مقالات وكتابات


الجمعة - 15 يناير 2021 - الساعة 04:03 م

كُتب بواسطة : محمد الثريا - ارشيف الكاتب



( إحاطة جريفيث، تؤكد قلة حيلة الرجل أمام قرار تصنيف الحوثيين، وتكشف حجم التناقض في ثنايا جهود الأمم المتحدة باليمن !! )

حينما يعرب السيد مارتن جريفيث وثلاثة من كبار موظفي الأمم المتحدة عن مدى قلقهم الشديد تجاه المجاعة والكارثة الانسانية التي سيخلفها قرار تصنيف الحوثيين جماعة ارهابية، متجاوزين حقيقة ما أوردته تقارير دولية مختصة على مدى العامين الماضية في تأكيدها بأن اليمن ومنذ أكثر من خمسة أعوام يعيش أزمة إنسانية هي الأسؤ في العالم خلال العقود القليلة الماضية، هنا ما الذي قد تعنيه محاولة التلاعب بحقائق الأزمة عبر تغييب واقع الصراع لسنوات ثم أظهارها وقت الحاجة؟

تدجين خطاب الاحاطة اليوم بالمفردات العاطفية والانسانية؟ أهو قلة حيلة حقيقية، أم مكر سياسي يمارسه جريفيث وحسب؟

كيف يمكن الجمع بين أطراف الصراع، في حين ان أحدهما بات يحمل صفة إرهابي؟ ماهي الالية التي سيعمل من خلالها جريفيث عندما أكد استعداده في مواصلة الجلوس مع الاطراف ومحاولة الجمع بينها؟
يطالب جريفيث بضرورة التمسك بمقترحات ( الاعلان المشترك) رغم ان المشاورات كانت خلالها محبطة، لكنه في نفس الوقت يعود للحديث عن الهدف الاساسي وهو " إستئناف عملية سياسية تشمل الجميع "، اي المطالبة بإنخراط الجميع في تسوية سياسية للحل الشامل، فيما الاعلان المشترك محصورة في طرفين فقط؟ كيف يمكن فهم مطالب جريفيث المتناقضة هذه؟
ماهو المطلوب هنا التمسك ( طرفان) أم التحول ( أطراف عدة على الأرض)؟

تساؤل أخير ! ما لم يكن هنالك أولا مسار جديد وواضح تعلن عنه الأمم المتحدة وفقا للمعطى الجديد،كيف يمكن للشرعية اليمنية التحرك قبلها، خصوصا وانها قد أعلنت مباركتها قرار تصنيف خصمها الند بالجماعة الإرهابية؟!!

ـ جملة الحقائق والتساؤلات هذه، تضعنا بالفعل أمام صورة مبهمة يكتنفها الكثير من التشويش والتناقض حول جهود السلام المزعومة وما يصنعه المبعوث الاممي باليمن.

محمد الثريا