مقالات وكتابات


الإثنين - 10 أغسطس 2020 - الساعة 01:55 ص

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب


أزيحوا الحجر مع الشاجري عنوان مقالي هذا لزحزحة الأمور في المديرية، والمحافظة، والوطن عموماً، فما أجمل زيارتك عندما تكون لموقع تُصنع فيه الرجال، وتنمَّى فيه قدرات المحاربين، وتٰرص فيه الصفوف، لتقتلع من خلالها من تمرد على المبادئ، والمعتقدات.

بعد صلاة العصر توجهت صوب قلعة دثينة للقاء بحكيم دثينة العميد الخضر الشاجري، فوجدته كعادته يفترش الارض بتواضعه المعهود، وبساطته في استقبال ضيوفه، فهو لا يرد أحداً، ولا يعبس في وجه أحد، ويحبه كل من جلس معه، حكيم ظاهر الحكمة، ومتحدث ملم بالكثير من الحقائق التاريخية، وقائد من طراز القادة الافذاذ.

تحدثت معه حول الوضع الراهن، فوجدته يضع النقاط على الحروف، ويعطي كل حرف حقه من النقاط، سياسي مجرب، وخبير في إدارة الأوضاع الصعبة، وهذا ليس بغريب، ولا جديد عنه، فقد صحبت هذا الرجل في أوضاع الحرب، فوجدته حكيماً، وخبيراً في إدارة مثل هذه الأوضاع، لهذا أطلقت عليه حكيم دثينة، تجده متحدثاً بكلمات متقطعة وكأنه يرص الدر رصاً، وهو في نفس الوقت مستمعاً، تجد في استماعه لذة لحديثك، فهو يحب أن يستفيد من الكل دون استثناء، بل أن استماعه أكثر من حديثه، عكس أولئك الذين يبحوث عن الحديث فقط، ولكنهم يفتقدون لفن الاستماع.

سألته عن وضع البلاد، فذكر لي قصة لرجل صيني، أزاح حجراً وضعها الحاكم ليرى من سيزيحها من الطريق، فجاء فلاح صيني وحاول إزاحتها، وساعده الجميع في إزاحتها، ولم ينتظر حتى يأتي الحاكم لإزاحتها، فقال: لي يجب أن نتعاون جميعاً لإزاحة كل العقبات التي يواجهها وطننا، يجب علينا إزاحة الحجر جميعنا، فوجدته صادقاً في حديثه، فلن تقوم لنا قائمة ما لم نتعاون جميعاً لإزاحة كل العقبات وأبرزها عقبة الحرب الدائرة في قرن الكلاسي الشيخ سالم.

مر الوقت سريعاً مع حكيم دثينة، فاستأذنته، للذهاب للقاء بالشيخ صالح الشاجري قائد لواء الأماجد الذي استقبلنا بتواضع لا يقل عن أخيه، فالحليب واحد، والجينات واحدة، فلله در من رباكما، وعلمكا فنون الحديث، والحكمة، وحسن استقبال الناس.

تحدثت مع الشيخ صالح، فوجدته قد أعد العدة لأي طارئ، فلا نوم ولا راحة لأمثاله، استمتعت بحديثه عن هموم الوطن، وإلمامه بكل ما يدور على الساحة، استأذنته بالمغادرة، وعلمت أن زيارتي كانت لموقع فيه تصنع الرجال، فهو عرين للأسود، فأنعم بها من أسود ليس لها هم إلا تأمين المنطقة.

عدت إلى القرية على أمل الجلوس مع أكبر عدد من المسؤولين، والقادة في المنطقة، لنتحدث معهم، ولنتعلم منهم، ومن حديثهم، فالحكماء، والقادة مدارس يجب البحث عنهم والجلوس معهم لنلتقط منهم بعض ما عندهم من حكمة، وفن القيادة.