مقالات وكتابات


الخميس - 24 سبتمبر 2020 - الساعة 05:11 م

كُتب بواسطة : محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب



لم تصل درجة الانفلات الأمني في محافظة إب لمستوى كبير من التدهور مثلما وصلت إليه في عهد ميليشيات الحوثي ، اذ ارتفع معدل ارتكاب الجريمة ، وتفشت عملية السرقات ، وزادت حالات قتل النفس المحرمة وعمليات اراقة الدماء .

تخيلوا لا يكاد يمر يوم حتى تسمع عن جريمة قتل بشعة.
السرقات والسطو والنهب هنا وهناك وبقوة السلاح وفي وضح النهار .

ثلاث جرائم سرقة بقوة السلاح تحدث في وقت واحد في مركز المحافظة.
عصابات على متن دراجة نارية يرفعون اسلحتهم بوجه مواطن في شارع بغداد بقرب مبنى المحافظة وينهبون جنبيته الثمينة ، وتكررت في نفس اليوم تلك الجرائم بنهب جنبية مواطن بقرب مبنى النيابة وأخرى في المدينة القديمة وكلها تمت تحت تهديد قوة السلاح عبر عصابات تأتي فوق دراجة نارية ثم تلوذ بالفرار ولم يقبض عليها أمن ولا شرطة .
بل وصل الحد إلى نهب جوالات المواطنين عبر تلك العصابات.

انتشرت عصابات القتل والسرقة والتقطع والنهب في محافظة إب بشكل كبير ، وعجزت الميليشيات ان تقبض على المجرمين وتقضي على تلك العصابات مما ولد الشكوك لدى المواطنين عن تعاون الميليشيات مع تلك العصابات.
الميليشيات مشغولة بالبحث وراء المناصب ونهب موارد المحافظة ، ولم يكن يهمها تحقيق الأمن والاستقرار.
بالاضافة إلى قادة الميليشيات همشت واقصت الكثير من الكفاءات في الجوانب الادارية وقامت بتعيين عناصر من افرادها فشلوا في ادارة المجال الأمني .
تخيلوا شخص عمره عشرين اصبح برتبة عقيد يتولى قيادة مركز أمني لا يعرف من تلك القيادة سوى الحصول على المبالغ المالية التي يلطشها هناك وهناك على حساب الموقع الذي يديره.
المعروف انه لن تصل لرتبة عقيد إلا بعد عشرون عاماً ، اربع سنوات ملازم ثاني واربع سنوات ملازم اول واربع سنوات نقيب واربع سنوات رائد واربع سنوات مقدم .
وبعض من قادة الميليشيات عمره عشرون عاماً واصبح برتبة عقيد ، فهل ولد من بطن امه وهو برتبة ملازم أم كيف .
عملية الانفلات الامني تدلل على ان قادة الميليشيات فاشلة في ادارة المحافظة ، حيث النجاح في ادارة اي محافظة يتطلب اولاً النجاح في المجال الأمني ، فالأمن قبل الايمان .
كل مواطن يهمه ان يحيا آمناً على نفسه وعرضه وماله ، والامن مسؤولية جماعية يجب ان لا تتدخل في الخلافات السياسية والمكايدات الحزبية ، وتعاون المواطن مع الاجهزة الامنية يتمثل في الابلاغ عن المجرم فقط والاجهزة الامنية هي من تقوم بعملية الضبط .

أي مبررات لميليشيات الحوثي حول الانفلات الامني تعتبر غير مقبولة.
اذا كانت مبرراتهم بالازمة التي يعانيها ابناء المحافظة من مشتقات وغيرها بأن هناك من يحاصرنا او بالعدوان كما يدعون رغم انهم من يبيعونها بالسوق السوداء ، فما هو مبررهم بالتدهور الأمني والجرائم والسرقات
هل سيقولون ان التحالف والشرعية جاء بعصابات إلى داخل المحافظة لينهبوا المواطنين ؟!
طيب اقبضوا على تلك العصابات فأنتم قد استطعتم ان تواجهوا جبهات وتتقدموا في بعض منها ومن يواجهكم يحمل أسلحة متطورة ، فهل عجزتم على ان تقبضوا على سارق ومتقطع يحمل بندق فوق دارجة نارية .
أين الشرطة والامن والنجدة والامن السياسي والوقائي واللجان الشعبية وكتائب الموت ؟
هل الميليشيات لم يكن همها إلا من يختلف معها سياسياً .
أم السرق والمجرمين والقتلة الذين يقلقون أمن المواطن وسكينة المجتمع لا يهمهم.

عجزت الميليشيات ان تضبط عملية اطلاق الرصاص في الاعراس ، وكم هناك من ضحايا في إب سقطوا نتيجة الرصاص الراجع.
بكل صراحة أقول ان الميليشيات هي سبب الانقلات الامني الحاصل في إب .
لأنهم من اخرجوا القتلة واللصوص من السجون ، ومادام ان القاتل وجد ان هناك من اخرجه من السجن فلا لوم عليه ان قتل نفساً مرة أخرى ، وكذلك اللص والمتقطع .
لو وجدت هناك عدالة وقصاص لقاتل النفس وقطع ليد السارق لما انتشرت عملية ازهاق النفس المحرمة وتفشت السرقات وجرائم النهب والسطو .