مقالات وكتابات


الإثنين - 13 يوليه 2020 - الساعة 12:41 ص

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب


عندما جاء هادي إلى السلطة، كان أول عمل له هو رفع مرتبات الجيش والأمن بنسبة مئة في المئة، فتحسنت الأوضاع المعيشية للعسكريين، وفاقت معاشاتهم معاشات الكثير من نظرائهم في القطاع المدني، وهتف الجميع لهادي على هذه الخطوة.

تحسنت الظروف المعيشية للعسكريين، وتنفسوا بعد الظلم الذي عاشوه قبل مجيء هادي، وزبطوا الفقر بعيداً، ولكن ربما تكون قد أصابتهم عين حاسد، فتأخرت معاشاتهم الشهر، والشهرين، فصبروا لعلها تفرج، فزاد الشهر الثالث، ولكنهم استمروا في صبرهم، ودخل الشهر الرابع، ومازال صبرهم حتى دخل عليهم الشهر الخامس، فتعبوا، ورفعوا صوتهم مطالبين بمعاشاتهم، ولكن من يحكم عدن قد تخلى عنهم، والحكومة رفعت يدها، والتحالف يقول إن اعتصام العسكريين قد أزعجهم، والكرة اليوم في ملعب فخامة الأخ الرئيس.

فخامة الأخ الرئيس: اخرج للناس ببيان ووضح فيه من يعرقل صرف معاشات العسكريين، ويعطل خدمات المواطنين، وضع للمواطن النقاط على حروفها، واطلب من التحالف رفع يده من على رقبة الشعب، فعلتنا هي التحالف، ومصيبتنا هي التحالف، ودمارنا هو التحالف، ومشكلتنا كلها هي التحالف بعد أن أضاع الطريق إلى صنعاء، وسال لعابه على الجنوب.

فخامة الأخ الرئيس: عليكم بالعودة إلى الوطن، ومأرب قد تكون مكاناً لبداية عملية التصحيح، أو عد إلى سيئون، أو المهرة، أو شاركنا همومنا في أبين، أو شبوة، وإن كان في عودتكم خطر عليكم، فاتخذ دولة لا تملي عليكم قراراتها، وساعتها سيلتف حولك الكل، وسترتعد فرائص المتربصين، فأنت المسؤول عن الشعب اليمني، فبقرار منك سيحمل التحالف عصاه ويرحل، وبخروجك للناس، ستذوب الفشخرات الكاذبة، ولا تركن على الخارج لنصرتك، لا تطلب المدد من قطر، أو غيرها من دول الخليج، ولا تنتظر النصر من تركيا، فهؤلاء أضرط من هؤلاء، فلن يتدخل أحد إلا لمصلحة، وهذا ما عايشناه مع تحالف نصر الشرعية الذي وقف في وجه الشرعية.

فخامة الرئيس: بدايتكم مع الصين موفقة، ولكن نجح الخائفون من نهضة اليمن في تعطيل كل هذه الخطوات، فاطلب من الصين تنفيذ ما اتفقتم عليه من مشاريع، وفعَّل دوائرك الخارجية في سفارات العالم المختلفة، ليقوموا بواجبهم، واطلب من التحالف إن أراد البقاء في المساعدة بنقل قواته إلى جبهات القتال مع الحوثي، ووقف دعمه لكل من تسميه لهم أنت، فمن حددت شيطنته، فهو شيطان، أما هكذا فاللوم كل اللوم عليكم، وإلا فاطلب برفع عصا التحالف من اليمن بالكامل، قد يقول قائل إن كلامي هذا مبالغ فيه، لا والله، فهذا هو عين الصواب، قبل أن نرى الناس تموت في الشوارع من الجوع، وسوء الخدمات، وقبل أن تنحرف الكثير من الأسر.