السبت - 10 أبريل 2021 - الساعة 03:46 م
جاءني ليومنا هذا بائع الحطب السيد سعيد المربعي المرقشي ..وعرض علي حطب من اعواد السمر ..تحمله دابته المنهكة من التعب والجوع ..فقلت لسيد ياسيدي مالي قرض فيه ..لحيث وأني لايوجد بجيبي غير ثلاثة الاف من الريالات وهي قيمة حبة دجاج متوسطة الحجم ...
ساومني سعيد وقالي الحاملة تعبت علي وامسوق قفى واليوم جمعة . اشتر مني الحطب واعطني أي حاجة والباقي بااصبر عليك فيه…
ترددت بعض الشي لكنني اذعنت لعوامل إنسانية قلت لسعيد هاك 1500 ريال فقال هاتها نزلنا الحطب من فوق ظهر الدابه وكان سعيد يتفصد من الرشح ويتساقط من جبينة كأنه حبات اللألئ ..ثم جلبنا لسعيد ماء فشرب حتى ارتوى ..فقلت لسيد سعيد ممازحا ياأخي أنا ضبحان مثلك وماعنديش قروش شفنا بانموت من امجوع… قال خلها على الله ماهذه امسنه يبانا ..ضحكت كثيرا بعدما عرفت مايرمو إليه سعيد . قلت ماذا تقصد…
فقال ماتراشي الناس تموت كل يوم ..راق لي الحديث العفوي مع سعيد وبساطته في الحياة ..فقلت طيب إلى متى وعدشي زمن بايجي افضل من زمن ..وايش اخبار الدنيا ياسعيد…
قال حينما كنت في الباديه وسواحل خبر المراقشه كانت معي ريدوه أي مذياع اتابع اخبار الدنيا واستمع للاغاني ..لكنني بعته ورحلت إلى مدينة موديه الارض الطيبة بطيبة اهلها ..لطلبة العيش ..وكاتب هذه السطور مثل سعيد رحلت انا من الباديه ارض البدو والرعيان ومطارح الأهل والخلان ..وكلمات سعيد احيت في نفسي ذكريات لسنين خوالي ..حينما اشترى والدي راديو 📻 فليبس في منتصف الستينات وكانت تصدح بالاغاني الحماسية والعاطفية ومنها ماظلت عالقة في نفسي اغنية عمر غيثان ..يانود نسنس من قدا العربان خبرنا كيف استوت حالتهم من بعد ماسرنا ..الله على الزمن الجميل ..زمن جميل ولى وشاخ من عمري فقل للزمان ارجع يازمان… !
بقلم محمد صائل مقط ..
