مقالات وكتابات


الإثنين - 08 مارس 2021 - الساعة 10:45 م

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب


قاد حزب الاصلاح اليمني انقلاب ناجح على الانقلاب الدولي عليه من قبل القوى المعروفة بمناهضتها للتيارات السنية وشن الحروب عليها في معظم الاقطار العربية
ونجا اصلاح اليمن وشريكه المذهبي (السلف)  منها ،مع الابقاء على حزمة الاهداف الاستراتيجية للحرب و المبنية على انجاز مهمة التخلص من الاذرع السنية في اليمن قائمة وفي سلم اولويات القوى الراعية لها ، وبتوجه مستميت لتحويل هضبتها وسهولها وصحرائها ووديانها  الى واحة شيعية واسعة  راسخة الهوى والهوية .
وتمكن الاصلاح بدهائها السياسي المفرط الافلات من حبل الموت والهروب من مشانقه باعجوبة وقلب ظهر المجن للانقلاب الدولي عليه ،وبقدرة قادر تحول من خصم مطلوب الرأس حيا وميتا الى مدافع وطني من الطراز الاول ،واستفحل سياسيا وعسكريا بعد سيطرته المحكمة على مفاصل الدولة بدعم سعودي خالص لادراكها اي المملكة بالابعاد الخفية للحرب على هذا التيار السني واندفاعها بقوة لحمايته من السقوط خوفا من عملية الاستفراد بها في المذبح الدولي القائم على رؤوس الاشهاد لقتل وتصفية التيار ومراجعه ودوله واستئصال منابعه الفكرية والدينية من العالم الاسلامي ابتداءا من مواسم الحصاد المر له في افغانستان وهلم جرى حتى ظهور النسخة الجدية من تيارات اجيالها السياسية في ثورات الربيع العربي وبروز اساطينها ورمزوها الى واجة المشهد من الاحداث ظنا في مبايعتهم الكبرى للنظام الدولي للانابة في القيام بدورها في الانقلابات على انظمة الحكم في العالم العربي والتخلص من شوائب فساد انظمتهم الاسرية عقب تلقي ستمائة شاب وشابة من مختلف الاقطار العربية تدريبات مكثفة في عاصمة العالم الحر واشنطن وباحترافية كاملة هيأت لهم عوامل النجاح في مهمة ضياع اوطانهم .وان جاء تنصل اصلاح اليمن من تنفيذ المهمة القذرة مبكرا ونأي بنفسه عن تحمل اوزارها وحيدا ووزع بذكاء شديد دم النظام على طيف واسع من القوى المعروفة بشراهتها الجنونية للمال والسلطة وبعملية حسابية دقيقة حقق التقيه التي تحمية من المسألة الوطنية ووخز الضمير على المستويين القريب والبعيد.
وعلى نجاحه الباهر في تنفيذ المهمة ظل يشعر بعقدة الذنب التي كبرت في دواخله القيادية وبمسار كرة الثلج القادرة بكبر حجمها اليومي من القضاء الداخلي عليه وانشغال هيكله التنظيمي وآلاته الاعلامية المبرمجة وانهماكهما بقوة بسكب المياه الساخنة عليها  لتعجيل بذوبانها حت  لا تصيبه في مقتل او تعيقه بشلل سياسي فاضح بعد اغراقة بطوفان من اموال الخليج وبات مطالب بالاخلاص في هلاك اليمن وان وقفت الاموال كعظمة في حنجرته القيادية  ،وهو مطالب بها دون غيره من الاحزاب الاخرى لاستفراد بغنيمة الثورة الجديدة ،حتى يصبح الطعم الاول لها وهنا بيت القصيد ،ونجأ بحيله المعروفة وبالاستفادة من تاريخه السياسي العريق واستخلاص العبر من دروسه والاستدل منها على طريق النجاة من الهاوية وبالفعل خرج من ورطة ضياع الوطن كما تخرج الشعرة من العجين ،وان لم تدم فرحته بها طويلا لتتولى وتتساقط حمم الموت عليه من كل اتجاه ،وسار على عادته البرجماتية المعروفة بخط واضحة ورصينه كفلت له طريق النجاة في كل معتركات الموت التي شهدها الوطن وهو رأس الحربة فيها،وهذه لعمري من معجزات و مميزات هذا الحزب الاسلامي الاصولي والنفعي التي يستقيها بنهم شديد من تجاربه السياسية العميقه والضاربة الجذور في تاريخ وجوده النضالي على المستوى المحلي والعربي وربما الدولي لاحتكامه لمرجعية الاخوان العالمية التي شاب معتقداتها الفكرية كثيرا من تماس الشبهات في مختلف مراحل تكوينها الايديولوجي الممنهج على قواعد ونواميس المنظمات الكونية المسيطرة على العالم بذكاء وفطنة .
وللاصلاح تجربة مثيرة للاعجاب حقا عقب انقلابه الناجح والذكي على الانقلاب الدولي عليه واحباط مشروع اذرعها الحوثية والانتقالية في تصفيته ،واكتسب مناعة وقوة في جبهات القتال التي امتدت بطول الوطن وعرضه وقاتل بشراسة قطبي الانقلاب باسم الدولة المغدور بها وبلباس جيشها الوطني المفقود هو الاخر بل وامتد نجاحه بالاستفراد بالدولة وسلطاتها في المحافظات المحررة واحكام السيطرة على مواردها والتحكم بالمساعدات الاغاثية والانسانية الموجهة لليمن  وادارتها بصورة احادية واضحة ،وما جنى منها من اموال طائلة تمكنه من تمويل قتاله الذاتي لاي قوى تحاول القضاء عليه وان عرف عن فلسفته النفعية عدم الانجذاب لهذه المسارات التي تجعله يشعر بالرعب والخوف منها ،على اقدامه في الاونه الاخيرة ،وعملا بمرجعية سلطاته البابوية الكبرى بضرورة التمكين في المحافظات المحررة والتي فجرت غضب مكبوت في نفوس القوى الوطنية وعامة الشعب فيها وتوجسا برفضهم غير المعلن والصريح الا انهم يمضون بقوة على تحقيق نتاج خارطتهم الحزبية والجماهيرية العريضة وان جأت باصناف ردئية منها تعجل بوصولهم لمقصلة الموت السياسي بعد نجاتهم من مقاصل الموت في المعركة والاجتثاث من الجذور وان كان مؤجلا ومطلوبا في اقدار اللعبة عليهم بمحرد الوصول الى محطاتها الاخيرة وهي عصية وصعبة عليهم بالانتظار لما لساعاتها من عذاب و تمحيص وحرق للاعصاب واتلافها .
وتظل كل المألات الماثلة لبقاء الاصلاح في المشهد بكل تأكيد مؤقتة نظير استخدامه الخارجي كثقب اسود لاستنزاف دول التحالف وخذلانها ،ودورهم بالطبع لن يدوم طويلا ومصيره للزوال وفي القريب المنظور ،بعد القيام بعملية مراجعة شاملة لحصاد الحرب على التيار السني وجناحه السياسي والعسكري حزب التمجع اليمني للاصلاح في اليمن والتي تؤكد شواهد الحال على خروجه منتصرا منها واكثر قوة وصلابة لعوده حتى اللحظة مع ظهوره برنجسية سياسية واضحة
في قتاله على صعيد الجبهات المشتعلة وحرصه الذكي على استثمار نتائجها لصالحه والخروج منها باكبر المكاسب المالية والعسكرية الممكنة ،مما يؤهله للاستقواء بمستقبل سياسي راسخ يستمد قوته من ظفره بحصيلة التركيبة التنظيمية الجديد والصافية لهيكل القوات المسلحة التي استولى عليها واستكمل صناعتها على طريقته في ميادين المعارك بعد امتلاكها لتقنية قتالية حديثة تمكنت من الاحتفاظ بها بعيدا عن محارق الموت لتبقيها قوة الردع الخفي لها الى حين انجلاء دخان المعارك والوصول الى تسوية للوضع والصراع المثيولوجي الخرافي و المسخ  في اليمن والذي على هداه تتحقق  ضمانات مصالح الغرب فيها وقوة التأثير والتغيير المذهبي المطلوبة احداثه على دول الجوار والمستقبل السياسي والديني لها .على الرغم من ندرة و ضألة التعمق و التوغل في فهم فقه التحولات السياسية الدولية المنتظرة والمبهمة في حالة اليمن ومآلات حلولها المجهولة والمعلقة برحم افقها الفكري المغلق والمحكم الاغلاق .
ومن باب الانصاف الحقيقي لهذا الحزب الثعلبي الماكر الاقرار بفوزه بقصب السبق في الدفاع عن قلعة الوطن والجمهورية والقتال تحت ظلالها مما يضاعف من رصيده الوطني والنضالي في مسيرة وتاريخ الثورة اليمنية الواحدة منذ ارهاصاتها الاولى .
والاصلاح يعلم قبل غيره بمغادرة المشهد مجبرا ،تاركا كل ماحاز عليه من مغانم السلطة والمال والقوة وراء ظهره ولن تشفع له فضائل اعمال الوطنية العظيمة بالبقاء في سدة الحكم او الاحتفاظ على عادته بمفاتيح مقاليدها الخلفية ،حسبما جرت العادة عليه فيما مضى من سوابق الاحداث التي شهدتها اليمن ،وضرورة الخروج منها خالي الوفاض الا من مخيط على بدنه و توفر  القناعة المطلقة لديه بالعيش مكرها في  ظلمات الزوايا المعتمة والمنسية من الحياة والسياسة ،عملا بالقرارات الامريكية غير المعلنة والتي يجري تداولها هذه الايام في عدد من دول المنطقة .