مقالات وكتابات


السبت - 12 يونيو 2021 - الساعة 02:11 م

كُتب بواسطة : الشيخ أحمد المريسي - ارشيف الكاتب


كل الحقائق الذي عشناها في حياتنا منذ طفولتنا وصبانا وشبابنا وحتى بلغنا سن الرجولة في مدينتنا الحبيبة ومسقط الرأس الشيخ عثمان (عدن) أصبحت أحلام وأماني بعيدة المنال الكهرباء التي كانت والعة أربعة وعشرين ساعة أصبحت طافي أربعة وعشرين ساعة والماء الذي كان لا ينقطع ويتدفق من الحنفيات بقوة أصبح صعب المنال مقطوع يبحث عنه المواطن بجهد وتعب وعناء من المساجد القريبة من منازلهم أو يشتروه من أصحاب البوز الذي ظهرت لنا هدة الأيام وانتشرت بكثرة بأثمان باهضة ترهق كاهلهم المتعب أصلا من غلاء المعيشة وانعدام الراتب.

كل شيئا جميل في مدينتا تدمر لم تعد مدارسنا وجامعاتنا كما عهدناها ولامستشفياتنا ولا الطرقات ولا المتنفسات وشواطئنا ولا سواحلنا والحدائق ولا أسواقنا ولا شوارعنا ولا ملاعبنا وحتى الأمن والأمان افتقدناه وأصبح غائب وصرنا وكأننا في غابة موحشة مرعبة يأكل القوي الضعيف وكل عادتنا وثقافتنا وتراثتا تلك وكل تلك الحقائق الذي عشناها وتربينا وترعرعنا عليها أصبحت أماني وأحلام بعيدة المنال.

أذكر وأنا في سن الطفولة وفي المرحلة الإبتدائية كنت أصحى مع والدي فجرا لتأدية فريضة صلاة الفجر ومن أجل الذهاب معه إلى مدينة كريتر عدن حيث كان يعمل في دائرة صحة البيئة وكانت بالنسبة لي يوم للنزهة والتمشية وزيارة العم العزيز السيد هاشم صاحب وصديق والدي وهو صاحب المقهى المشهور
(كشر) أمام فندق الجزيرة والذي كان يستقبلنا بالإبتسامة الحلوة وتلك الإشراقة الصباحية الطيبة ويقدم لنا بنفسه فنجان الشاي والخبز البر المقرمش والمقصقص والسيسر الذي يحتوي على الملاي
(القشطة) الناتج عن طفحة الحليب المفور.

وبعدها يذهب والذي للعمل وأبقى أنا مع العم السيد هاشم في المقهى اعاونه في تقديم الطلبات للزبائن كان ذلك أثناء العطلة المدرسية وكنت في غاية السعادة.

وعند عودة والدي في الظهيرة لاصطحابي معه لتناول وجبة الغذاء في أحد المطاعم الشعبية في أزقة مدينة كريتر وبعدها نغادر متوجهين إلى بيتنا في مدينة الشيخ عثمان ونحن في الطريق نتمتع بمشاهدة محمية الطيور على الجانب الأيمن ونحن في إتجاه طريق الجسر المؤدي لمدينة المنصورة والشيخ عثمان كانت حياة بسيطة ومدينة طيبة وناس طيبين وعشرة طيبة لافيها أنت من فين ولا ايش أصلك وفصلك وكل الناس أهل وجيران وكلهم زي الأخوان وأكثر لاحقد ولاكراهية ولاحسد وان حصل تجده ضئيل ومرفوض وغير مقبول من كل الناس واليوم أصبحت كل حياتنا التي كانت رائعة وجميلة عبارة عن أماني وأحلام صعبة المنال.

#المريسي.