مقالات وكتابات


السبت - 12 يونيو 2021 - الساعة 11:19 م

كُتب بواسطة : الشيخ أحمد المريسي - ارشيف الكاتب



ما أجمل الذكريات ذكريات الزمن الجميل الذي لن يعود إلا بعودة القلوب الطيبة التي كانت عامرة بالحب والإحترام والوفاء وروح التعاون والإخاء والطيبة والكرم والألفة والمحبة والعشرة الطيبة بين كافة الناس هكذا كانت مدينة عدن وضواحيها وهكذا كانوا ناس عدن وساكنيها..

التقيت أستاذي القدير الطيب علي محمد عبيد(المخزومي) والذي درسنا في المراحل الإبتدائية(الإعدادية) في مدرسة 30 نوفمبر بنين في الشيخ عثمان والذي كان متخصص في مادة العلوم التقيته مساءً اليوم السبت في مسجدنا مسجد المناصرين في مدينة المنصورة كالعادة في صلاة المغرب والعشاء ودار بيننا حديث ذو شجون عن الزمن الجميل وفي الدردشةوخضم الحديث وعلى سبيل علاقة الناس وتعاملات بعضهم البعض وكيف كانت بساطة وعفوية الناس.


حصل أنه في يوم من الأيام جاء صديق للأستاذ علي عبيد وعرض عليه سيارته الفيات نوع سكس هندرت أو فايف هندرت كونه محتاج لفلوس إلا أن الأستاذ علي عبيد لم يكن يملك السيولة وكل ما كان يمتلكه هو مسجلة نوع هيتاشي وأتفق الإثنين على أن يتبادلان السيارة الفيات الفايف هندرت بالمسجلة الهيتاشي.

وكل وأحد منهم كان سعيد وراضي بما صار بينهم من بدل تصوروا سيارة فيات سكس أو فايف هندرت وارد مرجان في ذلك الزمن الجميل مقابل مسجلة هيتاشي ياباني قيمتها 800 شلن من محلات عبد الجبار راشد وإخوانه في كريتر عدن(الميدان) طبعا عدن كانت سوق دولي وعالمي كبير(منطقة حرة) بمعنى الكلمة وكانت كل وكالات العالم التجارية فيها والماركات العالمية والعلامات المسجلة وكان الرأسمال الوطني حاضر وبقوة ندكر بعض الأسماء مثل بازرعة ومرجان واحمد سعيد العاقل وباعبيد وباشنفر والدنجي وهائل سعيد وباهارون والقائمة تطول.

كلن شاف نفسه مستفيد صديق الأستاذ علي باع المسجلة لمغرمين المسجلات والراديوهات والذين كانت هوايتهم السماع لإذاعة صوت العرب من القاهرة وبصوت المديع احمدسعيد وإذاعة لندن ومنتي كارلوا والأستاذ علي كان كل يوم يذهب بالسيارة إلى منطقة بئر فضل ومنطقة جعولة والبساتين وبئر احمدعند العقارب من الملاك والرعية والمزارعين يتمشى هو وأولاده ويشتري الخضار ولبن الجمال ولبن الأبقار الطازج والسمن البلدي والبيض البلدي عشرة حبات بشلن يعني الحبة البيض بعانة وحتى الدجاجة البلدي بشلن يابلاشاه زمن لن يعود ولن يتكرر.

المهم الأستاذعلي عملها وخلاها سياحة وفعلا كانت عدن بلد السياحة والجمال والمتعة والأنس والسلى والأمن والأمان ومرة في الحسوة عند ملاك الادواش يشتري خل وطاري بكور طازج حسوي أصلي ومرة في البريقة والخيسة عند الصيادين المقاورة الأكارم تقوله بكم يقول لك خد هذا خصار لك وأولادك بلاش شوف على كرم وسخاء وطيبة هكذا هي عدن وهكذا هم أهل عدن وابناءها الطيبين وقبل أن نختم الحديث والدردشة سألني الأستاذ هل سيعود هذا الزمن الجميل أم أنه من رابع المستحيل فلم أستطيع الرد عليه وتركته عليكم أنتم أيها القراء الأكارم لتشاركونا الدردشة وتقولون رأيكم.

#المريسي.