مقالات وكتابات


الأربعاء - 28 يوليه 2021 - الساعة 01:11 ص

كُتب بواسطة : صالح الحنشي - ارشيف الكاتب



هاتو لنا قوى واحزاب مدنية بحجم وثقل الاحزاب الاسلامية او فلنقل تنظيم الاخوان .
في كل البلدان العربية التي تتواجد فيها الاحزاب الاسلامية كان الحزب الوحيد الذي يستطيع ان يكون ند ا لهذه الاحزاب. هو حزب السلطة. وهو اساسا لم يكن حزب وانما لفيف تجمعهم مصالحهم الشخصية اشخاص باحثين عن وظائف وامتيازات.. كل هذه الاحزاب تندثر في اليو م الاول لفقدانها السلطة. وخير مثال الحزب الوطني في مصر والمؤتمر الشعبي العام في اليمن..
اما باقي الاحزاب الاخرى فلم تكن سواء جماعات من المحبطين والكسالى ..
اللعبة الديمقراطية من اساسياتها العمل الحزبي . والتنافس بين هذه الاحزاب على السلطة..
بغض النظر عن كل مآخذنا على الاحزاب الاسلامية. لكن مادام ارتضينا بالديمقراطية والتزام هذه الاحزاب بالقوانين الساريه في البلد سواء قانون الاحزاب .او غيره.
فانا ارى ان انقلاب العسكر او اي سلطة اخرى على اي نجاح لهذه الاحزاب حصلت عليه عبر صندوق الاقتراع . فانما ياتي بسبب عجز الاخرين في منافسة هذه الاحزاب من خلال الانتخابات..
لاتستطيع ان تلغي شريحة واسعه من المجتمع لانها فقط لم تروق لك.. اضف الى ان محاولات الغاء هذه الشريحة ستكون له عواقب وخيمة..
هناك حل ومخرج يفترض اتباعه. يتم حصر كل المحاذير والمخاوف من وصول الاحزاب الاسلامية للسلطة. ان كانت هناك مخاوف مشروعه. وبعد تحديد هذه المخاوف. يتم وضع مواد دستورية وقانونية تضمن عدم حدوث هذه المخاوف.عند وصول الاحزاب الاسلامية للسلطة . ووضع مايضمن دستوريا عدم العبث بهذه الضمانات..
وعلى هذه الاحزاب ايضا ان تستوعب مثل هذا الاجراء مادام والجميع احتكم لمواد دستوريه وقانونيه سارية على الجميع.
وكما قال صديق ذات نقاش .ان الاوربيين حين يتخوفون من امر ماء يذهبون لقوننة التعامل مع هذا الامر . لادراكهم ان الرفض قد يدفع من استهدفهم هذا الرفض لاتباع وسائل وطرق سرية .
كما ان هناك مايقع على عاتق الاحزاب الاسلامية. وعليها ان تبادر للقيام به .بانها بعد ان اصبحت احزاب وتسعى للحكم.
فانها حين ستحكم. ستحكم شعب بتنوعه الديني والمذهبي والعرقي والقومي..
فايا كان مذهب هذا ودين ذاك وقومية الاخر فانهم اصحاب حق في هذا البلد مثلهم مثلك..لايعقل ان تلك القناعات التي تقبلتها جماعتك او اعضاء حزبك. ان تعتقد ان من حقك فرضها على كل ذاك التنوع للمجتمع. وان عدم القبول بها من قبل فئة او اقلية ان ترى في ذلك خروج عن ملتك.
وانت تتبع الاحزاب او الجماعات الاسلامية من غير العرب التي وصلت للحكم تجد انها قدمت نماذج ناجحه في ادارة بلدانها وقفزت بهذه البلدان الى نجاحات لم يستطع اخرين تقديم مثلها.. على سبيل المثال تركيا وايران...
هذه التجارب لغير العرب تدفعنا للاعتقاد ان المشكلة في العقلية العربية. وتعاملها مع الدين. والا لماذا لم تستفد الاحزاب الاسلامية العربية من التجارب الناجحة للاحزاب الاسلامية من غير العرب...