مقالات وكتابات


الإثنين - 26 أكتوبر 2020 - الساعة 12:18 ص

كُتب بواسطة : جمال لقم - ارشيف الكاتب


في ليلة شنت مقاتلات الجو السعودي اول غاراتها في اليمن ، معلنة بذلك دخولها حرب لإستعادة الشرعية اليمنية و القضاء المليشيات الإنقلابية الكهنوتيةالحوثية و وقف التمدد الإيراني في المنطقة.. ست سنوات تكتمل قريباً منذ تلك الليلة.. ست سنوات عجاف من الحروب كان حصادها مُر .. ست سنوات غارات و معارك و جبهات و حصار.. ست سنوات كان فيها الشعب اليمني هو الضحية و المتضرر من تلك الحرب ، دماء تنزف و أجساد تتمزق و أرواح تزهق و بطون خاوية.. ست سنوات عناء وشقاء و بؤس و فقر و تسول.. ست سنوات و الشرعية لم يتم إسيعادها بعد و لم يتم القضاء على المليشيات او التمدد المجوسي.. ست سنوات و المملكة ترعى قيادات الشرعية في أقفاصها و تعلفهم في غرف و حضائر التسمين في فنادق الرياض و الشعب يتضور جوعا.. ست سنوات و قيادات المليشيات تزداد ثراء و قوة و بطشا و تنكيلا بعامة الشعب..

خسرت السعودية مايقارب مصروفات الحرب و الأسلحة و ضرارا لمنشئاتها الحيوية و الإقتصادية كأرامكو و بعض المطارات نتيجة الصواريخ و المقذوفات و الطيران المسير التي تطلقه المليشيات تجاهها..

كان بإمكان السعودية تفادي كل تلك الخسائر و تبعاتها السياسية و الدينية قبل 58 عاما من اليوم ، ففي 26 سبتمبر 1962م أختارت المملكة ان تقف ضد الثورة و ضد الشعب ، و أجهضت ثورته التي أرادت القضاء النظام السلالي الكهنوتي ، ودعمت هؤلاء و مشائخ الهضبة و الطوق الفاسدين، وهاهي اليوم تكتوي بنيرانهم..

مشكلة السعودية المزمنة أمس و اليوم أنها تقف ضد إرادت الشعوب و تختار الثلة الفاسدة فيهم ، أرادت ان تحارب مصر و المد الناصري ففضت على ثورة الشعب وكذلك فعلت في العراق و افغانستان و سوريا..

بنفس الطريقة و الأسلوب يعمل السفير السعودي محمد آل جابر على تكرار اخطائهم السابقة .. يعمل على التحالف مع الفاسدين و توطين فسادهم و عودته من جديد ، وكأنه شيخ من مشائخ الطوق هؤلاء او قائد لفصيل مليشاوي او عسكري ، هؤلاء الثلة التي نبذهم الشعب و يحتقرهم اليوم..

ليكن آل جابر شيخا من مشائخ الطوق او ليكن قائد مليشاوي او حزبيا او فسادا من هؤلاء يقاسمهم النفوذ و المصالح..

ليكن آل جابر ( بريمر) او ساميا عسكريا فذلك له و لكن ليراعي ان على المستعمرين واجب تجاه مستعمراتهم و له في إسرائيل اسوة و ما تقدمه من الخدمات للفلسطينيين فالكهرباء و المياة لا تنقطع عن منازلهم على مدار الساعة..

لم يقدم البريمر آل جابر شيئا لعدن ، بل و يشارك في الضغط على مواطنيها و معاقبتهم جماعيا لمكايدات سياسية و مصالح نفوذ.. لا كهرباء و لا مياة و لا رواتب.. فما ذنب المواطن في ذلك؟ وكذلك الحال بالنسبة للمحافظات الأخرى..

ليكن آل جابر ما شاء الا ان يتقمص دور الرئيس... فالرئيس هادي رمز للوطن و سيادته و لن يساوم الشعب في ذلك مهما كانت الإغراءات او المبررات..