مقالات وكتابات


الإثنين - 14 سبتمبر 2020 - الساعة 02:39 م

كُتب بواسطة : عقيد / عبدالباسط البحر - ارشيف الكاتب


ظل الجيش الوطني بتعز صخرة صماء تتحطم عليه مشاريع الانقلاب والملشنة وتمزيق الصف الجمهوري، وصار هذا معلوماً بالضرورة، لكن ما لا يعلمه الناس أنه منذ أكثر من 5 أشهر تقريبا لم تصل تغذية هذا الجيش، وبرغم قلة الكمية التي لا تفي بالحد الادنى للجبهات وعدم انتظام صرفها ورغم ان هناك متأخرات كثيرة ولشهور عديدة متقطعة وليست متوالية، ولكنها كانت تحل جزء من المشكلة، ويتم حلحلة بقية المشكلة من هنا وهناك والتصرف بطريقة او أخرى لتوفير ما امكن، كما أنها كانت رمزية تربطنا و تذكرنا بالحقوق والواجبات على الجيش والشرعية والتحالف كل فترة واخرى، لكن ان تنقطع كليا وكل هذه الفترة الطويلة على التوالي فهذا بالتأكيد يؤثر بشكل كبير على أداء الجيش الوطني بتعز وشعوره بالانتماء والارتباط بقيادته العليا ..

الكثير يتفاعل مع انقطاع الرواتب والتي هي ايضا تدخل شهرها الخامس على التوالي، لكنهم لا يلتفتوا لبقية الاستحقاقات الضرورية المقطوعة ايضا، والتي يصارع الجيش وقيادته للايفاء بها، وهي بلاشك تؤثر على إداء الجيش ولا تقل خطورة واهمية عن المرتبات خصوصا للمرابطين في الثغرات البعيدة، في قمم الجبال الشاهقة وبطون الاودية البعيدة عن المدينة ..

على صعيد المتابعة ولأكثر من مرة تقوم قيادة الجيش بتعز بمخاطبة المتعهدين الذين اوكلت لهم المهمة من التحالف، ويتكرر منهم الرد بأن تغذية الجيش بتعز متوقفة من التحالف منذ استحقاق شهر 4 / 2020م ولم يتم دفع التكاليف للمتعهدين منذ ذلك الحين، ومع أن الاصل ان هذه الامور لا تستدعي الذكر او النشر، وتسير بشكل سلس دون أي مطالبات وهي من الثوابت للجيوش النظامية وتتم عملية صرفها بشكل روتيني وبانتظام باعتبارها من ابجديات حقوق المقاتلين وليس من الحكمة أن ينشغل المقاتلون وقياداتهم بالمتابعة ويلتهون عن معركتهم الاساسية المتمثلة في مواصلة التحرير وحماية المنجزات وبناء الجيش وتدريبه ..

من أهم ما تعلمناه كعسكريين في الكليات والمعاهد العسكرية ان للجيش حقوق وعليه واجبات، وفهمنا من دراستنا للحروب القديمة والحديثة ان الجيوش في الظروف الصعبة تزحف ع بطونها، وقد تأكل اوراق الشجر وتشرب من بطون الابل، لكنها تصر على تحقيق النصر وجيشنا يعيش هذه الروح حالياً، لكننا ايضاً تعلمنا ورأينا من الواقع أن توفير الاسلحة النوعية والتدريب الجيد وصرف مرتبات الجيش بانتظام وكافة استحقاقاته من تغذية ودواء ودعم لوجستي هي من أهم عوامل النصر في المعركة، ومن سداد القول والعمل ان نتحدث بصراحة عن مثل هذه القضايا ..

ومع مطالبتنا الدائمة بأن ينال الجيش كافة حقوقه فمن نافلة القول التأكيد ان هذا التقصير لا ينال من معنويات المقاتلين الذين حملوا ارواحهم على اكفهم منذ اول يوم انقلاب، وإن كان هناك من يسعى لخلخلة صف الجيش الوطني بحرمانه من مستحقاته الاساسية ومحاصرته ومنع الامداد والغذاء والدواء عنه لفترات طويلة، ومعاقبته على مواقفه الوطنية المشرفة، ووقوفه أمام المشاريع الهدامة، وصموده أمام المليشيات الحوثية ورفضه للانقلابات والتمردات على الدولة والشرعية، اذا كان هناك من يعاقب الجيش لان كان كذلك فليعلم ان النيل من عزيمة الجيش أو روحه المعنوية بعيدة المنال، وسيظل موقف الجيش في صف الجمهورية والشرعية ورفضه لكل ما سواهما موقفا راسخا للأبد .

أخيراً اقولها للجميع ....
اشعروا بمعاناة وتضحيات اخوانكم في الجيش، سخروا جهودكم وعلاقاتكم واقلامكم لاطلاق ما توقف من حقوقهم (رواتب - غذاء - اعاشة ، دواء - سلاح - كساء ...) فهم بشر لهم ولعوائلهم الحق في العيش بكرامة، ولتكن الكف بجانب الكف لتحقيق الهدف .