مقالات وكتابات


الأربعاء - 28 أكتوبر 2020 - الساعة 12:00 ص

كُتب بواسطة : حسين أمين - ارشيف الكاتب




رسم التحالف خطة متكاملة لمستقبل اليمن إلى عشرون عام قادمة، وفي كل عام يتم تحديث الخطة وتغير بعض تفاصيلها فقط لأن الهدف الرئيسي هو بقاء اليمن في دوامة من الصراع والاقتتال والدمار الداخلي وان اختلفت الأساليب.

والسبب في ذلك هم أبناؤنا الذين يطلقون شعارات الحرية والتنمية، ويخفون شعارات العمالة والارتزاق والتدمير، وفي كل عام أو عامين يتم خلق طرف جديد للتحكم في المشهد بعد انتهاء الطرف الأول من أداء المهمة التي وُكِلت إليه.

قضية انتشار المخدرات في اليمن ليست وليدة اللحظة بل هي مشكلة متواجد من قبل الحرب ولا توجد دولة خالية من هذه المواد المخدرة، لكن بعد انتهاء الحرب في بعض المناطق جاء دور التحالف في تأمين المنافذ وبدأ تدفق المخدرات بشكل كبير منها بعلم القيادة السياسية ومنها دون علمهم.

كانت الأمور تمشي من تحت الطاولة بكل سهوله وكان مشروع إغراق السوق بهذه المواد المخدرة يمشي على قدم وساق، حتى أصبح هناك فئة كبير من المجتمع بين متعاطي أو مروج لهذه المواد، بعد مرحلة إغراق السوق جاء دور تقاسم الأموال والعائدات المالية وهنا بدأت الخلافات والانشقاقات، حينها بدأت أعمال الدسائس والخيانات والتبليغ بين التجار والقيادات التي لها علاقة بالاستيراد، وهذا ما لاحظناه في الفترة الأخيرة من إعلان الأمن والتحالف القبض على كميات كبيرة من المواد المخدرة منذ عام 2018.

وهنا بدأ الصراع بين التجار والقيادات التي لها علاقة بتجارة المخدرات، إضافة إلى خلق أزمة وعبء جديد بين المجتمع، كون الناس اعتادوا على أزمات الفقر والجوع والتعليم والصحة وكل شيء، لهذا جاء دورهم بإغراق السوق بهذه المواد المخدرة وخلق أزمة جديدة بين المجتمع وبدأ سيناريو الرعب والخوف والقلق، واخضاع الناس لهم، وخلق بيئة صالحة لتمرير ما يريدون دون أي معارض أو منافس داخلي لهم، ونقل صورة سيئة للعالم بأن اليمن أصبحت بلد غير صالح للعيش وعزلنا تماما عن العالم.

لهذا من يراقب تسلسل الأحداث وطريقة إدارة الحرب في اليمن سيعلم ويدرك ان ما يحصل لنا هو تدمير ممنهج وعزل العالم عن شيء اسمه اليمن وعزلنا عن شيء اسمه العالم الخارجي، وكل ذلك يمر امام أعين القادة والأحزاب السياسة وكل أطراف الصراع والأزمة في اليمن، وجميعهم يتقاضون ما يتماشى مع مصالحهم الشخصية والتضحية بشعب كامل دون خوف من أحد.

حسين امين ابو احمد