مقالات وكتابات


الجمعة - 13 نوفمبر 2020 - الساعة 03:07 م

كُتب بواسطة : إيمان ناصر - ارشيف الكاتب



مع كل رحلة تمضي يوجد أشخاص كثيرون توقّف السير بهم، ومشينا لوحدنا دون الالتفات لهم ، وبمرور مراحل طويلة، طوت الكثير من الاحزان ومحت بعض من الذكريات، وتناسينا تماما تفاصيلها التي كانت كالهواء نتنفسه ولا نستطيع العيش الا به.

ولكني مضيت بدونهم باختيار فراقهم عن حياتي.
والان عادوا من جديد وفي جعبتهم اشياء كثيرة، آملين بعودة الوصل والود وكسب الرضى، وسياسات أخرى لا نرى أبعادها.
ليست هنا المشكلة.!
المشكلة لماذا عادوا بعد ما رحلوا..؟؟
راودتني أسئلة كثيرة لم اجد لها اجابات سوى أنني وقفت في حالة أتعجب...!!!
وأنظر بعين الذكريات، وماذا يقول لي ضميري ...؟
وما هي مشاعر قلبي.؟
وماهو تفكير عقلي.؟
تركوك في لحظة وحيدا
..أتعبوا قلبك حتى هلك.
وأفقدوك ذاتك وحرموك من ملذاتك
لا تنسى كيف مات الحديث مات ذاك الترقّب،حتى أنه مات الشغف وماتت لحظات الانتظار واللهفة.
مات العمر المليء بضجيج الأشواق،حتى وإن عادوا اليك يا قلبي لا تنسى كيف تجاهلوك ورموك في رف، وصرت مثل كتاب مهجور كسته الأتربة.
لاتنسى ذاك الوقت الذي مر وانت تحاول ان تعتاد على العيش بدونهم.
أفقدك رحيلهم كل شئ
أفقدك الحضور واعتدت على الغياب.
فهذا ما يقوله لي ضميري وقلبي وعقلي..!!!

في حين اصبحت أشد صلابة وقوة عادوا ولكن سوف يعودوا كما عادوا وبأيدي فارغة لن تحمل سوى الخيبات.

لا يوجد شيء أشعر به نحوهم، ولا يوجد شئ احن له معهم، ولا يوجد شيء اتذكره كي يتجدد تواجدهم في حياتي.

رأيتهم مثل كتاب لا اهتم لمؤلفه، وامرر أوراقه مرور الكرام، لايجذبني محتواه اطلاقا، سوى انني اضعت وقتي في تصفحه.

في هذه اللحظة ومن منظور تفكيرهم لابد أن أخذ عودتهم بعين الاعتبار...
أيعقل أن يظنوا أنهم مهما ذهبوا سيعودون ويجدونني كما تركوني..!!؟
ايعقل ان يظنوا أنهم متى ما أرادوا العودة سيجدونني في انتظارهم، وانه لابد أن اكون في استقبالهم..!!؟
بماذا يفكرون..؟
حقا استهتار في المشاعر، وانانية في التعامل.

تجاهلوا تماما أن المرء يمرض ويشفى، ويتعافى، ويستقيم.

هل يعلموا أنهم حين ذهبوا، كنت اقف على رصيف المحطة، واحمل بيدي زهور ، انتظر عودتهم مرارا ولم أجدهم...!!!؟
واعود بخيبة.
وكنت بعد كل انتظار وخيبة اتجدد.
في حين كنت أتمزق آلمًا كنت امزق بيدي أوراق مذكراتي. وامحي ذكرياتهم.

واليوم عادوا ، ولن يجدوا أي ترحيب واستقبال.
فهم بالنسبة لي أموات.
ولكن هناك حقيقه لا نستطيع إنكارها وهي أننا ننتظر عودتهم فقط كي نسرد لهم حكاية قد تكون بمثابة درس لا ينسى.

آن الحياة كل يوم تعطينا درس ولابد أن نفهمه جيدا،وان نستفيد منه مهما كان صعب.
وكل درس يكون أصعب ممن سبق، وهكذا يصبح بعض البشر
نراهم درس كان صعب، ولكن مر علينا الأصعب، وكل ما انطلقنا للاعلى تصعب علينا رؤيتهم، وهكذا نكون قد تخطينا مراحلهم.
لاتجعل العاطفة تستنزف مشاعرك
و أن تستصغر قدرك وان تقف عاجزا تنتظرهم.
فمن اختار فراقك، لن يختار قربك اطلاقا.. گن على يقين.