزت بالنفس الطويل وبالتعامل الهادئ الذي أتسم بالتواضع والاخلاق العالية وكان التحدي عندها بتنفيذ الواجبات والمهام والمسوحات الميدانية يفرج عن رغبة كامنة في تحقيق الذات السامية للعمل الدؤوب على الانجاز للانشطة والخطط البحثية المتميزة وعندها هو قيمة مضافة ومتعة ينسيها الهموم والالم والاحباط احيانا في الحياة والمحيط لتتحرك في تذليل الصعوبة لعبور المشكلة أو المعضلة وحلها ونجحت كثيرا وأشهد بذلك للتاريخ

لم يصنع التحدي والعمل والمثابرة وحده الاستاذة نجاة فقد صنع وجدانها أشياء اخرى فهي امرأة عدنية أصيله وكريمه وجدعه وبكل ماتعنيه الكلمة فسلوكها الحسن واخلاقها الدمثة وروحها المرحة على الدوام فتجدها صاغية جيدة حين المعضلة ومتعاونة ومرنة مع كل من يحيط بها وأصفها هنا وأنصفها كمان ، صحيح هناك من يراها انها صلبة وعنيدة في العمل لكنها نقية الرؤية وصافية الذهن وذات مرة قالت لي أنها تعلمت من كل المراحل والمنعطفات في مشوارها العملي فالتجارب عندها مدرسة وعي أن صحت عبارتي حيث تعلمت من المتغيرات التي حصلت بالوطن وظلت حتى اليوم تقول وهي محالة للتقاعد وجالسة بالبيت : [[ إحنا جيل عملنا الذي علينا بأخلاص وتفاني وانضباط بالعمل والحمد لله وأن أصبنا أو أخطأنا نحن بشر لدينا بعض القصور اكيد، وتضيف انشاء الله الجيل القادم يحافظ على ماأنجزناه ويحسن ويطور ما اخفقنا فيه وهي سنة الحياة ]].. فاحترمتها وأكبرتها أكثر.