مقالات وكتابات


الخميس - 16 سبتمبر 2021 - الساعة 11:25 م

كُتب بواسطة : علي مقراط - ارشيف الكاتب



وصلتني عصر اليوم الخميس رسالة صوتية مؤثرة بصوت السفير اللواء عبدالله ناصر مثنى المعروف بالفاصوليا موجهة إلى دولة نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية السابق المهندس احمد بن احمد الميسري ناشده فيها باسم الاخوة والمحبة شخصياً وجميع الفرقاء والخصوم الجنوبيين بالتنازل لبعضهم البعض وقال ليس عيباً أن تعودون لحب بعضكم وعودة وحدة صفكم.
لافتاً أن هذه وصية اخويه كون التباعد والتنافر يخدم اعدائكم وكلما كنتم وكلما اقتربتم مع بعضكم ستكونون اقوياء ، دقوا الابواب على بعضكم من أجل الوطن.

وفي رسالته أشاد السفير مثنى بمواقف وشجاعة وصدقه وصراحته مع الجميع..
وأختتم رسالته بمسائلة الكل بالله أن يتواصلون اليوم قبل غداً مؤكدا أن الجميع وطنيين ولايستطيع أحد أن يحكم الجنوب لامحافظة ولامديرية البلاد فيها خير لكن بحاجة ماسة إلى الاستقرار والسلام وقبول بعضنا ، هذا بعض مما جاء في الرسالة الصوتية المهمة.

والحقيقة أنني أحيي واشكر السفير عبدالله على مبادرته ومشاعره الصادقة. وصراحته وصدقه في كل ما قاله. ورغم وضعه الصحي المؤلم إلا أنه قال كلمته القوية للشعب والتاريخ. فقد شاهدته قبل مدة حضر لتقديم واجب العزاء للواء محسن سالم عسكر بوفاة شقيقه العقيد صالح رحمة الله عليه. كان يمشي على العكاز. وجلس على كرسي امام مقيل العزاء قرابة ساعة ليغادر المكان. والرجل عاصر الاحداث والتجارب التي عصفت بالجنوب في الماضي والحاضر. وادرك أن الجميع مهزومين وضحايا دون تحقيق أية مكاسب تذكر .

تعليقي على رسالته الصوتية الرائعة التي خص بها السياسي الجنوبي الكبير احمد الميسري . أن يوجه رسالة أخرى إلى رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي وكما استحلف الميسري بالله أن يكررها للزبيدي. ويوجه له النصائح. صحيح أن الميسري يعتبر الرقم الأهم في المعادلة السياسية الوطنية. واكثر شعبيه وتأثير في نطاق جغرافيا محافظات الجنوب . وإن كان منفي من وطنه ومنزله وأهله منذ اغسطس المشؤوم ٢٠١٩م . لكن على الأرجح أن الزبيدي معني ايضأ بهذه المبادرة كون قوات الانتقالي هي من تسيطر على عدن المدينة الاستراتيجية وايضا لحج وجزء من أبين وان كانت نسبة السيطرة على الأرض ضئيلة بأقل من 20% لكن عدن هي العاصمة السابقة لدولة الجنوب وحاضرته. ولها رمزيتها وبالتالي أن تأتي المبادرة من الاقوى والمنتصر. وليس من المهزوم. صحيح أن الانتقالي قدم دعوة للحوار في الخارج مع الأطراف الجنوبية. لكن دعوته كانت ناقصة ولم تكن جادة قوبلت بالرفض من الميسري ومحمد علي احمد وآخرين. فقد تبين أن تلك الدعوة أو المبادرة كانت مجرد إسقاط واجب. حتى الدولة التي حدد أجراء الحوار فيها وهي العاصمة المصرية القاهرة. لم يكن هناك أية تنسيق وموافقة منها ومنعت أجراء الحوار فيها وعلى السياسي المحترم والمعتدل الاستاذ احمد عمر بن فريد توضيح ذلك للرأي العام.

على العموم شخصياً أكثر من دعا للحوار (الجنوبي.الجنوبي) ومازلت مصراً باعتباره المخرج الوحيد لإعادة لملمة شمل الجنوبيين المنقسمين. او بالأصح الذين انفصلوا عن بعضهم البعض بعد الصراعات الدامية الأخيرة.
ومن هنا اضم صوتي الى جانب الأخ السفير عبدالله ناصر مثنى بضرورة تنازلهم لبعضهم البعض وكسر حواجز القطيعة وان يبدأ الإنتقالي بهذه المبادرة ومن أبين وشبوة وان يقتنع الأطراف بمصداقية الحوار والبدء لتطبيع الأوضاع الأمنية ونزع الخوف من طرفي الإنتقالي والشرعية.. فكيف تدعي إلى حوار في القاهرة ومازال الجنوبيين يتخوفون من نقاط الشيخ سالم والعلم وشقرة . إلجنوبيين في الشرعية وأقصد العسكريين لايستطيعون دخول عدن وأن دخل بعضهم يشعرون بالخوف ويتوقعون السجون .نعم هذه حقائق لاتقبل المزايدة والجدل والقفز على الواقع..

تحضرني هنا واقعة ذكرها لي العميد الركن علي ناجي عبيد واكدها اللواء صالح زنقل بعد أحداث ١٣يناير ٨٦م كان اللواء محمد مزاحم اركان المحور الشرقي الغيضة واللواء فيصل رجب الله يفك اسره قائد لواء ايضأ هناك ومحسوبين على أبين لكن لم يشاركوا في الأحداث.. وكانت القيادة في عدن بحاجة إلى قيادات رمزية تمثل محافظتي أبين وشبوة. اتخذت قرار بتعيين اللواء محمد مزاحم قائدا للكلية العسكرية واللواء فيصل رجب مدير دائرة الخدمات الطبية العسكرية. تم أشعارهم بالحضور بعد يومين إلى مكتب النائب الأول لوزير الدفاع رئيس هيئة الأركان العامة آنذاك اللواء هيثم قاسم طاهر.. ويفترض أن يبغلونهم بقرار التعيين مسبقا ليطمئنون. لكن شيئاً من ذلك القبيل لم يحدث. فشعر مزاحم ورجب بالشك وان عملية غدر مبينه . فجاء اليوم المحدد لاستلام قرارات تعيينهم فلم يحضرا فقد غادرا عدن الى الشمال للالتحاق بما سميت الزمرة ففقدت قيادة ماتسمى بالطقمة القائدان وخسرت من يمثل أبين عسكريأ ..
اليوم تتكرر المشاهد المؤلمة وان كانت أقل فداحة كون الزمن تغير والبعض استفاد من تجارب التصفيات واقبية السجون أنها لن تحقق الا الخزي والعار . لكن الثابت أن قيادات عسكرية ومسؤولين من أبين وشبوة لايستطيعون زيارة بيوتهم في عدن منذ أكثر من عامين لايستطيع سند الرهوه وعبدالله الصبيحي وابومشعل ويوسف العاقل وسالم لهطل وسيف القفيش ومحمد علي جبر وعبدالقادر الجعري ولبيب العبد والعوبان وغيرهم الدخول إلى منازلهم في عدن. ولهذا ألم اقل لكم مرارأ وتكرارأ أن الحوار يبدأ من الشيخ سالم لتطبيع الأوضاع. ومعالجة أثار الأحداث الأخيرة. وتطمين الناس بأنهم في امان وليس غرباء على وطنهم أن نفتح صفحة جديده للمصالحة الوطنية الجنوبية الأخوية وبالاراده والصدق والحب والتسامح وقبول الآخر والتقارب التدريجي سننسى ماحصل ونعتبره درس اضافي جديد .
نعم اخي السفير الوطن فيه الخير وسيتسع للجميع ولا تستطيع محافظة أو مديرية تحكمه وتتحكم بمصير الناس ابدا والكل يدرك لكنهم يضيعون الوقت والفرص .
بقي الإشارة هنا نقر أن الطرفين لايمتلكان القرار المستقل والكل مرتبط بالخارج لكن باستطاعتنا امتلاك نسبه من القرار الداخلي بتوحيد الجبهة الداخلية بعيدا عن الارتهان الذي لن ينصرك حتى وإن كانت له مصالحة سيتخلى عنك في لحظة لن ينفع فيها الندم والله المستعان