مقالات وكتابات


الأحد - 07 يناير 2018 - الساعة 06:09 م

كُتب بواسطة : محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب


الكشوفات المسربة التي توضح قيام وزارة المالية في المملكة العربية السعودية بصرف مبالغ مالية لعدة شخصيات يمنية كمكرمة ملكية ، أعتقد أنها رسالة من اشقاءنا في المملكة للشرعية تقتضي وجوب محاربة الفساد داخل الشرعية الذي يعتبر سبب تأخير الحسم واعاقة تحقيق الدولة القوية للشرعية ، وتشويه صورة المملكة السعودية ونظرة المواطن اليمني لها نظرة سلبية من حيث دعمها للفاسدين الذين يتوجب عليها ان تحاربهم لا أن تدعمهم ، كما أعتقد أن تلك الكشوفات هي رداً على اتهامات اطراف الشرعية لبعضهم البعض بالفساد ، لتتضح الحقيقة ان الجميع مفسدون وان الواجب على الجميع ان يكفوا عن الفساد ، كون الكشوفات شملت شخصيات من جميع الاطراف.

الفساد داخل الشرعية أصبح قضية خطيرة لا تقل خطراً عن انقلاب الحوثي ، فالفساد الداخلي عدو ينخر الدولة من الداخل ويجعلها ضعيفة هشة تسير بخطى بطيئة وتحقق نسبة متدنية من النجاحات ، وهذا ما يخدم العدو الخارجي للدولة المتمثل بالانقلاب الحوثي .
القانون الدولي يتضمن اعدام اي فاسد يمارس الفساد في ظل مرحلة حرب تخوضها بلاده ، وهذا ما ينطبق على فاسدين الشرعية حالياً ، فالقضية ليست سهلة .

هذه الكشوفات المسربة هي جزء بسيط جداً من قيام المملكة بصرف مبالغ كهذه ، وهناك الاف الكشوفات في جوانب شتى .
الرئيس هادي وقيادة المملكة وجدوا ان الفساد داخل الشرعية قضية كبرى تعرقل مسارهم في اليمن ، ولذا توجب عليهم ان التخلص من الفساد ومحاربة الفاسدين اصبح أمر لا مناص عنه.

طبعاً الكشوفات تضمنت اسماء شخصيات لم تشارك في مؤتمر الرياض ، ولم تنضم للشرعية اصلاً ، وهذا ما يدل على ان هناك اخطاء برفع الاسماء التي تم الرفع بها على اعتبارات شخصية وعلاقات مع بعض النافذين في الشرعية ، وهو ما جعل المملكة تصرف مكرمة لشخصيات ليست مع الشرعية والمملكة ، انما يحاربونها ويخدمون الطرف الآخر.

نحن كأنصار للشرعية اصبحنا مستاءين من الفساد داخل الشرعية ، ننتقد فساد جماعة الحوثي ونتحدث ان قياداتهم اصبحوا يمتلكون فلل ضخمة وارصدة كبيرة ، ونجد في نفس الوقت قيادات في الشرعية قد استثمروا في الخارج وامتلكوا عقارات .
شخصيات اتجهت للمملكة لتبحث عن مناصب واموال ولا يهمها وطن .
فساد الشرعية جعلها تنقسم قسمين ، قسم يعيش في الترف والنعيم باريحية في الخارج يحصل على المناصب والاموال .
وقسم يعيش في المعاناة والضنك في الميدان يحصل على الجوع والتعب.
فساد الشرعية جعلها كدولة تحتوي على عصابات وليس لديها قانون عدالة ونظرة موحدة تحقق من خلاله المساواة والرعاية الشاملة.. وهذا ما جعل الشرعية تشبه الانقلاب الحوثي .
فالانقلاب السلالي قسم اليمنيين إلى قسمين زنابيل وقناديل ، من كان من السلالة فهو قنديل له المناصب والمكاسب ، ومن لم يكن من السلالة فهو زنبيل له الموت والجوع.
وايضاً عصابات الشرعية جعلت الناس تنقسم إلى قسمين قناديل وزنابيل .
اذا كنت من اصحاب اي عصابة فأنت قنديل لك المناصب والمكاسب.
واذا لم تكن من اتباع اي عصابة فأنت زنبيل لك الموت والجوع والمعاناة.

الفاسدون داخل الشرعية اساءوا للملكة وللرئيس هادي .
عندما نجد الدولة اصبحت مجرد شلل وعصابات فهذا يحعلنا نتشائم من المستقبل ونعتقد ان مشروع الدولة الاتحادية الذي يتحدث عنه الرئيس هادي لن ينجح ولن يتحقق ويؤتي ثماره لليمنيين .
عندما نجد ان المملكة اصبحت تقدم دعم للنافذين المعروفين بالفساد ، ونجد ان خمسمائة الف سلة غذائية قدمها مركز الملك سلمان لتعز تم لطشها من قبل فاسدين في الشرعية ولم تصل للمستحقين ، هنا يجعلنا نستاء من المملكة ونتشكك في تلك المبالغ التي يعلن عنها مركز الملك سلمان انه قدمها لابناء الشعب اليمني.
لا ننكر فضل المملكة في جوانب شتى ، ولكننا نريد ان تحارب الفاسدين داخل الشرعية إذا كانت بالفعل تحب اليمن واليمنيين وتسعى نحو مستقبل مشرق وواعد لابناء اليمن.
مثلما تحاربون الفساد في المملكة حاربوه في الشرعية.
نطالب من جلالة الملك سلمان ونجله الأمير الشاب محمد وفخامة الرئيس هادي ان يحاربوا الفساد داخل الشرعية كما يحاربوا الانقلاب في نفس الوقت ، هذا ضمان النجاح والبناء السليم ... تحرير اليمن من الانقلاب وتحرير الشرعية من الفاسدين يجب ان يتلازمان.