مقالات وكتابات


الجمعة - 24 سبتمبر 2021 - الساعة 02:20 م

كُتب بواسطة : عبدالناصر بن حماد العوذلي - ارشيف الكاتب




ظن المؤتمر الشعبي العام أنه بتحالفه مع الحوثيين يستطيع أن يتخلص من حزب الإصلاح وخصوم 11 فبراير وبعد أن يتخلص ممن قالوا له إرحل ظن أنه بعد ذلك يستطيع التخلص من الحوثيين ..

والحوثيين استغلوا رغبة صالح العارمة في الإنتقام وأوهموه انهم سيكونون عصاه التي لا تعصاه وسلاحه الذي يضرب به أعداءه .

وكان اشبه بحلف بين الجن والإنس كما قال الله تعالى في محكم آياته .

وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ .

والمثل الصنعاني يقول من دور الجن ركضوه وهذا ماحصل للمؤتمر الشعبي العام وعلي عبدالله صالح فالحوثيين لايمكن أن يؤمن جانبهم لسبب بسيط وهو أنهم أصحاب مشروع وهذا المشروع لايقبل الشراكة ولكنهم يوهمون بعض الدهماء من الأحزاب السياسية التي ظنت في يوم من الايام أن الحوثيين أصحاب فكر ثوري تحرري ومشروع وطني واتضح بعد ذلك انهم أداة من أدوات إيران والدليل أن أول رحلة لهم بعد 21 سبتمبر 2014 كانت الى إيران وكان الوفد رفيع المستوى برئاسة صالح الصماد .

نعود لتحالفهم مع صالح والمؤتمر الشعبي العام فقد كان تحالفا صوريا بينما الحوثيين استلموا البلاد وسحبوا البساط من تحت أرجل صالح ومؤتمره، ولم يدرك صالح خطورة مارتكب إلا بعد فوات الأوان وحين فكر ان يعيد البوصلة كانت رحلته قد انتهت ووصل الى نهايتها هذه الرحلة التي قطع له تذاكرها ابو علي الحاكم ومحمد علي الحوثي .

وحينها أعلن الحوثي نهاية رحلة صالح التي كانت رحلة مأساوية وصل صالح فيها الى نهاية سحيقة مكسور الرأس مضرج بالدماء وتشتت بعده حزبه الهش الذي لا يقوى على الوقوف إلا مستندا على مؤسسة الرئاسة وعلى شخصية الرجل الذي انشأه ..

وتفكك المؤتمر بموت صالح وخروجه من السلطة وهذا نتاج طبيعي لحزب اعتمد على بقائه في العملية السياسية على السلطة واضمحل حين نزعت منه فكان كالغريق الذي يبحث عن قشة تنجيه فكانت تلك القشة التحالف مع الشيطان الذي اوصله الى نهايته .

وفي الجانب الآخر إخواننا في الانتقالي يفكرون بنفس تفكير صالح ويحاولون عقد الاتفاقات الجانبية مع الحوثيين نكاية في الشرعية وحزب الإصلاح ويسهلون للحوثي الوصول إلى مناطق في شبوة وابين رغم ان هجمة الحوثي في 2015 ليست ببعيدة وما فعله الحوثيين من جرائم وقتل للنساء والأطفال وكبار السن ..

مازالت مشاهد حاضرة في الذهن الجنوبي، وقصفهم للزوارق التي كانت تقل نازحين من التواهي لم تزل تلك المناظر حاضرة وفي الذاكرة الجنوبية

فهل نسي الإنتقالي ام أنه يتناسى تلك الجرائم وهل يعلم الانتقالي انه لن يكون بأفضل حالا من علي عبدالله صالح الذي اعطاهم وسلمهم دولة وجيش وبنك مركزي وكانت نهايته بطانية حمراء ملفوفا فيها يلعب بجثته صبيان مران .

التحالف مع الحوثيين مثل التحالف مع إبليس فإبليس بعد أن يأخذ حاجته من البشر يتركهم للموت ويقول ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي @ ويتركهم فرأئس للموت .

ومن خلال ما سبق يخطىء دهماء الجنوب وغوغائييهم في مد جسور التلاقي مع الجماعة الحوثية فهذا يؤكد أن اولئك الساسة في الإنتقالي مراهقين سياسيا ولم يصلوا الى النضج السياسي وانهم مجموعة من إفرازات حرب 2015 ..

تلك الحرب التي كانت بداية لوصول جماعات وأفراد الى مناصب لم يكن يدر في خلدهم أنهم سيتبوأونها في يوم ما ولكن بقدرة قادر استطاع باعة الأسماك ومحلات البنشر والسباكين والباعة المتجولين من أن يصبحوا ساسة وقيادات عسكرية وهذا مايدل على ضيق الأفق لدى هذه الجماعات وعدم قدرتها على التعاطي مع الواقع وجمود فكرها وتقوقعها في ثقافة لا تتعدى قراهم .

وهذا له انعكاسات خطيرة على الشعب الذي يدعون تمثيله .

مايحدث في شبوة من تخادم بين مشروع السلالة ومشروع فك الارتباط أمر يدل على غباء الإنتقالي فكيف تتوافق النظريتان وكيف يتوافق المشروعان ولكن لا أجد قولا يعبر عن ذلك إلا قول الشاعر.

لكل داء دواء" يستطب به
إلا الحماقة أعيت من يداويها .

مخطىء من ظن يوما أن للثعلب دينا