مقالات وكتابات


الإثنين - 03 مايو 2021 - الساعة 10:30 م

كُتب بواسطة : محمد شهاب - ارشيف الكاتب


كل خيط مختلف في قطعة الحرير على وجه التحديد يبرز ويعرفه كل من يمسك بهذه القطعة ، وتمر علينا ذكرى مصرية دينية
هذه الأيام وهي ذكرى عيد القيامة المجيد للأخوة الأقباط ، ونحن فى شهر رمضان المبارك ، وقد وجت نفسى أبعث لأصدقائي وجيرانى المسيحيين بالتهنئة من تلقاء نفسي إما من خلال الرسائل أو مكالمات تليفون أو مقابلات شخصية ، وهم يردون التحية بالتهنئة بالصيام ، وبعد أيام قليلة سوف يبعثون لى بالتهنئة بمناسبة عيد الفطر المبارك ، وهكذا نحن فى كل الأعياد فمعظم الرسائل نقول عيد سعيد علينا جميعاً ، وما أجمل أن يختلط صوت أجراس الكنيسة بصوت مؤذن المسجد .
وجدت نفسى أتساءل وأفكر فى شخصية الشعب المصري وطباع أبناء هذا الوطن الذى لا يفرق بين مسلم ومسيحى ، فالكل جيران وأصدقاء عمر كامل ( طفولة وصبا وشباب ورجولة ) ، يجمعنا حب الوطن ومنذ سنين طويلة نرى دائما يد المسلم مع يد المسيحى فلا نعرف ما أئكلة زراعة مسلم أم مسيحى ولا نعرف ما نلبسه صناعة أى منهما ؟ لا يوجد فرق ولا يسأل أحد مثل هذه الأسئلة وإذا عدنا إلى الوراء سنوات قليلة لنتذكر سويا حرب السادس من أكتوبر المجيدة ، حيث حاربنا سوياً وسالت دماء كثيرة على أرض سيناء الحبيبة كلها دماء مصرية بغض النظر عن الدين المهم تحرير الأرض من يد المغتصب لترجع لحضن الأم مصر ولأهلها من المصريين ، وتمر بنا السنين ليأتى الأخوان وكما قلت قبل ذلك فى مقالاتى هم مثل مرض السرطان الخبيث الكامن فى الجسد ينتظر ليهاجم وجاءت للأسف الفرصة حين كانت الدولة في غفلة وتحديدا بعد فض اعتصام رابعة فقد شهدت مصر العديد من أحداث العنف بعد قيام عدد من أنصار جماعة الإخوان بمهاجمة
و حرق مجموعة من الكنائس بمصر مما تسبب في حرق حوالى 90 كنيسة لإسقاط مصر من أجل عمل تفرقة بين نسيج الوطن الواحد ولا ننسى مواقف البابا شنودة الثاث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الراحل، فى الوقوف أمام طمع الاتحاد الأوربى للتدخل فى شئون البلاد بدعوة توفير الحماية ، إلا أنه وقف وقفة صلبة في وجههم وقال لهم: "لا تتدخلوا حتى لو حرقت جميع كنائسنا، فلو حرقت سنصلي في المساجد مع إخواننا المسلمين". كما قال: "لأن أعيش في وطن دون كنائس، خير لي من أن أعيش في كنائس بلا وطن" وقد تصدى لهؤلاء الشرطة والجيش والشعب المصرى الصلب ومات منا كثيرون كلهم مصريون المسلم بجوار المسيحى ويأتى وقت البناء ؛ بناء مصر الحديثة اليد باليد مسلم ومسيحى الكل سواء وسنظل هكذا دائما عاشت مصر حرة قوية بنسيجها الوطنى .

المتحدث الإعلامي لحزب الجيل