مقالات وكتابات


الجمعة - 09 أبريل 2021 - الساعة 11:17 م

كُتب بواسطة : أحمد سيود - ارشيف الكاتب



ما الذي يحدث في الجنوب لماذا لم يتوحد الصف لماذا لم تتوحد الرؤئ . اين الخلل هل في الشعب ام في القيادة ام هي نتاج لتراكمات ومنعطفات شوهت الاسوة الحسنة وشتت النسيج الاجتماعي في الجنوب ومازالت . هل الخطاء في الثورة ام في جيل الثورة ام فيمن قادوا الثورة ام في من جعلنا منهم ثورة مضادة ومازلنا نصنع العداوات التي تفننا فيها ونلنا اعلى الدرجات .

خذوها مني لن تقوم لنا قائمة قبل تطبيق قانون العدالة الانتقالية وجبر الضرر في الجنوب للملمة المفرق وتجميع المشتت وتوحيد خط السير نحو الغد المشرق .

كل المنعطفات الدموية التي مرت بها دولة الجنوب منذ ماقبل الاستقلال وحتى قبيل تحقيق الوحدة مع الشمال .
اما ان يلجأ الجميع الى تحميل كل العنابيص التي حدثت في الجنوب ضد تيار او فئات معينة كانت شريكة في حكم دولة الجنوب وعدم الاعتراف بان الكل اخطأ وعلى الكل ان يقر بالخطاء اولا ويساهم قدر الامكان في معالجة كل الاخطاء التي وقعنا ووقعت بها دولة الجنوب واكبرها خطاء الوحدة الاندماجية دون اشراك الشعب في الرأي .
اخطأنا بحق السلاطين .
اخطأنا بحق رفاق الخندق الواحد
اخطأنا بحق كبار الملاك والمزارعين
اخطأنا بحق جبهة التحرير والمناضلين الاوائل
قتلنا .. اخفينا قسريا.. سجننا .. شردنا ... طردنا .. اقصينا ... نهبنا ... سلبنا ... سطونا ..
ولم نعترف ( المعنيون هنا النخب السياسية الحاكمة في الحنوب منذ الاستقلال بل منذ اندلاع الثورة .)
وهذه الاخطاء كلها لن تتعالج بالتهرب منها او تحميل كيان معين وزرها فالكل اشترك فيها والكل ملزم بالاعتراف بها ومعالجتها وفقا لقانون العدالة الانتقالية ومبدأ جبر الضرر .

الشجاعة سمة لا يتصف بها الا الشرفاء . ومن الشجاعة الاقرار بالذنب والشجاعة هي الاستعداد للمعالجة واصلاح ما افسدته حماقات القيادة التي توالت على حكم ج.ي.د.ش .
ونحن اليوم ندفع ثمن ذلك دون ان يكون لنا ذنب فيه ولكن ذنبنا الوحيد اننا مازلنا ندافع عن من اخطئ ونلمع الملوث ونرمم المحطم ونجرب المجرب ونبحث عن شماعات نعلق عليها اخطاء قيادات عبثت ومازالت تعبث بالجنوب . حتى وان تقمصت رداء النزاهة والشرف والنضال وتلحفت بدثار الوطنية والانتماء . فتظل هي جزء من البلاء والوباء الذي يفتك بجسد الجنوب .
اتمنى ان يكون ما كتبته في مقالي المتواضع هذا بردا وسلاما على الجميع . وان لا يتم تأويله وفقا لاهواء وامزجة مرضى يصرون على حماية السور والسقف المحيط بالحقيقة حتى لا تظهر .
فالتاريخ لا يكتبه الا الشرفاء . ولا يلوثه الا السفهاء ولا يغيره الا المنافقون .