الخميس - 09 يوليه 2020 - الساعة 02:05 ص
ثمة أشخاص في حياتي مهما تشاجرنا واختلفنا، لا أجيد فن الزعل معهم.
كأنني في شجار بيني وبين نفسي،
اذا تعدى الحدود يقف عاجز عن النقاش،
لا أستطيع أن احمل في نفسي منهم زعلا، أو أن احقد عليهم مهما كانت الأسباب.
هؤلاء الأشخاص نعمة من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى.
ولكن في اوقات اتساءل بيني وبين نفسي:
هل أنا أعني لهم شي ولي شأن عندهم...؟
يظل هذا السؤال دائما في مخيلتي،
ولا أجد له جواب.
ولكنني مستمرة بحب هؤلاء الأشخاص!
لا أتخيل أن أبدأ يومي من دونهم. فهم ىالنسبة لي سكر قهوتي،
ولحن فيروزي في مسمعي،
والسكينة التي اسمعها من صوت عصفور على نافذة غرفتي.
هم شخصان ولكنهم بمثابة جمهور، هم الكنز الحقيقي الذي لابد أن لا افقده.
لا اتخيل ان فرحتي لا نتقاسمها مع بعضنا.
ولا اتخيل ان اكون في مشواري بدونهم.
هؤلاء الأشخاص هم قوة الدفع التي تجعلني انطلق الى مالانهاية.
احب كثيرا وجودهم في حياتي،
كحب النفس لملذات الحياة.
كثير مانختلف في وجهات النظر،
وكل منا له منظور خاص،
ولكن يضل لكل شخص منا رأي لا يتراجع عنه.
وهذا مايجعلنا نتمسك ببعضنا أكثر،
أثق بهم ثقة عمياء.
وتعجبني كثيرا الثقة التي منحتها لهم، وبالمقابل ثقتهم بي كانت اقوى مما جعلني افتخر بهم،
كونهم محيط حياتي فجميع الاتجاهات تؤدي إليهم.
أجدهم في حزني فرح
وفي انكساري عكاز
وفي ضيقي فرج
وفي غرقي قشة اتمسك بها وهم نجاتي.
نحن مثلث من نوع خاص،
لكل منا رقم، ولكل منا قانون، ولكن تبقى الأضلاع متصلة ببعضها وكل ضلع مساو ومنتظم مع الاخر،
مما جعلنا ثلاثي جميل لايختلف عليه اثنين.
هم الأصدق في مراحل طفولتي والأجمل في مراهقتي
والأوفياء في شبابي.
هولاء الأشخاص مهما كتبت عنهم في حكايتي لن تنتهي
لأنهم حكاية بحد ذاتها لا تخلص،
ممنونة للزمن الذي يجمعني بهم قلب وقالب.
لانهم بالنسبة لي القمر الذى ينير عتمة طريقي الممتلئ بالاشواك
والشمس التي تشرق الأمل في داخلي،
والنسمة التي استنشق هواها،
هم الحياة والحياة لا تحلو إلا بوجودهم.
وهم ينابيع امالي،
وشلالات سعادتي.
كيف لا وهم بالنسبة لي اجمل هدايا القدر
عشنا معا وقت طويلا،
بين جد ومرح ى
وضحك وبكاء
وصلح وخصام.
أن نظرت هنا وجدتهم بجانبي
وإن نظرت هناك لمحتهم أمامي.
هم عوني في جميع المراحل.
هم حكاية لجميع الحكايات.
حكايتي مع الزمن تتلخص بهم.
شكرا يا الله على النعمة التي لازلت أحتفظ بها.
