مقالات وكتابات


الخميس - 23 يوليه 2020 - الساعة 12:31 م

كُتب بواسطة : إيمان ناصر - ارشيف الكاتب



في جميع العلاقات يوجد عد تنازلي في كل شي فيها...فدائما ما تبدأ العلاقات-بغض النظر عن نوعها- بلهفة وانجذاب
وارتياح للآخر
وشعور برغبة من الجانبين في أن يقضوا مع بعضهما أكبر وقت.
فالبدايات هي مثل ذاك النور الذي نراه من مسافة بعيدة وننتظر مجيئه بلهفة.
ولكن مع الأيام وتتابع الأحداث يبدأ العد التنازلي لجميع العلاقات وتبدأ
مشاعر اللهفة
والشوق والارتياح
والتواصل بالآخر تقل،
اذ تعدي ساعات
وتعدي ايام وتصل لشهور دون تواصل حتى تصل لدرجة الصفر، معلنة عن نهاية مؤلمة وموجعة او صادمة اوغير متوقعة او اختفاء غير مبرر مما يجعلنا مندفعين بالصعود وننصدم في تلك النهائيات فهي مثل ذاك الختم الذي يوضع في آخر الأمر ليعلن عن انهزام البدايات وانتهاء الأمر.

فالبدايات ليست جميلة وسعيدة بطبيعتها
ولا النهايات مؤلمة وموجعة بفطرتها فالبدايات والنهايات هي من صنع ايدينا.

فنحن من جمّل هذه البدايات والبسناها أجمل الحلل
فجعلنا منها مزايا وابرزنا فقط ما أردنا أن نراه.
او اننا رأينا الأشياء الجميلة التي كانت فقط مغطاة بـ الأقنعة الكاذبة وصدقتها اعيننا.
واندفعنا بالإفراط في إعطاء الأشياء للآخر
ومنحه كل أوقاتنا.

ولكن عندما تمر بنا عقارب الزمن تتلاشى تلك الصفات
والمزايا الجميلة
شيئا فشيئا وتصبح الصورة التي خلف الضباب اكثر وضوحا
وتبرز العيوب أكبر من المتوقع، ويبدا التراجع،
رغم محاولاتنا في التقدم للإمام
لعل الله ينقل تفاصيلنا لحال افضل، لعل ان نستطيع اصلاح العيوب، ولكن دون جدوى،
إذ تتسع أُلْهُوّة
وتتعمق الخلافات أكثر.
ونصير في آخر مشوارنا الذي كانت بداياته مفعمة بالحب
ومزخرفة بكل حلل الجمال.
لقد انتهى كل شي.
بعد العذاب والألم نصل لخطوط النهايات المؤلمة.في الوقت الذي يمر فيه أمام أعيننا شريط البدايات الجميلة.

انتهاء العلاقات مهما كانت الاسباب لايعني ابدا أن نبدا التفكير بطريقة نشوّة بها صورة الآخر مهما وصل بنا الأمر
ومهما كان فعله اوجعنا.
فليس من الانصاف أن تُنّسى اللحظات الجميلة التي عاشها كلاهما.