مقالات وكتابات


الخميس - 24 سبتمبر 2020 - الساعة 10:59 م

كُتب بواسطة : محمد صائل مقط - ارشيف الكاتب



قبل أيام سافرت موليا وجهتي ..صوب مدينة عدن الحبيبة ..لقرض مهم ..وهو أن صديق عرض علي السكن وحراسة فلته الجميلة ..المحاذية لساحل أبين والتي تبعد عدة كيلو مترات من نقطة العلم…
وعدن بالنسبة لي هي حورية الزمان وذاكرة المكان…
وصلت عدن مع غروب الشمس ..وبعد إنقطاع دام بي لأكثر من عام ونيف ...
ماذا جرى لعدن ..وللجنوب حاضرة المستقبل والحضارة ..
فقد هالني وافزعني ..عسكرة المدينة ..ففي كل نقطة يطلبون ..هل قلت يطلبون لا بل يأمرونا بالتوقف والتفتيش ..وصلت بعد عنا ومشقه متعب…
واخذت لي قصد من الراحه في بيت ابنت شقيقي…
ثم مالبثت وخرجت ..تسابقني ذكريات لسنين خوالي من عمري ..وزيارة بعض المعالم واماكن لها ذكريات خالده في قلبي…
فوجدتها قد تغيرت الاماكن وتبدلت الحارات والشوارع ..وقد تحولت المدينة من الخصوبه إلى يباب…
شحت الارزاق وهانت الاعناق ..ويخيل إلي أنني اقف امام مدينة اشباح ..وكأنها إشلاء متناثرة وعظاما نخرة…
باعوا الاصابع وخلوا الجسم لديدان… وفصلوها على مايشتهي الوزان…
وكلما وقفت أمام دور سينما أو شارع أو حارة ..سألت بكل لهفة مالذي فعل الزمان بصدقات واحباء عمري…
توقفت الحياة في عدن وباتت عدن قضية ماتحملها ملف… وحديث تسير به الركبان وتتناقله العربان…
عدن التي قدمت لكل منا جميل ..اعطتنا الحب والوفاء ..واعطيناها النكران والجحود…
عدن التي تجثو وترقد على ضفاف البحر ..لتستمتع برذاذ الماء ..ونسيم البحر ...
ويانسيم الصبا سلم على باهي الخد ...وقله اني متيم…
ذكريات ودولة الحب غلابه ..لقد وقفت مشدوها ..بعد إنقطاع دام بي لأكثر من 38 سنة…
بجانب الركن الأثير على نفسي ..بكريتر جانب فندق العامرية…
وسقى الله أيام زمان ..حين تذكرت ذات يوما…
وفي نفس المكان وانا شابا يافعا ووسيما ..تذكرت لقاء الحبيبة وهديتها منديل مرسوم على وجهته قلب ..وكاسيت لأغنية محمد مرشد بن ناجي… ونسنس نسيم الصباح ..بالعود والند وريحة المسك ..ذكرني شذا وردة الخد ..لقد سقطت دمعتين حاميتين ..
على خدي ..وعلى إثرها لويت عنقي عاطفا وراجعا… لمدينة مودية الحبيبة…
وانا الوح بيدي مودعا لحقبة زمنية ..ولت وشاخت من عمري…
وقل للزمان ارجع يازمان…
بقلم محمد صائل مقط