مقالات وكتابات


السبت - 26 سبتمبر 2020 - الساعة 12:23 ص

كُتب بواسطة : صالح الحنشي - ارشيف الكاتب


جاءت بعد نظام ملكي امامي واخرجت الناس من هذا العهد.. الى عهد اخر.. طيب .اخرجتهم. وبعدين ؟
حكايه بناء مدرسه .وسفلتت طريق. هذه اخرجوها من الحسبه. فاي حاكم جمهوري كان او ملكي ان شالله حتى داعشي. اذا حكم سيقوم بمثل هذه الاعمال.
مافيش بلد في العالم مافيش فيها زفلت والا مدرسه..بغض النظر عن نوع حاكمها.
ولايمكن ان تحسب على انها ميزه للجمهوريه .عن نظام الامام. فلو بقي الامام الى اليوم لكان عمل مدارس وزفلت..
ففي زمن حكم الامام كانت هناك بلدان كثيره تعيش نفس حاله التخلف الذي كانت تعيشه اليمن..
ان كان هناك من قيمه يفترض ان تحسب للجمهوريه فهي الشراكه الحقيقيه . ان يشعر كل مواطن انه شريك حقيقي في السلطه والقرار.
هذه الشراكه هي التي تجذر الانتماء للوطن.
وان يشعر انه ممثل في هذه السلطه..
مالذي كان يحصل.؟
كان يتم التحايل في هذه القضيه بوضع تمثيل صوري زائف.. فياتي بهذا من تهامه وذاك من
الجوف او حضرموت.. على اعتبار انه جي به ليصبح صوت هذا الاقليم .الذي يمثل مواقفهم وتطلعاتهم .بمعنى انه صانع قرار نيابه عنهم.. وبهذا يصبح مواطني هذا الاقليم او البقعه. يشعرون انهم شركاء.
لكن كانت العمليه تتم هنا بشكل مختلف. فهذا الذي اختير . بحكم الدور الذي يقوم به. و اوكل له من قبل الحاكم.
واصبح ملبي لرغبات واحتياجات الحاكم من مواطني هذا الاقليم.. تبدلت مهمته.. بل واحيانا يمنح صلاحيات قمع واسعه.
وان اردت توضيح ادق. فالشراكه هذه .لاتختلف كثيرا. عن من كان يرسله الامام عامل في المناطق او المحافظات. . الاختلاف فقط في الاسم. وفي الخامه التي صنع منها. فالعامل الجديد مصنوع من خامه محليه من نفس الاقليم. وان تغير شكل الدور الذي يقوم به. فهذا فقط فرضته مقتضيات العصر. ومقتضيات حاجه الحاكم..
فالوسائل والاليات لها عمر افتراضي ايضا.تصل الى مرحله تصبح عاجزه عن القدره على الاستمرار .
كان بامكان الجمهوريه ان كانت جطهوريه . ان تحافظ على تجددها وحيويتها .من خلال مسايرتها لمتطلبات الناس في كل مرحله.
متطلبات اليمن بعد عشرين سنه من قيام الجمهوريه .غير متطلباته قبل عشرين سنه.
كل قيمه جديده كان يتم مسخها. ووضع منها نسخه مسخ. فالديمقراطيه والتعدديه السياسيه التي اعلنت بعد عام 90..
جاءت باحزاب. على نفس شاكله طريقه الحاكم ونهجه.. اشخاص يسيطرون على قياده الحزب.
وتعيين ممثلين لهم في المحافظات يضمنون من خلالهم. سد الطريق امام اي تجديد في قياده الحزب. واصبح مسئول الحزب في المحافظه يشبه كثيرا عامل الامام في مهمته..
قيم تلك الجمهوريه لم تعد مقبوله اليوم. فان اردتوا جمهوريه. فابداوا بجمهوريه جديده . لها قيم جديده فيها حلول شامله لمتطلبات اليوم
وانسوا حكايه بناء جيش وطني قوي.. والا ملون..
اثبتت التجارب ان مشكله التهميش والاقصى. لايمكن حلها من خلال قوانين او مواد دستوريه.
مهما بلغ مستوى العدل والحق فيها..ِ
ولم يعد هناك خيار لحل هده المشكلات الا بالجغرافيا..
فلم تعد الناس تثق بالنظام المركزي حتى في الشمال نفسه. ولن يقبل مثلا ابن تهامه ان تعيد الفاشق ممثلا له. .
بالتاكيد ان هناك مستفيدين من هذه المركزيه وطبيعي دفاعهم عنها. لكن عليهم ان يحترموا حق الرفض للمتضرر منها وهم الاكثريه. الساحقه.