مقالات وكتابات


الأحد - 25 أبريل 2021 - الساعة 08:04 م

كُتب بواسطة : محمد شهاب - ارشيف الكاتب


تمر علينا هذه الأيام ذكرى نصر العاشر من رمضان المجيد ونعلم جميعاً مدى ما تحمله الشعب المصرى من مرارة الهزيمة في الفترة من 1967 م وحتى العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر 1973م ، وما قدمه من تضحيات لكي يستعيد أرضه التي احتلت ويستعيد موقعه في صدارة العزة والكرامة ، ولست أقول الجيش المصرى فقط فقد كانت جميع الشعوب العربية وكل شعب مصر سندا للجيش والشرطة ، صدقت سيدي يارسول الله حينما قلت : ( إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا ، فإنهم خير أجناد الأرض ، وهم في رباط إلى يوم القيامة ) .
نعم تحمل هذا الشعب العظيم كثيراً منذ هزيمة الخامس من يونيو 1976 ، حيث قام جيش الاحتلال الاسرائيلى بمخالفة كل المعاهدات والمواثيق الدولية والأممية ، كما خالف مواثيق الإنسانية فقام بأعمال القتل والتعذيب والحرق ودفن الاحياء ضد الأسرى المصريين ، بمجازر يندى لها جبين الإنسانية ، وسوف تظل وصمة عار على جبين البشرية ، ولم يكتف بل أرسل طائراته لتضرب الأطفال في مدارسهم ، ولن تنسى الذاكرة المصرية مجزرة بحر البقر في صباح الثامن من أبريل عام 1970م، حيث قصفت الطائرات الاسرائلية مدرسة بحر البقر الإبتدائية في محافظة الشرقية ؛ مما أدى إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين كل هذا تحمله الشعب المصرى الصلب بعزم الأسود ، وإيمان العظماء بنصر الله جل في علاه .
كانت مفاجاة لجيش الاحتلال فقد جاء يوم النصر العظيم فى السادس من أكتوبر 1973 م الموافق العاشر من شهر رمضان المكرم ، فقد طار أسود قواتنا المسلحة باجنحة من الأقدار ، وهبطوا على خطوط العدو الامامية والخلفية كالسيل والطوفان والإعصار ، طاروا يهدون خط بارليف المنيع الذي قالت عنه العسكرية العالمية إنه (سيكون الصخرة التي تتحطم عليها عظام المصريين، وسيكون مقبرة الجيش المصري)، بهذه الكلمات عبر موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي عن قوة الخط المزعوم قبل حرب أكتوبر ولم يعرف ديان من المصري إذا هب للنضال عن الأرض والعرض ؟!
هدم المصري خط بارليف بأبسط الأفكار من خلال استخدام مضخات مياه بضغط عال لإزاحة الرمال و فتح الثغرات وبهذا سقط هذا السد المنيع وسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر أمام خير أجناد الرض ، واستطاعت قواتنا المسلحة أن تستعيد الأرض الحبيبة .
وبمرور الوقت وبعد التخلص من العدو الصهيونى الغادر ظهر المرض الخبيث فى جسد مصرنا الحبيبة والمسمى بجماعة الأخوان المسلمون والإسلام منهم ومن أعمالهم براء ، والحقيقة أن هذا المرض الخبيث كان موجودا منذ تأسيس الجماعة على يد المرشد الأول حسن البنا سنة 1928 م ، ولكنه يصحو ويريد أن يفتك بأمن مصر ، ثم يكمن لكي يظن البعض أنه انتهى فقد ظهر بعد نصر العاشر من رمضان حينما قام بعمل خسيس وهو قتل الرئيس الشهيد بطل الحرب والسلام / محمد أنور السادات فى يوم النصر السادس من أكتوبر سنة 1981 م ، ويعود مرة أخرى إلى حالة تراجع ليكمن وليعد نفسه ليفتك بأمن مصر فى اللحظة المناسبة ، فقد عاد عام 1986 بعمليات ارهابية خسيسة وقتل أبرياء كثيرين ، واستطاعت مصر بفضل الله ثم بقوة شعبها وشرطتها المصرية أن تتصدى له وتردعه ، وكان الظن أنه تم القضاء عليه ولكنه كان موجودا ينتظر الفرصة .
حتى جاء الوقت المناسب للانقضاض على أمن مصر فى ثورة يناير 2011 م ، وهذا ما يذكرني به اليوم العمل الفنى المتميز (الاختيار2) ليحكى لنا مدى شراسة هذا المرض الخبيث .
وهذه فرصة لتقديم الشكر والتقدير لكل من ساهم فى هذا العمل الفنى المحترم ولنتذكر ما فعله هؤلاء بمصر من لحظة وصولهم إلى سدة الحكم حتى الإطاحة بهم بعد عام واعتصام رابعة وكرداسة حيث إنهم يحترفون صناعة الاكاذيب لاجتذاب الشباب وخداع العالم أجمع بأنهم مجنى عليهم ، وهم فى الحقيقة يتاجرون بكلام الله من أجل الوصول إلى غايتهم في تقسيم البلاد ، ولن ننسى أنهم أصحاب فكرة (إما أن تكون معى أو تكون ضدى) وهذا يعنى استباحة الدماء .
لقد ذكرنا المسلسل بجرائم الاخوان واغتيال الشعب المصرى تحت دعوى نصرة دين الله ، واستطاع الشعب المصرى بجيشه والشرطة المصرية أن يتغلب عليهم ، ولم يكن الثمن قليلا او رخيصا ، بل دفع كثيرا من أرواح شهداء الشرطة والجيش والقضاة والمدنيين الأبرياء ، وليبقا علينا واجب لابد من أدائه وهو ان نتذكر جيدا تلك الجرائم البشعة ولنعلمها الأجيال الجديدة .
ستظل مصر منتصرة على أعداء الخارج وأعداء الداخل .
حفظ الله مصرنا الحبيبة .