مقالات وكتابات


الخميس - 24 ديسمبر 2020 - الساعة 02:45 م

كُتب بواسطة : محمد حسين المنصوري - ارشيف الكاتب



لقد كثر التساؤل حول جزيرة سقطرى واصولها التاريخية ..
وهل شملتها اتفاقية التسليم التي ابرمتها سلطات الاحتلال .
فمن المعلوم ان سقطرى لم تكن محتلة من التاج البريطاني ولم تكن تخضع لسلطات الاحتلال في عدن او سلطات الهند.الشرقية ..

فقد.حاولت بريطانيا ضم سقطرى الى مستعمراتها عام 1934 ولكنها واجهت مقاومة من الأهالي وبعد .اربعة اشهر انسحبت القوة البريطانية نحو عدن بحجة انتشار مرض الملاريا. على الجزيرة حين ذاك رغم ان الأهالي لم يصب منهم احد...

وقد.حاولت السلطات البريطانية اغراء, السلطان المهري وطلبت منه بيع سقطرى الا ان هذا الطلب جوبه بالرفض .

وفي عام 1876 ابرمت السلطات البريطانية اتفاقية حماية مع السلطان المعفاري . مقابل معونات تقدمها للسلطان لحماية الملاحة ....

وقد.نقلت عاصمة السلطنة المهرية الى الجزيرة
مما يعني ان العلاقة التي كانت تربط السلطات البربطانية مع السلطات في سقطرى والمهرة
علاقة دبلوماسية . وليست علاقة احتلال .

والا لماذا يطلبون من السلطان عقد.اتفاقيات ..فالمحتل لايحتاج لاتفاقيات فهو يستطيع دخول سقطرى متى يشاء,

وفي الحرب العالمية الثانية وعندما كانت القوات اليحرية الالمانية والايطالية تهدد الملاحة والوجود.البريطاني عقدت السلطات البريطانية
عدة اتفاقيات منها دفع مرتبات للقوات المحلية التابعة للسلطنة لحماية السفن البحرية التابعة للتاج البريطاني ..

فهناك من فسر هذه الانفاقيات الثنائية احتلال للجزيرة وهذا التفسير غير صحيح ....
واحسن دليل الفلم الذي صوّره اليهود قبل سنتين على الأقل بعنوان ” جزيرة سقطرى ـ أرض مجهولة “..

ووهناك تفاصيل وجزييات لمن اراد.التتبع اكثر اوردها المحققون ..والمؤرخون ..وقد دون كثيرا منها في كتب المستشرقون وقد.استمدت جميعها الى وثائق ورسائل رسمية ..

سوف اوردها لكم تباعا ..طبعا ما ساورده آنفا هو نقل عن مصادر ووثائق لله والتاريخ بناء على ما دونة المحققون في هذا الشأن .
.
..............بدوي الجبل
الشيخ/ محمد.حسين المنصوري .

كما سبق وأشرت أنفا ان ما ساورده في ادناه هو نقل عن مصادر ووثائق لله والتاريخ بناء على ما دونة المحققون في هذا الشان

فقد.كتب عبدالكريم بن قبلان السقطري
مقال تاريخي.. للراغبين الاستفادة من التاريخ ومحطاته

سقطرى .. لم تكن مستعمرة بريطانية..!!

لم تكن لذا الحاكم البريطاني للهند آنذاك أي فكرة عن سقطرى ..

إذ يشر البعض أنه وقع الاحتلال البريطاني على سقطرى ، وفي عامي 1834 – 1835م قام الكابتن”هنيس” بامر من شركة الهند الشرقية التابعة للتاج البريطاني باجراء المسوحات عند الساحل الشمالي للجزيرة بغرض انشاء بعض المنارات والفنارات الارشادية وانشاء محطة وقود لتزويد السفن المتجهة الى الهند بالفحم الحجري وبعد ذلك عرض ” هنيس ” على السلطان طالبا منه بيع سقطرى ، وقُبل طلبه بالرفض من السلطان المهري بيع الجزيرة للتاج البريطاني الامر الذي دفع الانجليز لاحتلال الجزيرة بالقوة المسلحة من وجهة نظرهم وبحسب إدعاءاتهم الكاذبة ، ونتيجة لعدم اهمية المحطة وانتشار وباء الملاريا واحتلال بريطانيا لمدينة عدن غادرت الحامية الانجلوهندية الجزيرة ، أي بعد تلك المسوحات البحرية زعمو أنها ” بريطانيا ” قامت البدأ بإنزال القوة من سفن شركة الهند الشرقية دون اية مقاومة من السلطات المحلية ” السلطنة ” لعدم توفر أي امكانية . قلتُ هذا الأمر حصل لهم ” الأهالي ” أيام الاحتلال البرتغالي في عام 1507 م ، ودون أي تكافؤ بالعدة والتعاد ، ورغم ذلك قاوموا الاحتلال والغزاة ، فكيف حصل ذلك من الأنجليز دون مقاومة تذكر لو سلّمنا أنه حصل بالفعل..!

و بعد أن قامت سفينة المسح البحري الساحلي التابعة لشركة الهند البحرية الشرقية واسمها “Palinurus” بقيادة الكابتن هينس ـ الذي استولى على عدن واصبح اول حاكم بريطاني لها عام 1839 م ـ ونائبه الملازم “والستاد ” الذي اشتهر بمذكراته عن سقطرى 1835 م ، وكتابه الذي وصف فيه سقطرى ، بعد اتمام المسح الجغرافي لسقطرى ورسم خرائطها ” خارطة سقطرى ” الملاحية عام 1835 م ، إذ تشير سجلاتهم بأن الأهالي قاموا بمقاومة بسيطة إذ قالوا قاوم الأهالي في ” الشاطئ ” عند إنزال الأنجليز قواربهم في قلب قوارب الإنزال ، إذ راح ضحيتها عدة جنود من الهنود لا يجيدون السباحة..!

فكرة الحاكم البريطاني اصبحت في متناول الدوائر الرفيعة في لندن وانتشرت الخبر كيف سوف تكون مثل هذه المحطة مفيدة للملاحة البريطانية..؟!

وأقيمة الحامية العسكرية للشركة في نظرهم في ذآك الوقت ، قلتُ بعد من تم الأتفاقيات والمعاهدات ، رغم لا أثر لها في سقطرى ، أقصد ” الفنارات ” …الخ ، وفي العام المشار إليه قبل أحتلال عدن ، إلا أنهم لا يستطيعون أن يثبتون في تلك الفترة أين موقعها ، إذ يؤكدون بأن بعد مدة قصيرة جدا انتشرت الامراض بين أفرادها وبعد 4 أشهر أو أكثر قليلا مات النصف منهم نتيجة لتلك الامراض ، قلتُ ولماذا لم يمت السقطريين بتلك الامراض التي ماتوا بها الجُند “البريطانيون” ــ ولماذا لم يدونوا ذلك في سجلاتهم ..؟؟ ، وعندما كان الاحتلال البريطاني لعدن في يناير 1839 ـ لم يكن لهم أي ذكرى في سقطرى نهائيا أو أي اهتمام لها من قبل بريطاينا ، وفي يوم 1 سبتمبر 1939 بدأت الحرب العالمية الثانية ودخلت بريطانيا الحرب بعد عدة أيام واصبحت في وضع الحرب مع المانيا و إيطاليا واليابان ، حيث اصبحت سقطرى بصفتها “محمية بريطانية” حسب خريطة العالم السياسية مهددة من طرف الجيش الإيطالي في الصومال الايطالية ، حيث كانت هناك غواصة إيطالية وطائرات قاذفات قنابل إيطالية ” وفقاً لسجلاتهم ـ لذلك كان لا بد من وضع قوات بريطانية في سقطرى وتحضير المطارات فيها ابتداء من سبتمبر 1939م على الأقل .

لم تأتي بريطانيا الي سقطرى بقواتها عام 1876 م ـ أو في عام 1886م ـ بل انتهى الأمر إلى إرسال سفينة حربية مع ممثل بريطاني ذي صلاحيات لإجراء محادثات مع السلطان المهري ” السلطنة العفرارية ” في قشن ، وقد امضيت اتفاقية حماية السفن البريطانية المحطمة وركابها في 23 يناير 1876م ، والإيمضاء معناه اتفاق بين بريطانية والسلطنة ـ عكس مزاعم من يقول احتلال لأن المحتل لا يمضي إذا احتل بلداً ما ، اما معاهدة الحماية فقد امضيت بدورها في قشن في 23 ابريل 1886م – المرجع “الامارات اليمنية الجنوبية 1937-1947” بقلم نجيب سعيد ابو عزالدين “المستشار اللبناني السابق للادارة العدنية لدى حكام الدول المحمية في الجنوب العربي”.

وكما أشرنا سابقا ، كانت المحادثات تسير مثل اية محادثات: كانت تأتي سفينة بريطانية إلى سواحل قشن فيها ممثل بريطاني ذي صلاحيات لاجراء محادثات وتوقيع الاتفاقية أو أي معاهدة إذ كانوا يناقشون الموضوع ثم في حالة توصل إلى وفاق حول مضمون ” الأتفاق ” يسطّرون كل ما أبرموه في الورقة ثم يتم التوقيع عليها – الممثل البريطاني عن بريطانيا و السلطان عن دولته ” السلطنة ” ثم الشهود من جانب السلطان تأكيدا على تنفيد ما تم التوقيع عليه بحسب نص الأتفاق ، ووقعت بريطانيا عدة اتفاقيات ومعاهدات مماثلة مع الحكام للاراضي الساحلية في الجنوب العربي ، ولم تكن تلك الاتفاقية على أنها تنازل عن الحكم أو السلطنة وسياتها في الأرضي المهرية في البر المهري أو جزر سقطرى أو أنها انضمام الدولة العفرارية السقطرية المهرية إلى كيان الامبراطورية البريطانية ـ في ظل تلك المعاهدات والاتفاقيات مع بريطانيا لا تزال دولة ” سلطنة ” مستقلة دات سيادة باسطة نفوذها على أراضيها ، معاهدة الحماية وقّعت بطريقة عملية مماثلة فكان لها مضمون آخر ربما عند البريطانيين ، إذ بموجبها تم تسليم أهم وظائف دولة مستقلة إلى بريطانيا مثل العلاقات الخارجية واتخاذ القرار بشأن الأمور العسكرية ربما من حيث الحماية المصالح مشتركة وأهمها مصالح الإنجليز لأنهم هم المستضريين من الممرات البحرية التي تتمركز عليها ربما قوى عسكرية اجنبية أخرى ، وعليها تم نقل حاكم الدولة وعاصمته بموجب المعاهدة من قشن إلى سقطرى سياسيا لأن “سقطرى” هي الأهم للبريطايين في كل تلك الحكاية من المهرة ـ و بعد التوقيع مباشرة وبنفس السفينة البريطانية “كما اعتقد” تحركوا وتم النقل إلى سقطرى ورفع العالم البريطاني في حديبوة إلى جنب علم الدولة ” السلطنة العفرارية ” مع اداة تحية المدفعية لهما ، ثم رفع العلم البريطاني في “قلنسية” إلى جنب علم الدولة ” السلطنة العفرارية ” مع تحية المدفعية – رمزا انتقال العاصمة رسمياً وإدارة البلاد تحت الاشراف حاكم السلطنة وبحماية عليا بريطانية ، ومن هنا بدأ تلوين جزيرة سقطرى في جميع خرائط العالم باللون الاخضر البريطاني وطباعة الاشارة المختصرة إلى أنتمائها للمحميات البريطاني بعد أسم “سقطرى” بين القوصين : سقطرى “بريط ” ـ أما القوات البريطانية ـ فلم تكن تأتي لا في ـ 1876م ولا في ـ 1886م ـ فلم تكن ضرورية لأن اتفاق فيما نصت عليها المعاهدات كان موجودا وبقت كل الأمور الداخلي تحت امر الدولة ” العفرارية ” دون تدخل السلطات البريطانية من لندن أو من عدن ، ولهذا قلنا أن الاستعمار البريطاني لم يكن أستعماراً في سقطرى مثلما كان في عدن ، و كان تاريخ معروف بشكل عام وأساسي ، أقصد عندما أنتقل السلطان من البر إلى المحيط ” سقطرى ” ، رغم أن التفاصيل لا تزال غامضة ، وهناك مراجع ونشرات ووثائق وذكريات بريطانية وبعض الكتب العربية التي تم الأعتماد عليها في مثل هذا الامر.

ولا ننسى الصراعات الدولية وتوسع المصريين إلى السواحل الأفريقية المقابلة لها ، والأتراك في اليمن ، عززت بريطانيا من خلال معاهداتها في 1886 م عندما ذهب المقيم البريطاني بعد إلى سقطرى و” قشن ” يحمل مواد إغراء لحاكم السلطنة العفرارية كل ذلك لمصلحة شعبه والغرض توقيع على معاهدة جديدة مقابل معونة نقدية لبلاد المهرة وجزر سقطرى مقدارها ثلاثة ألف ريال وراتب سنوي حوالي 360 ريال . ولا يختلف الأمس عن حاضر اليوم في تبادل المصالح والمنافع بين الدول والشعوب.

يرى آخرون أن الاستعمار البريطاني لم يكن استعمارا “صليبيا” من القرون الوسطى ، بل كانت له وجوه واشكال مختلفة حسب الظروف والامكانيات ولذلك كان يرونه “أنجح” استعمار في الانتشار في جميع انحاء العالم ، ولو نأتي إلى ما تركه هذ الأستعمار ” البريطاني ” على حد زعمهم في سقطرى لم نجد منه شيئاً لا في الثقافة المجتمعية ولا في واقع أرض سقطرى كالمباني أو نحو ذلك ، على سبيل المثال كحد وصفهم لما تشاهد اليوم مدينتي “دريسدن الالمانية “و ” ورسو البلاندية ” فهما مدينتان جميلتان في أحسن الفن المعماري بل كانتا مدمرتان نهائيا خلال الحرب العالمية الثانية وقد تم اعادة بناؤهما بعد هذا الخراب والدمار من لا شيء ، بعد عام 1945 خلال 20-30 سنة فقط ..!

حقيقة لن يستطيع أي أحد أن يشاهد اليوم أي من تلك الآثار مثل التي تركته الاستعمار البريطاني في عدن أو غيرها ما عدا المصد الهوائي ” الجدار ” الذي تم بناءه في ” مطار موري ـ دقراحانه ” ولكن لم يكن هذا الأمر كما يزعمون في 1835 م ، وأنما جاء البناء أنشأه بعد تلك المعاهدات ، ربما يترجم البعض لما سبق على أنها لأسباب الاحداث التاريخية..

يذكر أن جاءت وحدة ” بنجابية هندية ” في عام 1939 م ، لكن ليس هناك أي معلومات عن تواجد تلك الوحدة البنجابية “الهندية ” في سقطرى أثناء الحرب العالمية الثانية ، أو في أي مكان من سقطرى بالتحديد أقامت معسكرها ، الصورة التي تحمل الأثر ” صب بالأسمنت وعليه كتابة ” بنجابي هندي والصورة التقطها “جون فرر” تقريبا ” أنظر الصورة في الأسفل ” وقد تدل على أن تلك الكتيبة كانت تتواجد في سقطرى من نوفمبر 1942 إلى ابريل 1943. اما مكانه فغير معروف في أي مكان من سقطرى أين موقعه وهل هو موجودا إلى اللحظة ..!

“تيغيتهوف” كان ضابطا في البحرية النمساوية “إذ يذكر أنه هو من نصبه باعتباره قائدا للبحرية النمساوية المجرية فيما بعد ” وهو القائد الذي زار سقطرى في تلك الفترة وله تمثال جبار في “فيننا” ، إذ تتبث لنا سجلاتهم بالفعل أنه زار عدن و سقطرى واقترح على حكومته شراء سقطرى من سلطان قشن للنمسا ، قبل عرض البريطاني ” هينس ” لمعرفة “تيغيتهوف” بالموقع التي تحظى به جزر سقطرى وعدن ـ وها هي صورته في 1867 – بعد 10 سنوات من زيارته لسقطر ى ، ” أنظر في الأسفل ” فمن المنطقي أنه نصب مثل هذا النصب في مكان ترابطهم ، لكن لا يُعلم أين مكانه بالتحديد ، وفي نفس الوقت يمكن طرح سؤالا آخر: ما هي الوحدة التي كانت في نفس ذلك المكان قبل “ك3 الفوج 1″ البنجابي أثناء الحرب التي بدأت في سبتمبر 1939 م ـ والكتيبة المذكورة اتت إلى سقطرى في نوفمبر 1942 م ، أي كانت هي الأولى التي اتت لحماية سقطرى على الاطلاق – وما هي الوحدة العسكرية التي جاءت بديلا لها عندما ازداد سخونة الموقف العسكري توترا حول سقطرى في 1943 م ، مع تسلل الغواصات الالمانية البعيدة المدى إلى البحر العربي واحتلال غواصتين أثناتين المانيتين من تلك الغواصات المسماة بـ”غواصات الموسم” لموقعيهما في خليج عدن.

إذ يرى البعض أن الاحتلال البريطاني الأول حقيقة تاريخية وليس أسطورة على الرغم من أن آثاره المادية لم تكتشف بعد ـ الشيء الثاني: قد يرى البعض أيضاً أن هناك فرق بين الإبرام “بالاحرف الأولى” لمواثيق دولية أو التوقيع أو الأبرام عليها أي التوقيع المسبق ، من خلال إظهار النية الصادقة للتوقيع الحقيقي ، ومما يرون التوقيع بالنسبة لبريطانيا لم يكن نهائيا لانه كان من الضروري تصديق البرلمان على المعاهدة الموقعة لاجل تصبح سارية المفعول ، الشيء الثالث: كانت السياسة الاستعمارية البريطانية في جنوب الجزيرة العربية ترمي إلى الإستيلاء على أهم الموقع الأستراتيجية ، واحد المميزات الجغرافية والعسكرية فيها والتجارية التي تجعل منه بريطانيا “ترابا بريطانيا” ـ قلتُ هذا لم يكن في سقطرى ، أما وأقع عدن بعد أحتلالها في عام 1839 ـ بحكم عدن تحتضن موقع تجاري وإداري ، رغم جزر سقطرى هي أشد احتضاناً من حيث الموقع التجاري والعسكري ـ إلا أن عدن كانت هي قبلة العالم حينها فتم تحصينها وثم إحاطة عدن بشريط واسع من الدويلات العربية مع أمبرطورية بريطانية عظمى من خلال إبرام تلك المعاهدات للحماية فقط – دون اي احتلال او تواجد عسكري بريطاني في وقت السلم والهدوء الاجتماعي .

وعلى هذا الأساس عقدت بريطانيا معاهدات مع سلاطين الدولة العفرارية على مر العصور ” السلطنة العفرارية ” وذلك معاهدات حماية بريطانيا ” السلطنة ” في 23 أبريل 1886 م مع سلطان بلاد المهرة وجزر سقطرى ، حيث تتبت السجلات التاريخية أن آخر معاهدة تمّت في عام 1954 م كان ذلك في عهد السلطان عيسى بن علي بن عفرار رحمه الله ، كما أنها تسمّى تلك المعهدة بمعاهدة المشورة .

وربما كانت خطت بريطانية من تلك المعاهدات مع السلاطين هو تحقيق خطتها لتأمين عدن وحدها من أي أعتداءات أجنبية قبل كل شيء من جانب العثمايين لكون العثمانيين أنفسهم يمثلون دولة ضاربة لهم في ذآك العصر ، ومن جانب آخر اتخذت بريطانيا هذا الأتجاه الدبلماسي الاستعماري ربما لتربط بحر العرب من ناحية والبحر الاحمر منا ناحية أخرى وتجعل البر وسائر الدول الاوروبية المنافسة في البحر .

لماذا كان اهتماماتهم إلى المهرة اولاً ..؟ لقد اظهرة امبراطورية “النمسا والمجر” اهتمامها في سقطرى وزار ممثلها الرائد بحري “ويلهلم تيغيتهوف” جزيرة سقطرى في نهاية عام 1857 م ، كما أشرنا سابقاً وأقترح شراء سقطرى من السلطان المهري كا اسلفنا ، إذ بقي أقتراحه هذا دون أية تنفيد أو نتيجة ، ومع افتتاح قناة السويس أزدادت أهمية سقطرى وأصبح فرض نفوذ أجنبي عليها أكثر احتمالا ، مما سارعت بريطانيا عام 1876 م إلى توقيع معاهدة مع سلطان قشن حول الملاحة البحرية وحمايتها تقريبا ، أي أظهرت بريطانيا أمام منافسيها أن لها علاقة خاصة مع الحكام في المنطقة ، ثم أصرت على التوقيع على معاهدة الحماية مع سلطان قشن مع نقل عاصمته إلى سقطرى فورا وذلك بدون أي احتلال أو تواجد بريطاني في المهرة وسقطرى ما عدا تواجدهم وقت الحرب وقبلوا ” سلاطيين آل عفرار ” قرار نقل العاصمة لظروف السياسية والعسكرية ليضمنون أراضيهم .

الاستعمار البريطاني تجاه سقطرى لم يكن احتلالا وسيطرة مباشرة ابتداء من النصف الثاني للقرن الـ 19 ـ لأنهم قد عرفوا ماسوية أهلي سقطرى من عام 1835 م ، إذ كانت سجلاتهم صحيحة ـ مما ربما نفسر بأن الاستعمار البريطاني كان أستعمار دبلوماسي ربما على اساس المعاهدة والاحترام المتبادل ودفع المعاش السنوي بالفضة من قبل البريطانيين فقاموا بانزال قواتهم في سقطرى في وقت الحرب العالمية الثانية فقط – والدليل على ذلك إذ لم نجد أثار مادية كثيرة الآن أو تواجد تلك القوات بمئات الاشخاص من الاجناس المختلفة إلى وقت يوم إجلاءها من الجنوب كاملاً..؟

كما اشرنا سابقا أن في عام 1839م تم احتلال عدن ، لأسباب عديدة ” باب المندب ـ موقع استراتيجي تجاري وعسكري ” ومورست على عدن والعدنيين هيمنت الفيذ والسيطرة وبلغة المحتل المستعمر ، والمحتل لا يبرم عقوداً مع من تم استعمار أرضه وبلاده بل يفرض عليه القرارات كحاكم يمارس سلطته وهيبته على أنه صاحب حق في تلك الأرض ، وهذا ما حصل في عدن في واقع الاستعمار البريطاني لها ..

كان يجزم الأستاذ علي عيسى غانم في كتابه ” عروبة سقطرى ” بأن سقطرى تم الغزو عليها من قبل بريطانيا في عام 1834م ، كما قد مر في السابق ـ أي قبل غزوها لعدن بـ ” خمس ” سنوات ، مؤكداً بأنها أجبرت السلطان ” عمرو بن سعد ” على التوقيع على المعاهد تسمح لبريطانيا باستعمال الجزيرة في إنزال الفحم أو أي مواد أُخرى في أي جزء من شواطئ سقطرى ” لعلّ أستاذ علي عيسى أخذ عن ” حمزة لُقمان ” أنظر كتابه عروبة سقطرى صـ 17 ” ..

الغريب كيف أقتنع الأستاذ علي عيسى بذلك وما هي المصادر التي تؤكد له صحة ، حجته رغم أن المعاهدات التي جاءت في سجلات التاريخ أثبتت العكس وسبق وأنني طرحتها واقعاً ، لأن عمر المستعمر لا يعمل معاهدة بل قراراته صاحب أرض ويملئها على الجميع بما فيهم على السكان الأصليين ، إذ كانت معلوماته من ” حمزة لُقمان ” بأمكانه أن يضع هذا السؤال كيف اثبت ” لُقمان ” حجته هل زار سقطرى ووجد شواهد ثابتة من بنايات المستعمر في المساكن أو الثقافة أو حضارته .. مثل ما هو شاهد للعيان في عدن .. الخ

لكن دعونا نعود إلى ما أورده الأستاذ علي عيسى وغيره ـ عن احتلال بريطانيا لسقطرى في ” 1834 م ـ 1835 م ” ونقرأ ما قاله قراءة ولو على الأقل سطحية عابرة ” المستعمر قلنا عمره لا يطلب من حاكم أو أمير أو حتى من شعب ذلك الأرض التي تم السيطرة واستعمارها أي شيء ولا يعمل معهم أي معاهدات فكيف للمستعمر البريطاني يحتل ثم يجبر على طلب معاهدة بالسماح لبريطانيا باستعمال والحق في إنزال الفحم أو أي مواد أخرى وفي أي مكان من سقطرى من السلطان ” عمرو بن سعد بن عفرار ” رحمه الله .. هذا أمر منافي لواقع التاريخ بين ” المستعمر ومن أُستعمر أرضه وشعبه ” ثانيا ً أين تلك المعاهدة التي أُبرمت بين بريطانيا وبين السلطان المزعوم ذكره وهو السلطان ” عمرو بن سعد بن عفرار ” رحمه الله ـ وأن وجدنا نص المعاهدة نصاً وروحاً تُعد دليل على أنها أتفاق بين سيادتيين لدولتين ، لأن من الغريب الأستاذ علي عيسى نقلاً عن حمزة لقمان ، أورد نص وحرفاً لاتفاقية تسليم جزر ” كوريا موريا ” فلماذا وثيقة المعاهدة بين البريطانيين والسلطان المغلوب عليها لم توردوها لنا ، ربما هناك نواي لأمر احتلال سقطرى ” جزر سقطرى ” لكن لم تكن لبريطانيا حينها أي طموح طالما وأنها مسيطرة على أهم منفذ تجاري وعسكري تجاهلت حينها بريطانيا المثلث البحرية التي تسيطر عليه جزر سقطرى من حيث موقعها التجاري لناقلات النفط والبضائع وكذا الجانب العسكري ، حيث أنها تسيطر على ثلاث ممرات رئيسية قبل الوصول إلى باب المندب وهي ” بحر العرب بجميع خلجلناتها ” خليج عدن مياه دول الخليج وفارس ـ القرن الأفريقي ـ القارة الاسوية ”

ذكر صاحب كتاب ” الجزر اليمنية ” د/ شهاب محسن عباس في صـ 70 ـ عندما ذكر مواقف بريطانيا من الجزر اليمنية بأن البعض تم بالاحتلال والبعض منها بالمعاهدة ، حيث اشار بأن سقطرى سمحوا سلاطينها بحكم معاهدات الصداقة التي بين ” البريطانيين ـ والسلاطيين ” وكانت بريطانيا طلبها في تلك المعاهدات لأغراض عديدة منها بناء فنار على رؤوس الشواطئ القريبة من سواحل سقطرى وتارة هبوط طائراتها العابرة من بوارجها الحربية التي في البحار ، وتخزين الفحم باعتباره وقود.عابره للقارات