مقالات وكتابات


الإثنين - 31 مايو 2021 - الساعة 12:55 م

كُتب بواسطة : محمد الثريا - ارشيف الكاتب



السياسة كمفهوم فلسفي، هي المشاركة في شؤون الدولة وتوجيه نشاطها وأهداف هذا النشاط، وهي كذلك بطبيعتها إنعكاس للمصالح العامة لا الخاصة، كما أن المصلحة العامة دوما تحدد العلاقات بين منظومات المجتمع المعين بعضها ببعض، وعلاقات الفرد بالمجتمع، وبالتالي إن لم تعكس السياسة بطريقة صحيحة مصلحة الشعب وحاجات المجتمع في شتى المجالات، فهي سياسات فوضوية تصير بالنسبة للمجتمع جرحا نازفا .

حتى الساعة تعجز الحكومة التوافقية المشكلة بموجب إتفاق الرياض عن القيام بمهامها بالشكل المطلوب، وفي رأيي الشخصي يتعلق جزء كبير من هذا العجز والفشل بمفهوم العمل السياسي ومتطلبات التوافق في أدبيات المكونات السياسية لتلك الحكومة، أذ بات ملاحظا إستثمار كل مكون موقعه في الحكومة الحالية لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب الخاصة على حساب المصلحة العامة وتطلعات المواطن .

هذا الطرح يسلط الضؤ على مسؤولية طرفي إتفاق الرياض ودورهما في فشل الحكومة والوصول الى الحال البائسة التي يتجرع المواطن مرارتها كل يوم .

وهنا أتمنى أن يكف جمهور الغريمين عن الإستمرار في صياغة مبررات الفشل والتهرب من المسؤولية، فما يحدث اليوم هو أن تحولت المصلحة العامة المفترض مشاركة الجميع في تحقيقها الى جريمة مشتركة يمعن ذات الجميع في إرتكابها، لذا من المعيب أن يبرر البعض ذلك الفعل الفاضح لمجرد إلتزامه بالولاء لقناعات وحسابات سياسية متغيرة لايمس الوطن والمواطن منها سوى المعاناة والشقاء .