مقالات وكتابات


الأحد - 09 أغسطس 2020 - الساعة 02:31 م

كُتب بواسطة : سالم لعور - ارشيف الكاتب


ما من شك في ان العهود والمواثيق بمثابة شوكة الميزان التي تضمن حقوق الأطراف التي تتفق وفق تلك العهود فان استقامت تلك الشوكة يعني ذلك سلامة تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه ومعه ضمان تحقيق مبادئ وأهداف وشروط بنود الاتفاق من قبل كل الأطراف ، وان مالت شوكة الميزان ذات اليمين أو ذات الشمال فاعلم ان هناك خلل ما أصاب تلك العهود وأدى إلى ميلان شوكة ميزان العدل وانحرافها عن مسارها الحقيقي مما يعني الانقلاب والتخلي عن بنود وحيثيات ما تم الاتفاق عليه وبالتالي عدم ضمان تحقيق مبادئ وأهداف وشروط بنود الاتفاق / العهد .

وهنا تبرز أهمية الوفاء بالعهود أو نقضها وما يترتب على ذلك من تعزيز عرى العلاقة بين الأطراف أو اختلالها ونكوصها وعودة الأمور إلى نقطة الصفر وتأثر جميع الأطراف بما تفرزه نتائج الالتزام والوفاء بالعهود أو نقضها والتلاعب بمضامينها الجوهرية من قبل أي طرف من الأطراف .

وهنا يمكن الحديث عن اخلاقيات الإيفاء بالعهود ودورها في تحقيق مبادئ واساسيات العدالة في إعادة الحقوق وتحقيق المراد مما تم الاتفاق عليه بما يمكن اعتباره انتصارا لكل الأطراف وفق معايير معينة كانت شخصية او اجتماعية او سياسية وغيرها او العكس بان يكون مستوى اخلاقيات تلك العهود سلبيا ليعيق تحقيق المراد مما تم الاتفاق واعتباره هزيمة لكل الأطراف وأكثرها ضررا سيكون الطرف الذي سينقض العهود والاتفاقات.

إسقاطا لما اوردته أعلاه فقد كثر الهرج والمرج مؤخرا حول وجود توجهات لقوى دولية واقليمية لإزاحة الرئيس هادي عن المشهد السياسي وذلك في صفحات منصات شبكات التواصل الاجتماعي ومهرجي المواقع والقنوات الفضائية الاخبارية ممن يسمون انفسهم محللين سياسيين ونخب مثقفين في تغريداتهم البوهيمية على تويتر وهم في حقيقة الأمر ليسوا إلا مهرجين يحللون ما تستلمه أياديهم من أموال مدنسة وبما ينفقونه حراما يذهب لكروشهم وبطون أبنائهم من السحت مقابل تهريجهم وترديدهم لنفس المنشورات التي يمليها عليهم ممولوهم لنشر الغسيل النتن لمن يريدون استهدافه ورمي سهامهم الطائشة التي تخطئ هدفها نحوه .

هؤلاء الصبية من المغردين أو من ذوي العمى السياسي غاب عنهم إن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية وتتبعها دولة الإمارات لم يأت تدخله في اليمن إلا بدعوة من الرئيس هادي لإعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا ولا يمكن ان يفرط التحالف العربي بقيادة المملكة في التنصل عن عهوده ومواثيقه مع الحكومة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي على الإطلاق لأن الوفاء والكرم والشهامة والنخوة والغيرة على العروبة والإسلام ثوابت وقيم ومثل مقدسة لدى آل سعود "حكام المملكة العربية السعودية" المدافعين عن العروبة والإسلام في كل المراحل والمنعطفات وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية وولي عهده الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي. 

 من يريد ان يعيش في أوهام وأضغاث احلام واقع غير افتراضي فليصدق تغريدات الدفع المسبق لأبواق تويتر وغيرها من وسائل إعلام الكذب والنفاق والفجور التي تروج بأن الرئيس هادي تحت الإقامة الجبرية أو تمارس عليه ضغوط من قبل المملكة العربية السعودية أو أنه سيخضع لرغبات وإملاءات أي كان خارج حدود المملكة وينبغي ان يعرف الجميع ان الرئيس هادي يمارس كل صلاحياته كرئيس لليمن بكل استقلالية وحرية من داخل الرياض ودون تدخل من قيادة المملكة العربية السعودية التي تربط الرئيس هادي بها علاقات الأخوة والعروبة والروابط المشتركة والتي بذلت كل ما تملك من الرجال والسلاح والعتاد والمال بالوقوف مع اليمن وشعبها ومع الرئيس هادي كرئيس لليمن وليس كشخص .

الأغبياء هم من يعتقدون ان توقيع اتفاق الرياض كان خلاصة ضغوط سعودية إو إماراتية على الرئيس هادي أو أنه اتفاق يهدف احتواء القضية الجنوبية وسلب الجنوبيين حقوقهم أو أنه خيانة عظمى بتفريط الرئيس هادي للوحدة الاندماجية التي انتهت وجاء اليمن الاتحادي ليصلح ما افسدته هشاشتها وعقلية ساستها الخاوية إلا من نزعات الجبروت والظلم والطغيان والأفكار الظلامية والكهنوتية والسلالية والقبلية العصبوية والمتطرفة التي تستخدم الدين والعنف لغرض الوصول للحكم والسلطة وحكم الفرد والعائلة و" أنا ومن بعدي الطوفان ".

الرئيس هادي رئيس لليمن بأكمله وليس رئيسا لحزب أو تنظيم سياسي بعينه او لجماعة أو لفئة أو لمطلع أو لمنزل أو لبني فلان أو علان فهو رئيس لليمن وشعبها ويمثل نقطة الارتكاز التي تبعد بمسافات ثابتة من جميع الأحزاب والتنظيمات والمكونات والقوى السياسية على اختلاف رؤاها وتوجهاتها ولا يستطيع أي منها ان يستميله على حساب الآخرين على الإطلاق ومصلحة كل الأطراف أن تقف إلى جانب فخامة الرئيس هادي المدعوم شعبيا واقليميا ودوليا ليخرج الجميع إلى بر الأمان في سفينة النجاة التي يقودها بأمان في بحر هائج ومتلاطم الأمواج وبثقة القبطان الماهر ليرسو بها في مرفأ النجاة.

اتفاق الرياض الذي تم التوقيع عليه مؤخرا بين طرفي الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي وبذل الرئيس هادي والتحالف العربي كل الجهود لإنجاح الاتفاق عليه يعد انتصارا لكل الأطراف بتتويجه لحكومة كفاءات مشتركة بهدف إنهاء تداعيات الاقتتال ولتطبيع الأوضاع وتوفير الخدمات والدفع بعجلة التنمية واستقرار الأوضاع وعلى كافة الصعد في المناطق المحررة ولتوحيد الجهود لقتال الميليشيا الانقلابية الحوثية المتمردة ودحرها وإنهاء الانقلاب ووأد مشاريع الأمامة والكهنوت ومطامح إيران في اليمن ومنطقة الخليج .

وإنجاح اتفاق الرياض يتطلب من الجميع حسن النوايا والعمل بروح الفريق الواحد بعيدا عن حسابات أية مكاسب سياسية أو حزبية أو ولاءات ضيقة لا سيما في هذه الظروف المعقدة والتنافس في حكومة الكفاءات حق مشروع لمن سيعمل لخدمة المواطنين وتوفير الخدمات ومحاربة الفساد وتحسين المستوى المعيشي للناس وليس لمن يريد ان يقصي الآخر أو ينفرد بالقرار وبالتالي العودة لنقطة الصفر .

الرئيس هادي أب روحي للجميع ومن خرج عنه سيضل الطريق السوي المستقيم لأنه ولي أمر اليمنيين دون استثناء وظل دائما الصدر الرحب الذي يتسع لكل أبنائه ولكل من يخاصمه أو يعارضه في الرأي ولم نسمع منه يوما ما ان تنازل عن هيبته ووقاره ورشده ورجاحة عقله واتزانه ليهاجم منتقديه او معارضيه كانوا أفرادا او أحزابا أو مكونات سياسية أو شرائح مجتمعية أو نخبوية عبر القنوات الفضائية أو المواقع الأخبارية أو الصحف وغيرها من الوسائل الإعلامية كما كان يفعل غيره من الرؤساء والحكام والمسؤولين والوزراء وببغاوات منصات التواصل الاجتماعي وحتى مع خصومه الحوثيين ظل يدعوهم لطاولة الحوار ومحادثات السلام فأبوا واستكبروا وما هي إلا شهور بعد تطبيق اتفاق الرياض وتشكيل حكومة الكفاءات لتتوحد الجهود والزحف لجبهات القتال وإلحاق الهزيمة بميليشيا الانقلاب الحوثية ولن تجد أحدا يتجرأ ويقول " أناحوثي " في اليمن بعدها فلتتظافر الجهود وان النصر لقريب.