مقالات وكتابات


الأربعاء - 29 سبتمبر 2021 - الساعة 01:42 ص

كُتب بواسطة : منصور عامر - ارشيف الكاتب


لاأتصور أنه يمكن لأحد من قارئي التاريخ ومتابعيه ألا يلتفت الى تاريخ الثامن والعشرين من سبتمبر الذي يصادف اليوم الثلاثاء ألا ويكتب عن ذكرى رحيل الزعيم الخالد جمال عبدالناصر جبل الكبرياء وحبيب الملايين ورمز الشموخ والكبرياء والكرامة العربية والذي لازال خالدا وراسخا في ضمير وذهن الجماهير العربية وحركات التحرر العربية والاجنبية ،
توفي الزعيم جمال عبدالناصر حسين خليل سلطان المري عن عمر يناهز ال52 في مثل هذا اليوم من عام 1970 الموافق 26رجب 1390بعد اختتام قمة عربية وبنجاح بالقاهرة بساعات بعد أن أستطاع اخماد فتنة عربية عربية وبما سمي أيلول الاسود بين الفلسطينيين والاردنيين ..

سيظل ال28من سبتمبر من كل عام ذكرى رحيل الجسد وخلود الروح والفكرة وسيظل عبدالناصر الزعيم العربي في التاريخ المعاصر وذاكرته رمزا للوطنية والقومية العربية ورحيله خسارة كبيرة وفادحة ليس للمصريين وللامة العربية من المحيط الى الخليج فقط ولكنه خسارة على العالم الحر وحركات التحرر في افريقيا وامريكا اللاتينية ، حيث العالم بأسره خسر زعيما بارزا خدم باخلاص وبلا كلل كل قضايا بلاده والعالم العربي وحركات التحرر وحركة عدم الانحياز التي أسسها مع الزعيم اليوغسلافي تيتو والزعيم الهندي نهرو ، وفي كل عام حينما تحل ذكرى رحيل الزعيم عبدالناصر تتذكر أقلامنا رجل لم يمر عابرا في تاريخنا العربي المعاصر ، رغم كل التكاتف للمؤمرات عليه وضده من كل حدب وصوب الرجل الذي وقف شامخا وثابتا بعد كل منعطف خطير مر به أبتداء بالعدوان الثلاثي لعتاولة العصر وسياساتهم الرعناء لندن_باريس_تل أبيب وواشنطن من خلفهم، بعد تأميمه قناة السويس وبسط السيادة المصرية عليها....وانتهاء بالنكسة في الخامس من حزيران1967

وكقارئ وكاتب يمني لايمكن لنا أن نغفل ماذا قدم هذا الرجل العظيم لشعبنا اليمني شمالا وجنوبا وكيف قدم العون والمدد لانتصار الثورة اليمنية سبتمبر الخالدة وتثبيت النظام الجمهوري في صنعاء وانها ديكتاتورية الملكية ومن خلفها...ولايمكن أن ننسى ذلك النهر من الدماء المصرية التي ضحت من اجل العروبة وعزتها وكرامتها ، ولاننسى أيضا نحن في عدن كيف تم تدريب الفدائيين وتسليحهم في الحالمة تعز لتحرير جنوب اليمن المحتل من قبل ضباط مصريين بتوجيه مباشر من الزعيم الراحل عبدالناصر ولعلى عبارته الشهيره في تعز ابريل1964م كانت رصاصة قاتلة اطلقها لطرد المستعمر من عدن حين قال [ على بريطانيا ان تحمل عصاها من عدن وترحل]... وكانت بمثابة انطلاق وسند عظيم للفدائيين في تفجير وتطوير الكفاح المسلح المتوج بالنصر في 30 نوفمبر1967..بالاستقلال الوطني وتحرير جنوب اليمن المحتل من الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس

في ذكراه ال 51 نقول رحم الله زعيم الأمة جمال عبدالناصر حبيب الملايين الذي سخر حياته لأعلاء راية القومية العربية ، والذي ودع في جنازة أسطورية لم تتكرر حتى اليوم من قبل ملايين المصريين تقدمهما كل زعماء العالم العربي الذي عاد بعضهم من الاجواء بطائرته بعد حضوره القمة العربية التي اختتمت اعمالها في نفس ذلك اليوم حين عاد عبدالناصر الى منزله من المطار بعد توديعه لاخر الزعماء العرب ليلقى ربه في السادسة مساء ، لينزل خبر وفاته على الملايين المصرية والعربية كالصاعقه وصدمة كبيرة على الامة وكل أحرار العالم وحتى خصومه

ويقول الشاعر نزار قباني في قصيدته الشهيرة جبل الكبرياء التي القاها ب7 نوفمبر1970 في اربعينة جمال عبدالناصر واصفا تلك الجنازة :
وراء الجنازة سارت قريش
فهذا هشام وهذا زياد
وهذا يريق الدموع عليك
وخنجره تحت ثوب الحداد

وأقول اليوم لازال ذلك الخنجر المسموم تحت العباءات ينخر في جسم الامة يمينا ويسارا ويعيش في ترف وتخاذل وكلنا ندرك ونعرف العدو الحقيقي لامتنا ويكفي أن نقول أن الزعيم عبدالناصر نال حب قلوب الملايين في العالم الحر ولازال في الذاكرة العربية والعالمية حتى اليوم وحين توفي لم يكن في حسابه سوى617 جنيه
رحم الله الزعيم عبدالناصر وأسكنه فسيح جناته