الأربعاء - 29 أغسطس 2018 - الساعة 07:18 م
لاشك أن الجنوب تعرض لدمار وهدم كبير في كل المستويات منذُ عام 90 وبعد حرب 1994م..
وقد كتب الكثير منا عن ما تعرض له الجنوب من تدمير شامل في كل الجوانب.. بل اصدر العديد منا بعض الكتب الموثقة خلال السنوات الماضية عن قضية الجنوب.. وتشرفت ان أكون واحدا ممن صدرت لهم تلك الكتب عن قضية الجنوب في 2012 وكتاب أخر مطلع 2015م..وتم توزيعها على العديد من السفارات وللمبعوث الدولي جمال بن عمر ومئات الشخصيات للتعريف بقضية الجنوب..
اضطررت أن اقول هذا ليس لاقحام القارئ باستعراض شخصي نحن في غناء عنه.. ولكن حتى لايفهم البعض أننا بنقدنا لبعض السلكويات نريد التشكيك بتطلعات شعب
الجنوب المشروعةفي بناء حاضره ومستقبله أودولته وتقرير مصيره
بحكم عدم التفريق عند بعض العقليات بين من ينتقدون للتصحيح و من ينتقدون للابتزاز والتشويه بالآخر..!
ان الاستمرار اليوم بعد تلك السنوات من النضال في تحميل مافشلنا في تحقيقه في البناء المؤسسي والعمل السياسي والبناء الإداري والنظام والقانون الخ...
أبناء الشمال وحدهم واتهامهم بعرقلة بناء الجنوب...هوفي
الحقيقةهروبا من البحث عن الحلول وعن آليات عمل ناجعة في مختلف المجالات الخدماتية والتنموية والنظام والقانون والعمل المؤسسي المدني والعسكري وعن وحدة القرار الجنوبي..!
وحتى لايصبح حالنا مثل حال الشيعة الذين يجلدون ظهورهم في كل عام ظنا منهم أنهم ينتصرون للشهيد الحسين ابن علي رضي الله عنهما..بينما هم في الحقيقة يسيئون للإمام الحسين لانه لم يكن يشتكي أكثر مما يعمل ولم يبكي على والده الشهيد علي ابن طالب كرم الله وجهه كما يبكون الشيعة عنه هذا الزمان...!
فانه المطلوب ممن بيدهم القرار وغيرهم تحمل المسؤولية وتجاوز النواقص وان لانتوقف عند الماضي وكلما وقع شيئًا تذكرنا أننا كنا تحت الاحتلال بينما لم يعد معنا في الواقع مع كل التقدير والاحترام للجميع.. غير اختلال في تفكير بعض العقول واحتلال في السلوك السلبي الذي نراه كل يوم يتسع مداه ليصبح هو المسيطر على سلوك البعض من الناس بدلا من السلوك الإيجابي وتجسيد الأخلاق الحسنه والتفاني والصدق والأمانة وتقديم المثال والنموذج الحسن في العمل والسلوك الشخصي الذي يخرجنا من حالة الشكوى الى حالة النجاح.
ان مثل ذلك السلوك يضعفنا أمام العالم وأمام من يتابع احوالنا برمينا كل أسباب الفشل في هذا الوقت بعد 2015 على غيرنا...مع عدم انكار تدخلات البعض من أبناء الشمال في الشرعية أو غير الشرعية في شأن الجنوب وعرقلة بنائه, غير ان ذلك ليس مبررا كافي للبقاء محلك سر...!
فنحن بإذن الله نستطيع ان نتجاوز الكثير من الأخطاء من خلال البناء المؤسسي وحسن اختيار الكادر القيادي ومن خلال الخطاب المرن الغير مندفع والشطط في التفكير وايقاف الخطاب العدائي لكل من لايعادي الجنوب وقضيته..
واصلاح الأخطاء الممكن بأيدينا إصلاحها وليس اي خطأ لانملك القدرة على تصحيحه بحكم وجود قرار إصلاحه بيد غيرنا..!
والله من وراء القصد
