مقالات وكتابات


الأربعاء - 20 يناير 2021 - الساعة 09:58 م

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب



كلوا وتمتعوا، اشربوا ما لذ وطاب، سافروا وسيحوا في الأرض، فسيصبر المساكين على أذاكم، وعرقلتكم لصرف معاشاتهم، سيصبرون على تقاسمكم معاشاتهم التي لا تأتي إلا بشق الأنفس، سيصبرون، وسيتجرعون غصة ومرارة هذه الحياة، أملهم في الله وحده لإنصافهم منكم، في الدنيا، وفي الآخرة يعلمون علم اليقين أنه وعند الله تجتمع الخصوم.

أما والله إن الظلم شؤم * ولا زال المسيء هو الظلوم إلى الديان يوم الدين نمضي* وعند الله تجتمع الخصوم
سيجتمع خصومكم ممن عرقلتم صرف معاشاتهم، وسيجتمع كل من تقاسمتم معه لقمة عيشه غصباً، ستجتمع الخصوم أمام ملك عدل، لا يظلم عنده أحد، فكلوا، وعرقلوا، واشربوا كأسكم هنيئاً في هذه الحياة الدنيا، فغداً سيقتص المظلومون منكم، وستدفعون بدلاً عن هذه الريالات التي تأكلونها وهي ممهورة بدعوات المساكين من أبناء هذا الوطن الذي كُتِبَ عليه أن تعرقلوا، وتسرقوا رغيف عيشه، ستدفعون بدلاً عن تلك الريالات حسنات أنتم في أشد الحاجة إليها، ولكنه العدل.

للشهر السادس على التوالي، وقبلها مثلها، والعسكريون بلا معاشات وكأننا نعيش اللادولة، سنة كاملة والعسكريون حُرِموا من معاشاتهم، فبالله عليكم كيف تستسيغون عيشكم والمساكين لا يجدون ريالاً واحداً في جيوبهم؟ ماذا سيقول الأب لطفله عندما يطلب منه مصروف يومه؟ أتدرون ما مصروف يومه؟
إنها مئة ريال في أكثر الأحوال، فهل تعلمون أن أبناء العسكريين لا يجدون هذه المئة اليمنية التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟ فهي قيمة واحد طرزان يمني ربما لا تصل محتوياته إلى معدته.

أيها المعرقلون لصرف معاشات العسكريين: هل تعلمون أن العسكريين يشكون قلة الجرذان في منازلهم؟ هل تعلمون أنهم ربما لا يجدون ما يأكلونه، ولا ما يطببون به أبنائهم، ولا ما يشترون به حليب أطفالهم؟ فهل تفكرتم في حالهم؟ هل مرت عليكم وجبة ولم تأكلوها؟ فكم مصروف أولادكم؟ كم صرفياتكم الشهرية؟ هل تعلمون أن يوم الراتب بالنسبة للعسكري بمثابة يوم عيد؟ فلماذا تحرمونهم من عيدهم؟ ولماذا تعرقلون صرف معاشاتهم؟ اعلموا أيها المعرقلون، وأنتم أيها اللصوص يا من تتقاسمون مع العسكريين معاشاتهم، اعلموا أن بعد هذه الحياة موت، وعندها ستجتمع الخصوم عند الله.