مقالات وكتابات


الأربعاء - 01 يوليه 2020 - الساعة 09:46 م

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب


لا جديد في جعبة المبعوث الدولي الى اليمن جريفيت على ماتوحي به اخبار مباحثاته مع قيادة الدولة اليمنية والمحكومة عادة بالسرية المطلقة باستثناء مايخرج منها في اطار الاخبار البروتكولية المعتادة، مما يترك باب التاويلات لها مفتوحا على مصرعية،وكل وسيلة اعلامية بما فيها تنضخ من التسريبات والتكهنات المجازية التي يتم تلبيسها الامنيات المنتقاة من الرغبات الشخصية لكاتبها في ظل اختفاء جدلية البحث عن الحقيقة لرسل الصحافة والاعلام في عصورها الذهبية وظهور صحافة العصر الاكترونية التي تدار من غرف رقمية معينة لا تكلف صاحبها عناء يذكر، مع قلة الاعتماد على المصادر الموثوقة للاخبار.
وبهذا السلوك الاعلامي غير المفيد يجري التعامل مع الاحداث وصناعة الاخبار المنبثقة عنها وبصورة فاقدة لمهنية العمل الصحفي الحصيف في الغالب الاعم . وهذه من صلب استراتيجيات المتغيرات الاساسية في السياسة الدولية التي عملت وتعمل على تغيب الدور الريادي للاعلام وتغييره بصورة جذرية ومتناقضة مع ادواره الخالدة ورسالته الرائدة في خدمة الحقيقة وكشف المستور عنها في السياسيات الدولية النافذة.
وترويسة الاخبار في جولة السيد جريفيت الجديدة التي للاسف غاب عددها عن فضاءات وسائل الاعلام واهتماماتها،وظل جوهرها محصورا وحصربا في بحث فرص السلام وامكانيات ايقاف الحرب وتحريك عجلة المفاوضات ولم تخرج عن اطار هذه السياقات في كل جولة ، بعيدا عن الخوض في تفاصيلها او حتى محاولة الاقتراب من فحواها وجدواها العملية المتمثلة في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء في السياسة والقتال، ويجري التعاطي الجماهيري مع مهام واخبار مبعوث السلام الاممي، وكأنه مصعدا للازمات او مرشدا لوصولها الى افاق جديدة ومظلمة تخدم اجندة واهداف القوى المتحكمة فيها.ونحن دون شك نعي بان مهمته في الاول والاخير دبلوماسية بامتياز مما يحتم عليه الحرص على ارضا جميع الفرقاء المعنين بالمفاوضات دون البوح بمضمونها، و هذه المثالية يتطلب وجودها في المبعوثين الاممين كمعايير عامة لهم.،لكن للاسف غائبة عن ذهنية وشخصية البعض منهم، وفي غالب الظن تشعرنا تصرفات بعضهم بانهم يلعبون دور المخرج لتراجيديا الدم في البلدان المنكوبة بالحروب لا مبعوث للمجتمع الاممي المنقذ لها من بحور الدم و الاحزان.