مقالات وكتابات


الأحد - 17 يناير 2021 - الساعة 08:41 م

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب


بُشِّرَ العسكريون بصرف راتبين، فهللوا وكبروا، وذرفت أعينهم من الدمع فرحاً، ورفعوا أياديهم إلى السماء سائلين الله إلا يمكن القادة الهوامير من خصم شيئاً من معاشاتهم، فهي بالكاد تسد رمق تلك الأشهر العجاف.

عندما عادت الحكومة هبط سعر الصرف حتى قارب حدود المئة وستين للألف السعودي، وجاءت بشائر صرف راتبين، ففرح العسكريون كثيراً؛ لأن الأسعار ستتحسن ووضع كل واحد منهم حسابته أمامه، وأعدَّ كشفاً بالديون، وبعض متطلبات البيت، ولكن يا فرحة ما تمت فالراتب لم يأت، والأسعار عادت للارتفاع قبل أن يذوق العسكريون حلاوة انخفاضها قليلاً، عادت الأسعار للإرتفاع، وغاب خبر الراتب، ومعين وحكومته في المعاشق، والوزير في الرياض، ولملس صاحب الوعد في الإمارات، وقادة الألوية أكثر تلهفاً للراتب ليشفطوه، ويشكروه، ويلهطوه، ويسرقوه حاشا الشرفاء منهم.

يا فرحة ما تمت، فالعسكريون أكثر فئات الشعب شقاءً، وأكثرهم تعذيباً، فهم فرحون بالراتب، وفي نفس الوقت يخافون من خصميات غير قانونية ستطال معاشاتهم، وما بين فرحة مزعومة، وخوف محقق لم يأت الراتب، ومازال العسكريون في الانتظار، فلا الراتب جاء، ولا الوعود تحققت، ومازال العسكريون يعيشون في حيص بيص، وحالهم لا يسر حبيب، فهل من هبة إعلامية، لتشعر معيناً، وقومه أن الجيش اليمني يتعرض للموت جوعاً؟ وهل ستتحرك الأقلام النائمة لتنادي بحقوق إخوة لنا في الجيش يموتون جوعاً، وقهراً، وتعذيباً، ومهانة وذلاً، ألا هل من مجيب؟