مقالات وكتابات


الإثنين - 21 سبتمبر 2020 - الساعة 05:40 م

كُتب بواسطة : محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب


وأنا أفكر ماذا يكون عنوان مقالي الذي اتحدث عن الذكرى الاليمة 21 سبتمبر 2014 الذي سيطر بذلك اليوم الحوثي على العاصمة في صنعاء ليدخل من حينها في مرحلة قاسية نعاني مساوئها حتى يومنا هذا.
قلت في نفسي هل اكتب عنوان المقال ذكرى النكبة ؟
ولكني لم اقتنع من حيث ان حدث لليمن هو اكبر من نكبة بكثير ، وكم هناك من دول في العالم حصلت على نكبات ولكن شعبها لم يعيش الوضع نعيشه ويعاني مثل معاناتنا.
قلت في نفسي هل يكون العنوان يوم الانقلاب على الدولة .
ولكني لم اقتنع من حيث ان الانقلابات تحتفظ بمؤسسات الدولة وتنقل الوضع من مرحلة ادارة إلى اخرى ويظل الوضع اغلبه طبيعي والخدمات الاساسية متوفرة .
وفجأة خطر على بالي تلك المقولة التي كنا نسمعها عندما يريد أحد ان يدعوا على احد ويقول له "دخلوك جحر الحمار الداخلي“ !!
قاقتنعت وايقنت اننا في بالفعل نعيش داخل جحر الحمار الداخلي ، وتأريخ 21 سبتمبر 2014 هو اليوم الذي دخل فيه الحوثي صنعاء وأدخل فيه اليمن واليمنيين جحر الحمار .

أكيد داخل جحر الحمار الوضع ظلام معتم ما فيش اي نور واضاءة ، وهذا هو الحال عندنا من ذلك التأريخ الذي جعلنا فيه الحوثي بدون كهرباء وانطفئت الكهرباء علينا حتى اليوم .

في داخل جحر الحمار لن تسمع سوى اضطرابات مزعجة واصوات مخيفة ناتجة عن قرقرة امعاء الحمار ودوران معدته، وهذا هو حالنا لم نسمع منذ ذلك التأريخ سوى زئير الحرب التي اشعلها الحوثي واصوات قصفه ودوي تفجيره للمنازل ،، انتقلنا لمرحلة طغى عليها سماعنا قح بم .

بدون شك من يعيش داخل جحر الحمار سيكون في وضع ضيق غير قادر على التحرك يمين او يسار .
وهذا هو حالنا نعيش في ضيق شديد يحاصرنا الحوثي بجيهاته من جميع الاتجاهات لم يتيح لنا مجال للتحرك يمين او شمال .

في داخل جحر الحمار ستعيش جائع عطشان ، قد يصلك القليل من مخلفات الحمار بعد أكله وشربه .
وهذا هو الحال عندنا نعيش في جوع وعطش ، يصلنا احياناٌ القليل من فتات المنظمات من بر فاسد وزيت منتهي بعد ان يستحوذ الحوثي على اغلب المساعدات .

في داخل جحر الحمار الوضع بطالة لا خدمات ولا حركة ولا عمل .
وهذا هو حالنا لا دوام في المؤسسات الحكومية بسبب قطع الحوثي للمرتبات ، لا حركة بسبب ارتفاع سعر الوقود بسبب متاجرة الحوثي بالمشتقات وبيعها في السوق السوداء .

نحن الآن نعيش داخل جحر الحمار الداخلي ، هذا هو التعبير المناسب للوضع السيئ الذي نعيشه في مناطق سيطرة الحوثي .
وتأريخ 21 سبتمبر 2014 هو اليوم الذي ادخلنا فيه الحوثي جحر الحمار الداخلي.