مقالات وكتابات


الخميس - 29 أكتوبر 2020 - الساعة 03:15 م

كُتب بواسطة : محمد مرشد عقابي - ارشيف الكاتب


شكل فوز الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" في عام 2016م مفاجأة من العيار الثقيل لا سيما بعدما اظهرت استطلاعات الرأي استمرار تقدم المرشحة الديمقراطية "هيلاري كلينتون" تماماً كما تظهر حالياً تفوق "جو بايدن"، ومنذ جاءت النتيجة بخلاف التوقعات ازدادت حدة الإستقطاب في الولايات المتحدة والتي فاقمتها سنوات "ترامب" الأربع في البيت الأبيض وما ترتب عليها من سياسات جعلت من احتمالات فوزه بولاية رئاسية ثانية شبه معدومة.

ووفقاً لمراقبين، أرتفعت أسهم "بايدن" الذي بات يستقطب أصوات معارضي الرئيس الحالي ليس حباً بالمرشح الديمقراطي وإنما لتجنيب البلاد أربع سنوات عجاف أخرى في ظل إدارة ترامب، ومع ذلك ثمة من يشير إلى أن استطلاعات الرأي الحالية وعلى رغم علاجها ثغر نظيرتها في عام 2016م لا تزال تستبعد الناخب (الصامت) الذي يعول عليه الرئيس الحالي دونالد ترامب.

وفي عام 2016م لم تأخذ مؤسسات الإستطلاع في الإعتبار الناخبين البيض من غير المتعلمين، اذ غدى هؤلاء قاعدة صلبة ولكن متوارية لمصلحة ترامب، إلا أنه جرى علاج تلك الثغرة في الإستطلاعات التي ترجح فوزاً كاسحاً لـ"بايدن" مع احتساب هوامش الخطأ.

وبرأي محللين فانه وعلى الرغم من تنبؤ الكثيرين بفوز "كلينتون" في السباق الأخير، إلا أن مجموعة ضئيلة من شركات الأستطلاع حينها أعطت نتائج متقاربة جداً بين المرشحين ومن بينهم مجموعة "ترافلغر" التي تبين اليوم نتائج مختلفة عن مجمل الإستطلاعات الوطنية.

وكشف مؤسس المجموعة "روبرت كهيلي" في مقابلة مع "فوكس نيوز" أن شركته تعمل بشكل مختلف عن شركات الإستطلاع الأخرى، وأن غالبية تلك الشركات تتصل بالمواطنين عند الساعة السابعة مساءً عبر الهاتف الأرضي حيث لا تشمل الإستطلاعات الهاتف الخلوي، وتطرح عليهم 10 أو 20 أو 30 سؤالاً، إزاء ذلك يتساءل "كهيلي" بالقول من لديه الوقت لذلك؟ المواطن الأميركي العادي يعمل طيلة النهار، ولا يريد أن يمضي وقته على الهاتف ليلاً.

ويرى العديد من المتابعين بان الإنقسام غير المسبوق الحاصل في الوقت الراهن بالولايات المتحدة تجلى خصوصاً في ضوء أزمة وباء "كورونا"، وما تبع ذلك من احتجاجات أعادت المسألة العرقية إلى الواجهة من جديد في بلد لا يزال يعيش على إرثه العنصري.

ويمقت مؤيدو ترامب وسائل الإعلام الديمقراطية الهوى بغالبيتها خاصة تلك التي شنت حملة شرسة على مدى سنوات ثلاث لإقناع الرأي العام بأن الرئيس الأميركي عميل لروسيا وأن له ماضياً سيئاً مع النساء وأنه لا يولي اهتماماً بالبيئة كونه خرج من اتفاقية باريس للمناخ، في المقابل الرئيس الداعي إلى التنعم بـ"القانون والنظام" في ظل حكمه، وصف المحتجين الذين خرجوا على خلفية مقتل "جورج فلويد" بأنهم مجموعة من اليساريين والأناركيين المشاغبين.

الكثير من النقاد يروا بان النعوت والصفات السابقة ليست موجهة ضد شخص الرئيس وحده بل ضد قاعدته أيضاً بمجرد أن يعلن أحدهم أنه من مؤيدي ترامب سيتم إسقاط التهم عليه، ويحتمل في بعض الولايات أن يخسر عمله أو أصدقاءه أو يتم ضربه، لذا يجد الأميركي العادي المؤيد لـ"ترامب" أن من الأفضل له أن يلزم الصمت إزاء آرائه السياسية في العلن والتعبير عنها في صناديق الإقتراع عند بدء الإستحقاق الإنتخابي.