مقالات وكتابات


الأحد - 17 يناير 2021 - الساعة 05:08 م

كُتب بواسطة : منصور بلعيدي - ارشيف الكاتب



لكل شئ ثمناً يوازي قيمته ويحدد مكانة دافعه ومبدأه ومستواه المعرفي..
فكما ان للذلِ والاستكانة ثمناً باهضاً يلازم صاحبه مدى الحياة ...
فكذلك للحرية ثمناً مكلفاً ولكنه اقل بكثير من ثمن الخضوع والاستكانة..لانه وقتي ومحدود.

فحين يقف المرء في وجه الظالم قد يدفع حياته او وظيفته او جاهه ليكون سبباً لحرية وانعتاق مجتمع باكمله.

اما حين يستسلم المرء للظالم تحت ذريعة سلامة حياته فانما يقر بقبول العبودية الدائمة له ولمن على قناعته مدى الحياة..
ولعمري ان ذلك ثمن باهض وذل طوال العمر... والفرق شاسع بين الامرين.

ومافعله الغيل اليماني عبد العزيز الجباري نائب رئيس مجلس النواب حين ابى الا ان يكون حراً أبياً لايقبل الضيم فقالها بالفم المليان : لم يعد التحالف منقذاً لليمن بل طامعاً ومدمراً ومتسلطاً عليه.. وقالها نصاً : ان الإمارات تريد أن تصبح دولة عظمى على حسابنا وندعو التحالف لمغادرة اليمن.

هذا الموقف الوطني القوي رفع جباري في قلوب اليمانيين درجات علا وصار رمزاً للحرية والصمود غير هياباً لتبعات هدا الرفض الوطني الشامخ فبقي في قلوب اليمانيين صوتاً للحرية صوتاً لليمن صوتاً الصارخاً في وجه العابثين بالوطن (محليين وخارجيين) وجميعهم مصدر خراب اليمن ودماره ارضاً وانساناً .
ودفع الجباري ثمناً كببراً لموقفه الحر تمثل ابعاده عن التشكيلة الحكومية ..
وفي الحقيقة فذلك أشرف له من الاشتراك في حكومة مرتهنة لاتملك من امرها شيئاً ناهيك عن امتلاكها السيادة الوطنية.

وعليه العوض ومنه العوض.