مقالات وكتابات


الخميس - 24 سبتمبر 2020 - الساعة 06:39 م

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب


في مدينة عرفت الماء، والكهرباء، والطريق، والسيارة، وكل مفردات التطور، ولكنها اليوم تعود لعصر الحمير في نقل الماء، تلك هي مدينة عدن، أول مدينة حضرية في شبه الجزيرة العربية، فعندما كان الجيران يسكنون الخيام، كان أبناء عدن يسكنون في أعالي الأبنية في أطول شارع حضري في الجزيرة، وأول شارع عرفته المنطقة، في أعالي الأبنية التي عرفتها الجزيرة العربية كان المواطنون في عدن يسكنون، وعندما كان الجيران يطفئون فوانيسهم مع بداية الليل، كانت عدن لا تنطفئ أنوارها، وعندما كان رعاء الشاء يبحثون عن الماء كانت عدن تصلها مياهها إلى كل بيت، ولا تنقطع دقيقة واحدة.

هذه هي عدن يا سادة، كيف كانت، وكيف أصبحت في عصر الحمير البشرية التي لم تحسن قيادتها، وفرطت في كل خدماتها، وجعلتها تبحث عن الماء على ظهور الحمير، وأعادتها إلى عصور الفوانيس، والظلام الدامس.

من يوقظ المواطن في عدن ليخرج كل يوم ساعة وقفة احتجاجية عنوانها نريد كهرباء، وماء؟ إذ قالوا، والعهدة على القائل، إن أماكن سكن المسؤولين ما ينقطع عنها الماء دقيقة واحدة، هل تصدقون ذلك؟

من ينبه لنا الحمير البشرية من المسؤولين، ويقول لهم: إن الحمير الحيوانية غزت عدن، عدن التي كانت ما تدخلها أضحية العيد إلا بورقة، فهل تصدقون أن المعلا فيها حمير، والقلوعة فيها حمير، والعاصمة كريتر عاصمة العاصمة عدن أصبحت فرزة للحمير؟ وا قهري عليك يا عدن إلى هذا الحد قسوا عليك، وغزتك الحمير بنوعيها، (الحيوانية، والبشرية)، فصدقوني، لن يكون مستقبل عدن أسوأ من حاضرها، فقد استبدلنا الحنفية بالدبب، والماسورة بالحمير، والتيار الكهربائي بالفوانيس، فأي مدينة غدت عدن، إنها مدينة الأشباح، والحمير، وداعاً جوهرة الزمان، فلا أمل لانتشالك إلا لملس، فهل سيقبل التحدي؟ هل سيكون على قدر المسؤولية التي أوكلت إليه؟ أظنه سيكون، ولكن يجب أن يكون الكل معه، لنقتلع الحمير كل الحمير من عدن.