الجمعة - 07 أغسطس 2020 - الساعة 04:49 م
ستة أشهر من العناء ، ولازال التتويج !!
6 فبراير - 6 أغسطس
مع بزوق فجر يناير بدأ العام الجديد 2020م وكلي تطلع لآمال وطموحات كبيرة جداً على جميع الأصعدة المهنية والعلمية والشخصية.
بدأت أول أيام يناير بشغف كبير وعزم أكبر رغم المتاعب المرحّلة من فترات سابقة عصفت بي ولازالت تبعاتها مؤرقة بالي ولكني كنت مخبئ لها عزم كبير وإستعداد أكبر لتسوية جميع المتاعب المعلقة وتحقيق جميع تطلعاتي في هذا العام الذي أسميته " بعام التتويج "
بدأت أول أيام يناير وبدأت معها خطواتي الأولى لتنفيذ مخططات أحلامي
كنت أبذل جهود كبيرة ومرهقة وأتعرض لضغوط ذهنية كبيرة جدا تؤثر على الوضع النفسي لكن وكما قال الشاعر " ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهرُ "
لقد كان سمو الهدف ينسيني أي مشاق ومتاعب.
فمر يناير بكل تفاصيله والنفس تتطلع للأجمل والأفضل والمعنويات تزاحم السحاب علو وتطلع.
ولكن!!
إرادة الله كانت أسبق من إرادتي فلم تسر الأمور على النحو الذي كان مؤمل له وبدأت سحب الأقدار بالتلبد ولعلها عواقب ستثبت لي الأيام أن لي في طياتها رضى
فمع مطلع فبراير وتحديداً الخميس السادس من فبراير صحوت من منامي على غير ما اعتدت أن أصحو وعلى غير ما نمت عليه!!
صحوت والدنيا تموج بي وتدور بشدة ولا أستطيع تمالك نفسي أو حملها علاوة عن فقدي للتركيز أو الإستيعاب ومع ذلك كابرت على نفسي وبررت ذلك بأنه إرهاق وقلة نوم فتجهزت لبدء يومي الجديد وخرجت من البيت متجهاً على عملي أقود سيارتي بصعوبة بالغة ولكن كنت أعزي نفسي وأقول هي أعراض ما بعد النوم حين تصاحب الإرهاق والأرق!!
استمر ذلك الأمر معي إلى حين وصلت مكتبي فشعرت بأن وضعي غير طبيعي فحاولت أن أسترخي لعل ذلك يحسن الوضع ولكن لم يتغير شئ فقررت الخروج من العمل مبرراً ذلك بأنه سوء الوضع النفسي والمزاج المعكر فخرجت من مكتبي وذهبت وجلست مع أحد أرباب أعمالي القريبين من قلبي كنوع من تلطيف المزاج ولكن كان الوضع يزداد سوء ومع إقتراب موعد محاضرتي التي للأسف لم يسعفني الوقت لإلغائها بسبب ضيق الوقت لقرب موعد المحاضرة وصعوبة التواصل مع الطلاب لإشعارهم بالإلغاء خاصة أن بعض الطلاب قد حضر إلى القاعة فقررت أن أذهب وألقي محاضرتي مكابراً على وضعي
تحركت باتجاه المحاضرة ولكن هذه المرة شعرت أني معرض بشدة للوقوع بحوادث سير فيما لو استمريت بقيادة السيارة بهذا الوضع فاضطررت أن أركنها في أحد الشوارع وأذهب إلى محاضرتي بواسطة المواصلات وهو ما حدث فعلاً
وصلت إلى قاعة المحاضرات وألقيت المحاضرة وكأني مقاتل فقد سيفه وجوداه وبقى وحيداً أعزل في ميدان المعركة أمام خصومه ومع ذلك وبكل كبرياء صمدت وأتممت المحاضرة وقررت بعدها أن أذهب لأستعيد السيارة وأعود إلى البيت .
صعدت الباص للذهاب إلى حيث تركت سيارتي وأثناء الطريق حدث مالم يكن بالحسبان
لقد شعرت بحكة في عيني اليسرى فدعكتها ولكن المفاجأة كانت أثناء الدعك لعيني اليسرى فلم أعد أرى شيء من حولي تماماً!!!
ياللهول !!!! ماذا يجري !!!
مسكت على عيني اليسرى فوجدت أني لم أعد أرى بعيني اليمنى وأن الذي كنت أعاني منه منذ الصباح لم يكن تعب أو إرهاق أو قلة نوم كما كنت افسر بل فقد النظر في عيني اليمنى ( والذي تم تشخيصه لاحقاً بإلتهاب العصب البصري) !!!
مع ذلك ولعدم وجود تجربة أو معلومات سابقة فسرت الأمر بأنه مشكلة عابرة كوني لم أسمع من قبل أن الشخص يمكن أن يفقد عينه أو النظر فيها دون أن يتعرض لأي شئ!!
ومن بعد ذلك اليوم بدأت رحلة معاناتي مع فقدان النظر والذي لازلت إلى هذه اللحظة أعاني من عدم الرؤية بعيني اليمنى وضعف في عيني اليسرى
رغم أن الوضع مدمر وصعيب وزاد الطين بلة مرور العالم بإجراءات كورونا وأثر ذلك وانعكاسه علي لعدم مقدرتي على السفر للعلاج وكذا توقيف عجلة مسيري وتأثيره على خارطة أحلامي لكني لازلت عند صلابة وعزم يناير بتسمية هذا العام بعام التتويج وسأقف شامخاً صلباً حتى وإن كانت هذه الظروف التي قهرتني سرقت مني بعض الشهور التي قد تجبرني على ترحيلها إلى العام 2021م إن كتب الله العمر والعافية
إلا أنني لازلت عند عهدي مع نفسي بأن 2020م هي نقطة التتويج لسمو وجلال #عارف_السنيدي
#حبر_سنيدي
6 Aug 2020