مقالات وكتابات


الثلاثاء - 22 سبتمبر 2020 - الساعة 08:09 م

كُتب بواسطة : صالح الحنشي - ارشيف الكاتب


ثورة اكتوبر في روسيا التي قادت الاتحاد السوفيتي الى تقاسم حكم كوكب الارض مع المعسكر الغربي . بل وصل الى الفضاء وثورة صناعيه مكنته من صناعة اكبر ترسانه نوويه. .
لكن هذه الثورة حين وصلت الى مرحلة الفشل وفقدت قيمتها.. فقدت شرعيتها. وسقط الاتحاد السوفيتي وانهار المعسكر الشرقي برمته.

لكن لم يتشبث احد من الروس بهذه الثوره والتمسك بوهم بقاءها. ولم يشغلوا انفسهم بمحاولة احياءها. ولم يقولوا انهم من دونها سيكون الضياع.. مصيرهم..

كل الذي قاموا بعمله انهم تعاملوا مع واقع ما جاء به هذا الفشل. وذهبت الدول التي ضمتها الثوره للكيان الكبير. لايجاد حلول لمشكلاتها واستتفر الروس قوميتهم وخلال زمن قياسي استعادوا روسيا..

ثورة سبتمبر استمدت شرعيتها من التفاف الناس حول الاهداف التي رفعتها. والقيمة التي جاءت بها.مقارنه بزمن حكم الامام. ازرها الناس امل في تحقيق تلك الاهداف التي راى غالبيه الناس انها شملت ماكانوا يحلمون به. بمرور السنين لم ير الناس تلك الاهداف واقع. حاولوا التعايش مع خيبه الامل. . وبدات تتاكل شرعية هذه الثوره وتضمحل..الى ان رك عظمها..

خروج المحتجين الى الساحات في العام 2011 كان اعلان رسمي لفشلها. ومع هذا لم يستوعب اليمنيين هذا الاعلان. وحاول اخرين انكار هذا الفشل..
حتى من خرجوا للساحات لم يعو ان خروجهم يعني فشلها .فكانوا متمسكين بما اعلنوا فشله. .
ان رايت احد يتحدث بالقول. (احياء مضامين الثورة وروحها. ) ثق ان صاحب هذا القول سافل..
ففي هذا القول اعتراف صريح بموت جمهوريه الثوره. والا لما قال احياء. فهل يملك هذا القائل القدرة على احيا الموتى..!!
كان الحوثيين اذكيا فهم وحدهم من التقط هذا الفشل. ولكن المشكله حين يكون الذكي منحرف . بدلا من البحث عن مخرج لمازق الفشل . استغلوا هذه الثغره لاستدعاء مشروع ماقبل 62. وهو مشروع فقد شرعيته .والا لما كان سقط في سبتمبر 62..
كان قد سبق الاعلان الرسمي لفشل جمهوريه الثوره. بالخروج في العام 2011. خروج الجنوبيين في الحراك . ولكن خروجهم سار على الطريقه نفسها التي سار عليها الحوثيين . فقاموا باستدعاء شرعيه ماقبل عام 90 التي اقرت بفشلها وهربت الى الوحده خشيه السقوط.
الشرعيتان . هذه منتهيه الصلاحيه اسوة بشرعية جمهوريه الثوره المنتهيه الصلاحيه..
فالاولى لو لم تفقد قيمتها لما كانت سقطت في سبتمبر 62.. والثانيه لو لم تفقد قيمتها لم سقطت في مايو 90..
الصراع القائم اليوم في اليمن هو صراع بين ثلاث شرعيات جميعها فاشلة منتهيه الصلاحيه. وفقدت قيمتها ..ولذلك لن يكتب النجاح لاي منها..
اولى خطوات الحل لهذا المازق. الاعتراف بفشل وانتهاء قيمه جمهورية الثوره.. والبحث عن قيمه جديده يجد فيها الجميع مصلحتهم. وهذا كفيل بفضح الجماعات التي استغلت ذاك الانسداد الذي خلفه انكار فشل جمهوريه الثوره..
في الاخير احب ان اذكر فلول الجمهوريين. ببعض جمهوريتهم. ستجدون جمهوريتكم في كل تلك المظالم والقهر في تهامه.. وفي وجوه مهجري الجعاشن. وصلف شيخهم.
في انحدار التعليم.
في افواج المتسولين. في جثث الهاربين من الفقر التي لم تدفن في مناطق الحدود مع الجيران..