مقالات وكتابات


الثلاثاء - 29 سبتمبر 2020 - الساعة 02:30 ص

كُتب بواسطة : علي عسكر - ارشيف الكاتب



إن الشخص العاقل واللبيب حتماً سيدرك ومنذ الوهلة الأولى بأن كل مايحدث من حرب عبثية هي بلإشك تنضوي وفق سيناريو تم وضعه بإحكام يستهدف الأرض والإنسان ومن كان عنده مثقال ذرة من الشك في قولي هذا فعليه مراجعة أقرب طبيب نفساني دون تأخير..!!

الوقائع أمامكم وهي لا تحتاج مني إلى مجهود في الشرح والتحليل بقدر مايحتاج منكم إلى قراءة الواقع وبكل تجرد..يحتاج إلى وعي وإدارك وفهم عميق لحقيقة مايُراد بالجنوب..!!


إن الإستراتيجية التي تُدار بها الأمور الهدف منها السيطرة والإستحواذ على مقدرات وثروات الشعوب ذات السلطات والحكومات الضعيفة والهشة كحالنا في اليمن حيث يبدأ السيناريو بالبحث عن ذريعة مناسبة ومقنعة للسذج من أجل الدخول إلى البلد المستهدف وبعد ذلك فالمتبقي أمره يسير..!!

حيث يتم شراء الولاءات بالمال ومن يأبى أو يعارض ذلكم النهج يتم تصفيته على الفور.. ففي السياسة
لا مكان للعواطف والنوايا الطيبة..جميعنا يدرك
بأن السياسة والمصالح وجهان لعملة واحدة ومرتبطة إرتباط مباشر ووثيق..!!


السياسة فن ومهارة وليست حقل تجارب ليتعلم فيه الأغبياء والشخص الغبي هو عدو نفسه..فهؤلاء الأغبياء الذين يسمون أنفسهم برجال السياسة فشلوا فشلاً ذريعاً بإحتوى الأزمة اليمنية داخلياً فذهبوا للبحث عن الغير لحلها فتركوا له الجمل بما حمل وأدخلوا البلاد والعباد في نفق مظلم ومجهول فكلما تعمقنا بالسير فيه كلما أضعنا طريق الخروج..!!


دعوني أتحدث عن مايدور في الجنوب ولن أتحدث عن الشمال كي لا يتهمني السفهاء بأنني متحوث..
إن ما نشاهده من إذعان ورضوخ منذ الست السنوات العجاف من الأطراف المتواجدة بالجنوب لا يمت للسياسة بأي صلة بل أسميه إنبطاحاً بالكامل حتى الوصول إلى مستوى التراب..وما يحدث من تردي الأوضاع والتي دوماً تتجه إلى الأسواء هي النتيجة الحتمية والمحصلة النهائية لهذا الخنوع..!!


أن إفتعال المشاكل وخلق الأزمات الواحدة تلو الأخرى وتعقيد الأمور وتعكير الحياة الغرض منها هو الإلهاء وإشغال أفراد المجتمع بالبحث عن توفير الحد الأدنى من المتطلبات الضرورية التي تبقيه على قيد الحياة وهذه الطريقة تُسمى التأكل البطيء حتى الوصول إلى الإنهاك التام وبدون حرب وذلك لكي يتسنى للطرف الذي يبحث عن مصالحه تمرير كل ما يريد تمريره من خلال فرض وأقع جديد وعلى الجميع تقبله..!!

لن يستطع أحد أن يمتطي على ظهرك مالم تكن أنت مُنحني ومالم تكن أنت من سمح له بذلك.. فما نشاهده من عقاب جماعي للشعب الجنوبي والذي يُمارس بكل حقد ضد المواطن تحديداً هو عمل مُمنهج مع سبق الإصرار والترصد وما كان له أن يحقق أهدافه بالجنوب ويكتب له النجاح إذا لم يكن يمتلك الأدوات والأشخاص الذين يسهلون عليه تنفيذ هذا العقاب في إستهداف المواطن الغلبان وبتلك الصورة الوقحة والمقززة والخالية تماماً من المعاني والقيم الإنسانية..!!

لذلك أيها المواطن الصابر يجب أن تعرف بأنك الطرف المستهدف والوحيد من التحالف العربي والحكومة الشرعية وكذلك من المجلس الإنتقالي.. سيقول البعض وما شأن الإنتقالي في ذلك فهو لا يمتلك سلطة تنفيذية وسأرد عليهم بأنه شريك في كل مايعانيه المواطن بالجنوب من خلال صمته المطبق وعدم تحديد موقفه بوضوح من تلك الممارسات الأساليب القذرة التي تُمارس بحق أهالي الجنوب..أليس المجلس الإنتقالي يعتبر حسب قول قادته ومناصريه بأنه الممثل الوحيد والشرعي وحامل لواء القضية الجنوبية والساعي إلى التحرير والإستقلال..فهل سمعنا
أي إستنكار أو أعتراض أو تصريح قوي من مسؤول كبير في الإنتقالي حول ما يعانيه المواطن في عدن بالذات.. أما الحكومة الشرعية فلقد غسلت يداي وأرجلي منها ..أليس الساكت عن الحق شيطان أخرس.. فياترى أين نوع من الشياطين في الحكومة الشرعية والمجلس الإنتقالي..!!


أليس ما يحدث بالجنوب منكراً ويجب تغييره فهل هنالك من سعى لتغيير هذا المنكر.. ؟! قطعاً لا أحد..
لا بالأيادي فالأيادي يستخدمونها فقط حتى لا يغلطون بعد الفلوس التي أستلموها ثمن لسكوتهم وكذلك لم يغيروا المنكر بألسنتهم فالألسن للتهليل والتسبيح لولي نعمتهم وإما تغير المنكر بالقلب فهذا السلاح الوحيد الذي يمتلكه المواطن البسيط الذي لا حول له ولا قوة..!!
علينا أن نفهم جيداً بأن كل الأطراف المتواجدة بأرض الجنوب على وفاق تام بل أنهم مشاركين مشاركة فاعلة بإذلال المواطن وقهره فصمتهم المذل والمخزي كصمت الأموات في المقابر على كل ما يحدث للمواطن خير شاهد وبرهان على صحة كلامي هذا..!!


الحياة الرغيدة والرفاهية الطاغية التي يعيشها الأخوة الأعداء في فنادق الرياض جعلتهم يفرطون بالأمانة وتناسوا بأن هنالك شعب يكابد ظروف الحياة الصعبة وينتظر على أحر من الجمر على أمل بأن تنتشلوه من حالة التيه والضياع ولكن ياحسافة فقد تركوا المواطن يعاني الأمرين والكل ذهب خلف مصلحته وترتيب أموره وشؤون أولاده وأحفاده من بعده..!!
عزيزي المواطن أنت مستهدف لأجل إخضاعك
وأنت المستهدف بإيقاف
الرواتب للجيش والأمن.. أنت مستهدف في حربهم المتعمدة من خلال حرمانك من الخدمات الضرورية..


أنت مستهدف بإنهيار العملة وتفشي الفساد والغلاء الفاحش .. أنت مستهدف بغياب الأمن والأستقرار.. أنت وحدك فقط المستهدف والمتضرر بكل ما يحدث ولا أحداً سواك..!!..إختلاق المشاكل والأزمات هي الأستراتيجية المتبعة في الحرب باليمن وخصوصاً بالجنوب ولكن المؤلم والمؤسف بالأمر إن من ينفذ تلك الأجندات الخبيثة وبمنتهى القسوة هما من أبناء جلدتنا..!!

أخيراً...أن رغيف الخبر اليابس الذي نأكله داخل الوطن ونحن نحتفظ بكرامتنا هي ألذ وأشرف من مائدة فاخرة تجلسون على طرفها بكل مذلة وإحتقار في فنادق الرياض..!!