مقالات وكتابات


الأربعاء - 07 أبريل 2021 - الساعة 01:52 م

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب


دخل صاحب شبوة ذات يوم في موجة هستيرية حادة، وهيجان من الكلام، وانفلات لغوي فاضح خارج عن ابجديات الحوار   وادبيات المناقشة، تحدث بمفردات سوقية وقحة مع صفوة المجتمع من الاطباء النجباء في مختلف التخصصات الطبية بمستشفى عتق،انحدر معها الى اسفل السافلين من القول وبصورة تنم عن  حالة نفسية مرضية مزمنة وعقدة نقص مستحكمة يعاني منها امام صناع النجاح الاجتماعي والامناء على خدمة صحة الناس ،كظاهرة متكررة في التاريخ لكل الولاة الذين يشعرون بالدونية تجاه النجباء والعظماء من الرجال والمراجع والصدور والعقول في حياة الامة.
تملكت الحيرة ملائكة الرحمة ويكادون لا يهتدون سبيلا الى تفسير الحالة التي ضربت الوالي في لقائه بهم في قصر الشعب بعتق، وفجرت قاذورات نفسه المريضة على مسامعهم واستدركوا بحواسهم  الطبية المتوقدة ذكاءا وفطنة الى معرفتها و  تشخيص عارضها المرضي الاكيد الذي رفع عن كاهلهم قوة الحرج والصدمة التي واجهتهم، وتقبلوا الغرق في وحل كلماته النابئة وصبروا باخلاق الحكماء على سهامها الخارقة والجارحة لشغاف الاذان والقلوب بلا رحمة معا.
وخلال لقاء المرء مهما علا منصبه بهذه الكوكبة من الاطباء النجوم تمتلكه الحيرة وتسيطر عليه في اختيار لغة الخطاب المناسبة معهم وبطريقة تليق بمكانتهم المهنية والانسانية، على النقيض من الاسلوب السوقي الذي انتهجه صاحب شبوة في الحديث معهم ودخوله الى  المحظور من الكلام وسموم اللسان القاتلة بالكلمات .
وكانت لحظة عصيبة وعصية على الوصف  طغت فيها لغة العيون وانبجست بالنظرات المعبرة عن الازدراء بالوالي الذي تعرض لوابل مكثف ومركز منها خلعت كل ساترة عليه وجعلته ييدو كما خلقته امه.
تعرضه للفحوصات البصرية الدقيقة للاطباء ودفعة واحدة اظهرت حقيقة اصابة الوالي بانفصام الشخصية ومعاناته المرضية المزمنة من الحالة والتي قد توصف بالحرجة وتبادل الاطباء تقارير النظرات العاجلة المؤكدة لها مما جعلهم يشفقون عليه لخطورة حالته. 
تمعر وجه الوالي بمحاصرة نظرات الاطباء له واستطال قليلا كرٱس حيوانا خرافي اختفت معالم الانسان في تقاطيعه، مما ضاعف من موجة انفعالاته،وجأت كلماته في غير محلها جملة وتفصيلا، ولا من ضرورة لايرادها على علاتها و الاكتفاء بالقليل من عفانتها.
انتم بلا رحمة، عندي استطاعة لعلاج اسرتي في اكبر المستشفيات الدولية،(من اموال الشعب)بنيت سجون سرية وعالية الاسوار (وهل تخفى على احد؟ وقيل من بناء السجون وقع فيها ) ذلك غيض من فيض.
خطابه امام الاطباء فاض بهذا الغثاء من الكلمات التي تنطوي على سريرته المعتله وخلفية توجهاته الحزبية المبيتة التي تستبق الوقت للوراثة الادارية على جهاز الدولة بالمحافظة، والاعتماد على استخدم شعارهم المعروف خير البر عاجله في تنفيذها، وما حل مساء ذلك اليوم الكئيب الا بارتكاب كارثة الانقلاب الاببض و التجريف الاداري لادارة المستشفى وكوادره الطبيه الاخصائية،في خطوة تؤكد توجهه الخبيث لتصفية القدرات القيادية والخبرات المهنية من كافة وحدات الخدمة العامة بالمحافظة واستبدالها بشبابهم المؤهل للثورات والتضحية وهذه شهادة حق لهم ولتاريخ.
وتأتي خطة الطرد المركزية والمنظمة للكوادر الادراية بعد احكام السيطرة المطلقة على صاحبهم وشل قدراته وتوجيهها لخدمة اهدافهم الحزبية الخفية القريبة والبعيدة المدى.
وحتما سيؤدي هذا النزيف القيادي و الانقلابات الادارية المتواصلة الى اختلالات لا يحمد عقباها في موازين القوى الوظيفية بالمحافظة، ستنعكس اثارها المدمرة على فعالية جهازها الاداري.
وبوادر هذه الظاهرة الخطيرة يمكن قراءتها بوضوح في حالة النظام الصحي اليوم بشبوة والذي يقف على حافة الهاوية والانهيار والعجز على مواجهة الحالة الوبائية التي تجتاح المحافظة .