مقالات وكتابات


الثلاثاء - 20 يوليه 2021 - الساعة 08:37 م

كُتب بواسطة : علي مقراط - ارشيف الكاتب



قبل زهاء عقد من الزمان شاهدت نائب رئيس الجمهورية الحالي علي محسن الأحمر يحضر عزاء السلطان ناصر الفضلي والد طارق ووليد الفضلي والمكان قاعة القصر الجمهوري فوق جبل خنفر محافظة أبين..
وكانت القاعة مكتظه بكبار المسؤولين والقادة والوزراء والمحافظين ..كان الجنرال علي محسن يشغل منصب قائد الفرقة الأولى مدرع قبل إنشاء المنطقة التي أضيفت إلى منصبه.. كل مالفت انتباهي ولم يغيب عن ذاكرتي عندما أخذ مكانه في القاعة جلس إمامه مجموعة من حراسته حتى أنهم اخفوا صورته بينما مجموعة من اتباعه دخلت القاعة حاملة كميات هائلة من القات وزع للحاضرين .. دون استثناء أو انتقاء .. هذا المشهد يتذكره من حضر مجلس عزاء الفقيد السلطان ناصر الفضلي رحمة الله وطيب ثراه.
وشخصياً بقي في اذهاني كصحفي وما يقال الصحفي مورخ اللحظة طال الزمن او قصر

تذكرت الليلة قبل البارحة علي محسن الأحمر في مجلس عزاء فقيدي الوطن المناضل اللواء محمد راجح لبوزه والمناضل اللواء محمد سرور علي رحمهما الله في قاعة ليالي عندما شاهدت صديقي الأسبق الطيب المتواضع الرصين وصاحب النفس الطويل والوسطية والاعتدال السابق الدكتور عبدالسلام حميد وزير النقل الحالي ومدير شركة النفط اليمنية بعدن الأسبق عندما دخل القاعة وخلفة مجموعة من الحراسة المسلحين وبعد تقديم العزاء لأولاد لبوزة وسرور جلس اثنين منهما إمامة أحدهما فارع القامة قطى على الوزير الجديد ومن إمامة بصعوبه شاهدت وجه عبدالسلام لاسلم عليه بيدي من الضفة الأخرى ورد على سلامي .

في القاعة نفسها والعزاء نفسه قبلها بليلة واحده كنت بمقعد مجاور للصديق اللواء الركن محسن الداعري نتجاذب أطراف الحديث ووصلت اساله عن الوزير حميد قلت اعرفه من زمان متواضع لأ ادري تغير مع المنصب أكد الداعري لم يتغير وهو نفسه عبدالسلام. لكن على الأرجح أن الداعري هو نفسه ما زال محتفظ ببساطته وعقلانيته . فيما صاحبنا ممكن الحكم عليه بدخول مسلحيه القاعة محيطين عليه اخفوا رؤيته تماماً .. وهذا قمة التحول الجديد من حق الرجل ترافقة حراسات وأطقم لكن ليس في قاعات الماتم والافراح في القاعة نفسها حضر محافظ لحج اللواء أحمد تركي ومحافظ أبين اللواء أبوبكر حسين لم يجلس أمامهم الحراس . كما رأيت وزير التربية والتعليم السابق الدكتور عبدالله لملس ووزير الثقافة الأسبق ألدكتور عبدالله عويل ونائب وزير المالية السابق ألدكتور منصور البطاني وآخرين دون أي مرافق ما اجملهم واعظمهم وهم يسيرون بين الشعب بتواضع بحرية رافعين هاماتهم لأنه لم يكتب عنهم أحد أنهم كانوا سرق وفاسدين ومتعاليين والأسواء مناطقيين بعيد عنهم هذه الافة القذرة لهذا هما احرار بين أهلهم والحرية ثمنها غالي يعني أنك تتخلى عن الظلم ونهب المال العام فترت تحملك المسؤولية وستبقى محترم في ذاكرة ووجدان البسطاء

مسك الختام وليس من المسك والكاذي بالنسبة لعبد السلام حميد. الوزير الذي يهرول مع المرحلة المجنونة التي أنتجت مآسي اليمنيين. وقدمت السفهاء وتجار الحروب إلى واجهة المشهد .انصح حميد إلعودة إلى الوسطية والاعتدال ويتذكر أنه كان يوماً يشكي الظلم والاقصاء عندما كان يعمل في زاوية شديدة التهميش قبل أن يصعد إلى مدير شركة النفط بعدن وأنه كان يسكن شقة عتيقة في ساحل خور مكسر ويأتي في أغلب الايام إلى مقيل الفقيد الغالي ردفان علي عنتر دون أحد يرافقة. انصحه أن لا يعتبر وزارة النقل غنيمة وتوزيع المناصب بشكل مناطقي . فقد عانى هو شخصياً من هذه العقلية ثم إنه اجتهد حتى نال الدكتوراه اعتقد فلا يضع نفسه في المكان الخطأ.
تحياتي لكل الوطنيين المعتدلين المؤمنين بالله وبسنة الحياة. وعيد مبارك أكثر واكثر للعسكر الذي يعيدون بلا راتب ولا لحمة العيد ولا كسوة أطفالهم ..رحم الله فقيدي الوطن لبوزة وسرور وطيب ثراهما